الرئيسية / محليات / الراعي في وداع صفير: بطريرك الاستقلال الثاني والمصالحة الذي لا يتكرر

الراعي في وداع صفير: بطريرك الاستقلال الثاني والمصالحة الذي لا يتكرر

الخميس 16 آيار 2019

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في جنازة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أن الراحل “إذ يغيب عنا بالجسد فإنه باق بتشفعه في السماء وسنظل نسمع صوته في اعماله المنشورة، والوزنات الخمس التي منحه إياها الرب قد ثمرها بإخلاص وهو يعيدها اليوم إلى سيده مضاعفة”.

ولفت إلى أن البطريرك صفير كان “على تنسيق دائم مع البابا يوحنا بولس الثاني وجالس رؤساء الدول الكبرى وظل شغله الشاغل شأن كنيسته المارونية وقاد الاصلاح الليتورجي”. ووصفه بأنه كان “قليل الكلام لكنه حازم الموقف وكجبل لا يهزه ريح كان يزداد صلابة على شبه شجرة الأرز”.

كما وصفه بـ”عميد الكنيسة المارونية”، مشيرا إلى أن الشهادات عنه “تجمع على أنه خسارة وطنية، وهو بطريرك الاستقلال الثاني والمصالحة والذي لا يتكرر”. 

وأكد البطريرك الراعي أن “البطريرك صفير عمل على إسقاط الحواجز النفسية والمادية وعلى شد اواصر الوحدة الوطنية واعادة بناء الدولة بالقضاء على الدويلات وكان يعمل على تعزيز العيش المشترك”.

وأشار الراعي الى أنه “في مثل يوم امس من بداية 100 سنة زرع الرب في ريفون نصرالله صفير وحيداً على 5 شقيقات”.

ورأى الراعي أن “البطريرك صفير كان مثل حبة الخردل في الانجيل وكان راعيا صالحا على مصالح المسيح، راعي الرعاة العظيم وبخبرة السنوات الـ63 كان يعرف خرافه وهي تعرف صوته واليوم يزرعه الله شفيعاً في كنيسة السماء الممجدة”.

واعتبر أن “البطريرك صفير عرف كيف يبني حياته على الاساس الثابت وهو الايمان المسيحي والتجرد والتواضع”.

وقال الراعي: “يوجد من بين الحاضرين كثيرون ممن تتلمذوا على يد البطريرك صفير ويشهدون لمقدرته العملية ونباهته فهو كان يقول كلمة الحق من دون مسايرة وتعرّف الى الكثيرين مما ولد لديه الفطنة والحذر”.

ولفت إلى أن “البطريرك صفير كان الساعد الايمن للبطريرك خريش كنائب بطريركي عام وقاد مع الراحل أبو جوده المقاومة الروحية والسياسية والديبلوماسة داخليا وخارجيا لمواجهة الحرب الاهلية”، وتابع: “عندما انتخب بطريركا وهو لم يطلبها ولا سعى إليها كان على أتم الاستعداد لحمل صليبها بفضل ما اكتنزت روحه”.

المصدر: الجمهورية