مجلة وفاء wafaamagazine
عقد “ملتقى التأثير المدني” لقاءه الإلكتروني الثامن، الذي ضم مجموعة من الخبراء والناشطين المدنيين، بحثوا في “سبل توطيد القيم المشتركة لكل الأوراق والمشاريع الإصلاحية، التي صدرت عن المجموعات المعارضة في الفترة الأخيرة، من أجل قطع الطريق أمام محاولات إحباط الثورة”، وذلك في إطار البحث عن “ضرورة قيام جبهة مدنية وطنية موحدة، ترسخ المطالب التي أطلقتها ثورة 17 تشرين”، بحسب بيان صدر عقب اللقاء.
وأشار البيان إلى أن “المجتمعين توقفوا مليا عند إنجازات الثورة، فأكدوا أنها استطاعت أن تسقط الحكومة والتسوية الرئاسية، وبالتالي تفكيك المنظومة السياسية إلى أكثر جبهة متنافرة، وهذا يحسب للثورة، إضافة إلى توقفهم عند مشهدين أساسيين في البلد، أشارا بشكل جلي إلى مدى انهيار الطبقة السياسية في لبنان في مقابل تثبيت أحقية الثورة ومطالبها.
المشهد الأول: تجلى بالتعيينات التي هربت داخل الحكومة، والتي عكست منطق المحاصصة واللاكفاءة في اختيار الأشخاص.
المشهد الثاني “المبكي”: اتخذ شكل تغريدات وتراشق افتراضي بين أهل السلطة، على وقع صرخات الجوع والفقر القياسية، بين صفوف اللبنانيين، وسط تصارع غير مسؤول بين هذه الأحزاب.
وعليه، فإن الجو العام يؤكد أن لا إمكانية لتراجع الثوار، وعليهم أن يتحملوا مسؤولية قدرهم ويبنوا مستقبلهم بيدهم”.
ولفت إلى “ضرورة انطلاق العمل التنظيمي من الوظائف التالية:
النقاط:
1- تأكيد ثوابت الثورة والأجندة التي وضعتها، وعلى رأسها تشكيل حكومة مستقلة، ثم الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة لإعادة إنتاج السلطة.
2- الجبهة هي قوة دفع أو تصويب لأي عملية إصلاح، وتتعاطى الشأن الاقتصادي، وكذلك توثيق الفساد وتثبيته على السلطة، من أجل تحميلها مسؤولية الانهيار الحاصل.
3- الدفاع عن الحريات بشكل عام، وحرية الرأي والتعبير.
4- تأكيد الثوابت السيادية، من خلال تحويل مبدأ “النأي بالنفس” الذي ورد في وثيقة بعبدا، إلى بند دستوري ملزم لجميع الأطراف في الداخل.
5- تأكيد أن تكون الجبهة في اتجاه قيام الدولة المدنية.
6- تأكيد دستور الطائف والالتزام ببنوده، والإقرار بأن أي عملية إصلاح يجب أن تمر من خلال مندرجاته القانونية.
التوصيات:
– ضرورة تنظيم الثورة من داخلها، ومن خلال مبادرات تصب كلها في هدف موحد، هو تنظيم ائتلاف أو جبهة سياسية شاملة، تسير مع الثورة ومع الثوار، ولا تختصر أحدا، وإنما تكون جزءا منهم.
– وضع سقف زمني لإطلاق هذه الجبهة، لأن السقف الزمني هو الدافع الحقيقي من أجل تحويل الكلام إلى خطوات عملية وجدية.
– تركيز الجبهة على هدف رئيسي واضح وقابل للتحقيق (تغيير السلطة) وفي الوقت نفسه تبني أهداف ثانوية أخرى، يجري التركيز عليها وتجزئتها وترسم أولوياتها.
– على هذه الجبهة، أن تتغلب على “الأنا” في صفوف الثوار، وأن تترفع عن المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، بغية تشكيل نواة لهذه الجبهة، تتفق على ورقة سياسية مبدئية يكون مضمونها soft، يتوسع انتشارها وتتمكن من ضم أكبر قدر ممكن من المجموعات والأفراد.
– وضع معايير لهذه الجبهة، تحمل مضمونا سياسيا صلبا، قادر على الصمود أبعد من مسألة الانتخابات النيابية، بسبب ما يختزن اللبنانيون في ذاكرتهم من سوابق محبطة وتجارب مقيتة من الجبهات الانتخابية اليتيمة.
– ضرورة العمل من أجل إقناع المواطنين بأهمية التغيير في صفوف السلطة، وشرح آليات هذا التغيير (الانتخابات)، لأن الناخب لا يختار مرشحه في الغالب بموجب برنامج، وإنما على أسس حزبية أو يختار المرشح لشخصه حصرا.
– الاتفاق على معايير وآليات موحدة ومحددة، لاختيار المرشحين القادرين على محاكاة تطلعات الناخبين.
– العودة إلى المشهد السياسي العام، من خلال السعي الجدي للدخول في صلب جبهة المعارضة، وعدم ترك ساحاتها للأحزاب التقليدية، التي هي أصلا جزء من هذه السلطة”.