مجلة وفاء wafaamagazine
تَتّبع كثير من البلدان حول العالم سياسة إلزام الناس بارتداء الكمامات الطبية منذ تفشي فيروس كورونا، ومنها لبنان الذي فرض الكمّامات على الزبائن داخل المحال التجارية والسوبرماركت وحتى أثناء التجوّل وفي السيارات.
لا حاجة
وفي بيان لها، أكّدت منظمة الصحّة العالمية مراراً أنّ استخدام الكمّامات ينبغي أن يقتصر على المصابين بالفيروس، وأنّ ارتداءها بالنسبة لغير المصابين لا يقيهم من العدوى.
ولفترات طويلة اقتصر ارتداء الكمامة الطبية على غرف العمليات، والهدف هو حماية المريض الذي يخضع لجراحة من الإصابة بعدوى في حال سَعلَ أو عَطسَ أحد الأطباء أو طاقم التمريض أثناء الجراحة، وهي طريقة وقائية فعّالة تمنع انتشار رذاذ السعال، لكن بشروط من أهمها تغيير الكمامة بانتظام. والمتعارف عليه في غرف العمليات عادة هو تغيير الكمامة كل ساعتين.
وفي حال ارتداء الكمامات في الحياة اليومية، فإنها تقي مَن يرتديها من العدوى، ولكن على نطاق ضيق جداً، فالفيروسات تخترق الجسم عادة عبر الفم أو العين أو الجروح المفتوحة، أما الدور الأهم في انتقال العدوى فتلعبه اليد. النصيحة الأهم هنا من قبل الخبراء تتمثّل في عدم حكّ العين أو الأنف.
ومطلع الأسبوع، قال مسؤولون في منظمة الصحة إنّ مقدّمي الرعاية والعاملين في مجال الرعاية الصحية بالخطوط الأمامية فقط يجب أن يَرتدوا الكمامات، وكذلك المرضى لمنع انتشار العدوى.
وقالت المنظمة إنّ الكمامات يُساء استخدامها بشكل كبير، مستشهدة بأبحاث تشير أنّ الكمامات يمكن أن تعطي إحساساً زائفاً بالأمان وقد تقود الناس إلى التخفيف من عملية غسل اليدين.
وأوضحت مايكل رايان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالصحة العالمية، في ردّ على سؤال حول موضوع ارتداء الكمامات، أنّ المنظمة لا تلزم الجميع باستخدام الكمامة، وأكّدت أن الأولوية للأطقم الطبية والمصابين ومن يتعاملون معهم إذا كانوا بالمنزل، وقالت أيضاً إن وضع الكمامة وخلعها مراراً وتكراراً قد يكون له أضرار.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، حَثّ الجراح العام الأميركي جيروم آدامز على التوقف عن شراء الكمامات، حيث غرّد: «إنها ليست فعّالة في منع عامة الناس من الإصابة بفيروس كورونا، ولكن إذا لم يتمكن مقدّمو الرعاية الصحية من استعمالها – نتيجة نقصها أو انقطاعها – فإنّ هذا يعرّضهم مع مجتمعاتنا للخطر».
كمامات بفلتر
بالإضافة إلى كمامات غرف العمليات، هناك أيضاً كمامات أكثر فاعلية وهي تلك المزوّدة بفلتر للحماية من الأتربة والمواد الضارّة. وتنتشر هذه الكمامات عادة بين العاملين في مجالات البناء والصناعة، ممّن يتعرضون للأتربة والمواد الضارة.
هذه الكمامات أيضاً لا تقدّم الحماية المثالية من الفيروسات، إذ إنها مُعدة لهدف آخر، فهي مفيدة للنجّار على سبيل المثال للحماية من استنشاق غبار الأخشاب، أو لعامل البناء الذي يخلط الإسمنت ويحتاج للحماية من غباره.
حتى استخدام الكمامات ذات أفضل درجات الفلترة لا يقدّم الحماية من دون اتخاذ إجراءات وقائية أخرى، أهمها: إتّباع أعلى درجات النظافة عند وضع الكمامة أو التخلص منها، إرتداء قفازات وبدلة كاملة تغطي الجسم كله، علاوة على الغسل المنتظم لليدين وتعقيم المكان المحيط بك بانتظام وبشكل سليم.
متى نرتدي الكمامة؟
تقول منظّمة الصحة العالمية على موقعها رداً على سؤال حول متى يجب استعمال الكمامة مع تفشّي كورونا: «إذا كنت بصحة جيدة، فليس عليك أن ترتدي كمامة إلا إذا كنت تسهر على رعاية شخص تشتبه إصابته بعدوى فيروس كورونا المستجد».
وتضيف: «ضع كمامة إذا كنت تعاني السعال أو العطس… لا تكون الكمّامات فعّالة إلّا إذا اقترنت بالمداومة على تنظيف اليدين إمّا بفركهما بمطهّر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون».
وتؤكد المنظمة أنه «إذا كنت تضع كمامة، فيجب أن تتعلّم الطريقة الصحيحة لارتدائها والتخلص منها».
كيفية استعمال الكمّامة ونزعها والتخلص منها
• إرتداء الكمّامة
– أفرك يديك بمادة قوامها الكحول أساساً، أو اغسلهما بالصابون والماء قبل ارتداء الكمامة.
– غط فمك وأنفك بالكمّامة وتأكّد من عدم وجود فجوات تتخلّل وجهك والكمّامة.
– تجنّب لمس الكمامة أثناء استعمالها، وإن لمستها، فافرك يديك بمادة قوامها الكحول أو اغسلهما بالصابون والماء.
– إستبدل الكمامة بأخرى جديدة بمجرّد تعرّضها للبلل.
• نزع الكمامة
إحرص على نزعها من الخلف (ولا تلمس مقدمتها) وتخلّص منها فوراً برَميها في حاوية مغلقة، وافرك يديك بمادة قوامها الكحول أو اغسلهما بالصابون والماء.
ختاماً، إنّ جميع وسائل الحماية لا تفيد ما لم يتم الالتزام بمعايير النظافة الشخصية، فمهما ارتدَيت من كمامات، يمكن أن يضيع كل تأثيرها في تلك اللحظة التي تلمس فيها أنفك أو عينك بيد غير نظيفة.