
مجلة وفاء wafaamagazine
عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية برئاسة رئيس الجمهورية وحضور رئيس مجلس الوزراء والوزراء. في مستهل الجلسة، لفت الرئيس عون الى أن الأسواق المالية لا تزال هادئة نسبيا بعد اعلان الحكومة عن تعليق سداد سندات “اليوروبوندز” التي استحقت في 9 آذار الجاري، مشيرا الى انه من المطلوب الاسراع في الخطة الشاملة التي اشارت اليها الحكومة في بيانها الوزاري.
ثم تحدث عون عن الاجراءات المتخذة لمكافحة فيروس الكورونا، مشدداً على وجوب المثابرة في اتخاذ التدابير الوقائية التي تمنع انتشار الفيروس، مرحباً بالمساعدات التي يمكن ان تقدم للبنان في هذا الاطار.
ثم تحدث الرئيس دياب فقال: لقد أصبح “الكورونا” أولوية عند اللبنانيين. هناك حالة ذعر حقيقية، وهناك استثمار سياسي ضد الحكومة في هذا الموضوع، وهناك حملة تهويل منظّمة. وأنا أشدّد على نقطتين في هذا الموضوع:
– أولاً، عدد الإصابات الموجودة حتى الساعة، هو من بين الأقل في أي دولة بالعالم، سواء عددياً أو بالنسبة لعدد السكان. صحيح أن عدد المصابين قد يرتفع، لكن هذه حالة عالمية لم تتمكن دول العالم كله ان تمنعها. فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، بريطانيا وكل أوروبا، أميركا، آسيا… كل العالم اليوم يعاني من انتشار هذا المرض. لبنان ليس جزيرة معزولة، وطبيعي ان يصل المرض إلى البلد.
– ثانياً، الحكومة اتخذت كل الإجراءات الممكنة من البداية. ليس صحيحاً ما يحكى عن تأخّر لبنان بالإجراءات. على العكس، صارت الإجراءات التي اتخذها لبنان، نموذجاً لبعض الدول الأوروبية والعالم. للأسف، البعض يتعامل مع الأمور على قاعدة “عنزة ولو طارت”، بسبب النكايات والحسابات، حتى لو تسبب بضرر كبير للبلد. في كل الأحوال، لجنة متابعة مرض الكورونا تعمل بجدية كبيرة، وهناك متابعة دائمة لكل تطوّر.
في الشأن المالي، لمسنا جميعاً بشكل واضح، الارتياح الكبير على كل المستويات، للقرار الذي اتخذته الحكومة الأسبوع الماضي بتعليق دفع سندات اليوروبوندز. ويبدو ان النتائج الإيجابية بدأت تترجم سريعاً على أكثر من صعيد، وأبلغنا وزير المالية انخفاض خدمة سندات الدين بالليرة اللبنانية بنسبة 2.24%، ما يوازي تقريباً حوالي 300 مليار ليرة. وهذا مؤشر إيجابي مهم جداً. في الوقت نفسه، نحن بدأنا دراسة مشروع قانون “الكابيتال كونترول”، وسوف نعرضه على مجلس الوزراء بصيغته النهائية فور الانتهاء من دراسته وصياغته”.
المقررات
وتابعت وزيرة الاعلام: “بعد ذلك درس مجلس الوزراء المواضيع المطروحة على جدول الاعمال واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.
– في ما خص موضوع “الكورونا”، فإن تحضير المستشفيات الحكومية في المحافظات جار على قدم وساق، بالتوازي مع تحرير القرض المقدم من البنك الدولي والمخصص لتجهيز المستشفيات الحكومية لمواجهة وباء كورونا، وقيمته 39 مليون دولار.
ولفت وزير الصحة الى مبادرة بعض المستشفيات الخاصة تخصيص اقسام لاستقبال المشتبه باصابتهم بالوباء. كما شدد على اهمية الحجر المنزلي الالزامي والوقاية الاجتماعية من عدم مخالطة المصابين، وادرج مثلاً على ذلك الحالتين من مصر وفرنسا، والتي ادت كل منهما الى اصابة حوالي عشرة آخرين، مما يعزز ضرورة الالتزام بقرارات وارشادات اللجنة الوطنية لمكافحة الكورونا. وافاد وزير الصحّة عن استلام جهازي ترصّد حراري من شركة صينية لمراقبة الوافدين من منطقة المصنع.
– طلب مجلس الوزراء الى المنظمات الدولية تحمّل مسؤولياتها لجهة الاهتمام بالنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين لتقديم الرعاية الصحية والخدمات الاستباقية اللازمة لهم في ما خص “الكورونا”.
– قرر مجلس الوزراء مضاعفة سرعة الانترنت ومضاعفة حجم الاستهلاك لمشتركي خدمات الانترنت الانتهائيين (Users) التابعين والمؤمّنين على شبكة وزارة الاتصالات (اوجيرو) في الاماكن السكنية، مجاناً ولمدة تنتهي في آخر شهر نيسان 2020 وذلك ضمن الامكانات الفنية المتوافرة.
– استكمل مجلس الوزراء البحث بخطة النفايات بناء للتصوّر الذي وضعه وزير البيئة، وبعد ان تم عرض الخيارات المتاحة، تم تكليف اللجنة الوزارية المعنية دراسة هذه الخيارات والعودة الى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار بشأنها.
– في ما خص الموضوع المتعلق بتعيين مكتب محاماة لبناني يتولى قضايا دولية للدفاع عن مصالح الدولة في قضية آل فتوش، تم تكليف وزيرة العدل القيام بما يلزم لتأمين الدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية والعمل على انهاء الملف.
في سياق المداولات، اطلعت وزيرة العدل مجلس الوزراء على المستجدات في موضوع المناقلات والتعيينات القضائية، ونوّهت بعمل مجلس القضاء الاعلى وبالايجابيات التي يتضمنها المشروع المعد منه، كما اشارت الى انها وجّهت الى المجلس بعض الملاحظات في هذا الشأن، وعقدت اجتماعاً مثمراً مع رئيسه واعضائه للتباحث بهذه الملاحظات، مع رفضها التام الدخول في طرح الاسماء. وافادت بأنها تنتظر رد مجلس القضاء الاعلى في هذا الموضوع، آملة ان تصبّ الجهود كافة في تعزيز قدرات السلطة القضائية في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ البلاد”.
وكان سبق الجلسة لقاء بين الرئيس عون والرئيس دياب تناولا في خلاله المواضيع المدرجة على جدول الاعمال.