مجلة وفاء wafaamagazine
أوضحت منظمة أطباء بلا حدود أنها أنشأت “وحدة إستجابة سريعة بدأت منذ 23 أيار بتقديم الدعم إلى الأشخاص الأكثر حاجة القاطنين في مبان مختلفة في منطقتي رأس النبع والبسطة (بيروت) حيث تأكدت إصابة حوالي 70 شخصا بمرض كوفيد-19”.
ولفتت في بيان اليوم، أنها “في غضون أسبوع ونصف، جمعت أكثر من 150 عينة لإجراء اختبارات مرض كوفيد-19 للمجموعات التي تم عزلها في المبنى في منطقة البسطة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والصليب الأحمر اللبناني. كما زودت أطباء بلا حدود المرضى المعزولين المصابين بمرض كوفيد-19 بمعلومات عن حالتهم الصحية”.
وقالت إختصاصية علم الأوبئة في أطباء بلا حدود شانتال اللقيس التي شاركت في إجراء التدخل: “كان معظم الأشخاص القاطنين في المباني من العمال المهاجرين واللاجئين. لم يعرف الكثير منهم نتائج اختبارات التشخيص التي خضعوا لها. ومن حق كل شخص الوصول إلى بياناته الطبية والحصول على الرعاية الطبية، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي”.
وأوضحت أن “العمال المهاجرين يعيشون في ظروف صعبة للغاية مع وجود نقص كبير في الغذاء والمياه والتهوية المناسبة والاحتياجات الأساسية الأخرى. وجعل ذلك تنفيذ تدابير العزل المنزلي للأشخاص المصابين بمرض كوفيد-19 بمثابة تحد ودفع في نهاية المطاف بالحكومة إلى نقل الأشخاص الذين جاءت نتائج اختباراتهم سلبية إلى موقع عزل صحي منفصل”.
وقالت: “بما أن زيادة الوعي هي احدى الركائز الرئيسية لإجراء التدخل، عمل فريق أطباء بلا حدود أيضا على زيادة الوعي بشأن التدابير التي ينبغي على السكان اتباعها للوقاية من العدوى ومكافحتها. كما تقوم فرق المنظمة بتقديم الدعم النفسي إلى جميع الأشخاص الخاضعين للعزل، وخصصت خطا ساخنا لتقديم الدعم الطبي والنفسي الاجتماعي عن بعد إلى العمال المهاجرين. تجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق لسكان تلك المباني تلقي المعلومات المناسبة حيال كيفية التعامل مع فيروس كورونا المستجد قبل هذا التدخل”.
أضافت: “شهدت فرق أطباء بلا حدود، من خلال إجراء التدخل في هذه المناطق، الوصم الاجتماعي إزاء الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض مرض كوفيد-19. من شأن إقصاء المرضى المؤكدة إصابتهم أو، في بعض الحالات، علاج هؤلاء الأشخاص بشكل غير إنساني بسبب المرض، أن يزيدا من إمكانية إخفاء المصابين لأعراضهم في المستقبل، مما يزيد من تعقيد الوضع المعقد أساسا. أما الجانب السلبي الآخر للوصم فيكمن في أنه يدفع الناس إلى تجنب التماس المساعدة الطبية، ما يمكن أن يؤدي أيضا بدوره إلى حلقة مفرغة من المشاكل الصحية.
وتابعت: “نعلم جميعا الآن أن مرض كوفيد-19 لا يميز بين الأعراق أو الأديان أو الجنسيات ويجب أن نبقى متحدين في مواجهة هذا الفيروس في لبنان. في أطباء بلا حدود، يبقى احترام كرامة الناس من أولوياتنا ونأمل أن يدعمنا الجميع في تعزيز ذلك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسكان الأكثر حاجة إلى مساعدتنا”.
وذكرت المنظمة أنها دربت “العاملين على الخطوط الأمامية الذين هم على اتصال دائم مع السكان، بمن فيهم أولئك الذين يعملون في المنظمات غير الحكومية المشاركة في الاستجابة وقوى الأمن الداخلي وسائقي سيارات الأجرة وشركات توزيع الأغذية وعمال المطاعم، على تدابير الحماية من مرض كوفيد-19. واستفاد حتى الآن من التدريبات التي بدأت في نيسان أكثر من 600 شخص في لبنان”.