مجلة وفاء wafaamagazine
كثر يعتقدون أن روما مدينة سياحية وأثرية ذات أهمية عالمية فقط، لكن من يجول بين أزقتها يدرك جيدا كم من مساحات زراعية واسعة داخلها. ففي وسط العاصمة الإيطالية مساحات زراعية وإنتاج يستفيد منه المواطنون لسد حاجاتهم وبيع قسم لا بأس به في السوق.
في الأحياء القديمة “فيلات”، داخلها مساحات زراعية كبيرة، تزرع فيها الأشجار المثمرة، منها شجر الزيتون الذي يقطف ويعصر.
وتفيد تقارير المساحة في بلدية روما أن مساحة الغابات، الحدائق والمتنزهات والأراضي الزراعية داخل العاصمة تفوق الـ 70% من مجموع أراضيها. تحتل “فيلا بورجيزي” وحدها أكثر من 5 % من مساحة العاصمة روما.
ويعود تاريخ الإنتاج الزراعي الواسع في روما للعهد الروماني، وما قبل، بدءا من القرن الثاني عشر قبل الميلاد. قام الرومان بتنظيم وتطوير التعاونيات الزراعية ووفقا للقوانين الرومانية، وكانت الدولة تملك كل الأراضي الزراعية. سنة 133 بعد الميلاد منحت الإمبراطورية الرومانية لكل رب عائلة ما يعادل 125 هكتارا. وقد كانت القوانين الإيطالية وما زالت قاسية جدا بالنسبة للحفاظ على الأراضي الزراعية، ومخالفة القوانين تعرض المواطن للسجن والغرامات الكبيرة.
تتميز الزراعة في محافظة روما بالتنوع ويتراوح بين الزراعة المكثفة، عالية الإنتاجية وزراعة المساحات الصغيرة داخل العاصمة روما.
ومنذ أعوام عدة، أخذت الزراعة تجذب الشبان من مختلف الأعمار، وقد زارت “الوكالة الوطنية للاعلام” تعاونية شبابية في مدينة بوميتسيا تسمى “زراعة المستقبل” Agricoltura Futura في محافظة روما حيث يعمل حوالى 50 شابة وشابا. وأكد رئيسها جوفاني بورتسو (32 عاما) أن “عددا كبيرا من الشبان والشابات، منهم خريجو جامعات، يرغبون بالعمل اليوم في الزراعة، حيث لم يعد العمل يدويا وشاقا. يقومون بعد إنهاء عملهم بممارسة هواياتهم بشكل يتلاءم مع العصر وهم سعداء جدا. في البداية اقتصر الأمر على الشبان لكن اليوم هناك عدد لا بأس به من الشابات”.
أضاف: “نستخدم اليوم في الزراعة تقنيات حديثة تساعد على زرع الحبوب والحصاد وعمليات الري ويتطلب ذلك خبرة جامعية. لقد دخلت التكنولوجيا الرقمية مجال العمل الزراعي بقوة، وساهمت الابتكارات والتطبيقات المتعددة في جذب الشباب إلى هذا القطاع، بالاضافة إلى كل ذلك تعمل المؤسسات الرسمية على تقديم الدعم وعلى توعية الأجيال حول أهمية تعزيز الأمن الغذائي وسلامته مع الحفاظ على التنوع البيولوجي لدعم النظام البيئي الزراعي وتنمية ريادة الأعمال الزراعية”.