الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / أزمة الهجرة.. توتر على الحدود اليونانية وتركيا توثق الانتهاكات

أزمة الهجرة.. توتر على الحدود اليونانية وتركيا توثق الانتهاكات

مجلة وفاء wafaamagazine

احتدم التوتر على الحدود بين اليونان وتركيا، صباح اليوم الجمعة، وأعلنت اليونان أنها ستبني جداراً عازلاً لمنع وصول المهاجرين، في حين نشرت الداخلية التركية الممارسات اليونانية التي اعتبرتها “انتهاكا للقيم الإنسانية”.

 

وذكرت وكالة “رويترز” أن القوات اليونانية استخدمت اليوم مدفع مياه لتفريق المحتشدين على الحدود، وأعقب ذلك إطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع من الجانب التركي من السياج باتجاه حرس الحدود اليوناني.

وقال مسؤول يوناني “يجري تنسيق الهجمات بواسطة طائرات مسيرة. وإلى جانب الترويع تهدف هجمات الشرطة التركية هذه إلى مساعدة المهاجرين على عبور الحدود”.

أما وزير الداخلية التركي سليمان صويلو فقال للصحافيين بعد تفقد المنطقة الحدودية أمس “لماذا تطلق تركيا الغاز المسيل للدموع على الجانب اليوناني من الحدود؟! اليونان تطلق الغاز المسيل للدموع علينا وعلى مراكز شرطتنا على الحدود، ونحن نرد على ذلك”.

كما رشق بعض المهاجرين الشرطة اليونانية بالحجارة، ورفعوا فوق السياج الشائك لافتات كتب عليها “نريد أن نعيش بسلام”.

وذكرت وسائل إعلام محلية باليونان أمس أن الشرطة تستخدم ضد طالبي اللجوء يوميا ما بين سبعمئة وألف قنبلة غاز مدمع على حدودها البرية والبحرية.

وأعلن وزير الداخلية التركي عبر تويتر تجاوز عدد طالبي اللجوء الذين عبروا إلى اليونان من ولاية أدرنة 142 ألف شخص، حتى ظهر الجمعة. وذكرت مصادر بالحكومة اليونانية الخميس أن اليونان منعت ما يقرب من 35 ألف مهاجر من عبور الحدود إلى أراضيها خلال أسبوع، كما بلغ عدد الاعتقالات لمن نجحوا في العبور 244.

وأعلنت اليونان عزمها على بناء جدار بطول 15 كيلومترا على حدودها مع تركيا لمنع طالبي اللجوء من العبور إلى أوروبا، كما ذكرت مصادر أمنية أن بناء الجدار سيكتمل خلال أسابيع عدة، وهو يُتمّ جدارا بُني عام 2012 بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بطول 12.5 كيلومترا.
بدوره، أعلن وزير الدفاع اليوناني فرض قيود مؤقتة على الملاحة حول جزيرتي ليسبوس وساموس في بحر إيجة؛ بهدف منع وصول اللاجئين، موضحا أن المنع لا يشمل السفن التجارية.

وشهدت أثينا أمس الخميس مسيرة لدعم المهاجرين وطالبي اللجوء المحتشدين عند حدود اليونان، حيث هتف آلاف المحتجين ضد سياسات الاتحاد الأوروبي حيال الهجرة، كما رفعوا شعارات من قبيل “اليونانيون والأجانب يمكنهم العمل معًا”، و”الموت للفاشية”.

ومنع حشد من سكان جزيرة ليسبوس أمس سفينة تابعة لمنظمة البحث والإنقاذ الإنسانية (ماري ليبروم) من الرسو في ميناء الجزيرة، وهتفوا بالشتائم ضد طاقم السفينة؛ مما دفع السفينة للمغادرة، في حين أعلنت المنظمة أنها تعرضت لعدد من الهجمات على الجزيرة في الأيام الأخيرة.

كما قالت مصادر أمنية تركية إن خفر السواحل اليوناني أجبر زورقين يقلان 83 طالب لجوء على الابتعاد عن سواحل اليونان؛ فسارعت فرق خفر السواحل التركي لإنقاذهم.

في الجانب التركي، تفقّد وزير الداخلية أمس إقليم أدرنة الواقع على الحدود مع اليونان، وأعلن نشر ألف من قوات الشرطة الخاصة لمنع عودة المهاجرين، متهما السلطات اليونانية بإصابة 164 مهاجرا، ودفْع ما يقرب من خمسة آلاف إلى تركيا مرة أخرى.

ونشرت إدارة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية أمس سلسلة منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لرصد الممارسات اليونانية ضد المهاجرين، معتبرة أنها ممارسات “تنتهك القيم الإنسانية والأوروبية وكذلك القانون الدولي”.

ومن بين تلك الممارسات توجيه الأسلحة صوب طالبي اللجوء، واستخدام قنابل الغاز والرصاص، وممارسة العنف ضد أشخاص بينهم نساء وأطفال، واعتقالهم بشكل تعسفي، ومصادرة ما بحوزتهم من ملابس وأموال وهواتف ومتعلقات شخصية.

وأعلنت ولاية أدرنة التركية الأربعاء مقتل طالب لجوء سوري وإصابة خمسة آخرين جراء إطلاق الشرطة وحرس الحدود اليونانيين الرصاص الحي والبلاستيكي وقنابل الصوت والغاز عليهم.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن حكومات التكتل ستبحث اليوم تخصيص المزيد من الأموال للمهاجرين في تركيا، لكنها لن تقبل استخدام اللاجئين كأداة مساومة.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد أمس أمام السفارة التركية في لندن، طالبت العديد من منظمات المجتمع المدني التركية في بيان مشترك كلا من بريطانيا وبلدان الاتحاد الأوروبي بالقيام بواجبها نحو طالبي اللجوء والمهاجرين الفارين من الهجمات التي يشنها النظام السوري ببلاده.

وقال رئيس الجالية التركية ببريطانيا إبراهيم غوكتشه إن تركيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستضيف عددًا كبيرًا من طالبي اللجوء، موضحا أنه “بسبب الهجمات التي يشنها نظام بشار الأسد المستبد بدأت موجات جديدة من طالبي اللجوء تتوجه صوب تركيا التي تعاني في الأساس من عبء اللاجئين”.



المصدر: الجزيرة