الرئيسية / أخبار العالم / “بوبليكو”: مذكّرات بولتون قد تقضي على حظوظ ترامب في الإنتخابات الرئاسية

“بوبليكو”: مذكّرات بولتون قد تقضي على حظوظ ترامب في الإنتخابات الرئاسية

مجلة وفاء wafaamagazine

كشف تقريرٌ نشرته صحيفة “بوبليكو” الإسبانية أنّ مذكّرات مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، قد تقضي على حظوظ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالفوز بالإنتخابات الرئاسية على حساب منافسه الديمقراطي، جو بايدن.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إنّ “مذكرات بولتون، تعدّ أحدث وأقسى هجوم يستهدف استراتيجية ترامب المتوقع إعادة انتخابه في تشرين الثاني. وفي هذا السياق، تنطبق مقولة الكاتب والسياسي ألفونسو غيرا: في السياسة، يوجد أولاً خصومك، ثم أعداؤك، وأخيراً زملاؤك في الحزب”.



ووفقاً للصحيفة، فإنّ “هذا الهجوم يأتي قبل حوالي 4 أشهر من الانتخابات الرئاسية، وهو قادر على التأثير على الدعم الذي تقدمه فئة معينة من الناخبين الجمهوريين للرئيس الحالي، وخاصة المترددين بشأن إعادة التصويت له. سيكون هذا الأمر حاسما في الانتخابات التي سيقع التنافس عليها في بلد لم يكن مستقطبا للغاية منذ عقود عديدة”.

وبحسب الصحيفة، فإنّ “بولتون يرسم في كتابه الجديد “الغرفة حيث حدث ذلك: مذكرات البيت الأبيض”، صورة رئيس يفتقر للخبرة، فوق القانون ويعمل على توجيه صنع القرار مدفوعاً بالرغبة في إدامة بقائه في السلطة”.

ومن المتوقع أن يصدر هذا الكتاب يوم الثلاثاء المقبل في الولايات المتحدة، لكن العديد من وسائل الإعلام في البلاد نشرت بالفعل أجزاء واسعة من محتواه. ومن جهته، احتج ترامب، ضدّ بولتون وقدّم شكوى إلى القضاء لمنع بيع الكتاب الذي تلقى بولتون مقابله حوالي مليونَيْ دولار.

وأوضحت الصحيفة أنّ “الطريق نحو الانتخابات الرئاسية يبدو أشبه بالنزول في منحدر. فبعد مقتل جورج فلويد في نهاية شهر أيار، اجتاحت أكبر احتجاجات اجتماعية منذ الستينيات جميع أنحاء البلاد. وعلى خلفية ذلك، وعد ترامب بتطبيق القانون والنظام. ولكن بما أنّه فقد ثقة المتظاهرين، قرر الاستعانة بالجيش في واشنطن لفض الاحتجاجات السلمية بالغاز المسيل للدموع”.
وأضافت الصحيفة في تقريرها: “في هذه الأثناء، أعلن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، جو بايدن، نفسه الفائز غير الرسمي في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية وكانت استطلاعات الرأي لصالحه. ويوم أمس، بدأت وسائل الإعلام المختلفة تنشر بالتفصيل محتوى كتاب بولتون، الذي يسلط فيه الضوء على الوجه الخفي لإدارة ترامب”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ “هذا الكتاب هو عبارة عن مذكرات يتحدث فيها بولتون عن كيفية إساءة ترامب استخدام السلطة والتلاعب بالنظام لتحقيق مكاسب شخصية. وقد ندد ترامب بما فعله بولتون لمنع نشر الكتاب يوم الثلاثاء المقبل. وتوقعا لما سيحدث، كذب ترامب مستشاره السابق مدعيا أنه ليس مخولا للكشف عن معلومات سرية. في خضم هذا، أظهر استطلاع أجري يوم أمس أن بايدن متقدم على ترامب بثماني نقاط”.


ونقلت الصحيفة عن العالم السياسي بجامعة “أيوا”، ستيفن شميت، قوله إن “بولتون رمز الحزب الجمهوري، وهو محبوب من قبل قادة حزبه. وبما أن ترامب أذلّ بولتون وطرده، فإن الانتقام منه قبل فترة وجيزة من انعقاد الانتخابات مثّل ضربة تركت الرئيس في حالة ذهول”. وأضاف شميت أنّ “بولتون في أحد اعترافاته التي من شأنها أن تضر بترامب، يبين كيف طلب الرئيس من نظيره الصيني شراء المنتجات الزراعية الأمريكية لمساعدته على الفوز في انتخابات تشرين الثاني”.



ويؤكد بولتون في كتابه أن اتهامات مثل تلك التي استخدمها الحزب الديمقراطي لتحفيز إجراءات عزل ترامب “موجودة فعلا في تصرفات الرئيس على نطاق واسع”، خاصة فيما يتعلق بفضيحة أوكرانيا. فيما يتعلق بهذه القضية، طلب ترامب من رئيس أوكرانيا في شهر تموز من السنة الماضية أن يعلن عن فتح تحقيق ضد نجل جو بايدن مقابل رفع التجميد عن المساعدات العسكرية الأمريكية الموجهة لهذا البلد.

وأضافت الصحيفة أنّه يبدو أنّ ستيف شميت مقتنع بأن نشر كتاب بولتون “من شأنه أن يضر ترامب، خاصة عندما يتعلق الأمر بالناخبين المستقلين والجمهوريين الذين يشعرون بالقلق بشأن بقاء ترامب في السلطة ومصير الديمقراطية في الولايات المتحدة”. وهذا يعني أن التأثير على الناخبين في مثل هذه الظروف سيكون حاسما بالنسبة لجو بايدن، لأنه في ظل هذا الاستقطاب يعد نقل الأصوات من كتلة إلى أخرى أمرا صعبا بشكل متزايد.

وفي مواجهة هذا الخوف، صب ترامب وإدارته جام غضبهما على بولتون. فقد هاجم ترامب بولتون في تغريدات مختلفة، قال في إحداها “إن كتاب بولتون، الذي يحتوي على نقد رهيب، هو عبارة عن مجموعة من الأكاذيب والقصص المختلقة بهدف جعلي أبدو شريرا. فالعديد من التصريحات السخيفة التي ينسبها إلي، لم أُدل بها أبدا، وهي من محض خياله. إنه يحاول الانتقام بسبب طرده مثل الجرو المريض”.

ونقلت الصحيفة عن السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كايلي ماكناني، أنّ “هذا الرجل – دون أن تذكر حتى اسم بولتون – شخص أشاد به الرئيس ترامب وعينه كعنصر قوي في السياسة الخارجية لأنه لم يرتكب أي أخطاء في الإدارات الأخرى. إن هذا الكتاب لا يشوه سوى سمعته هو”.

بالنسبة لدان سكافينو، مدير الشبكات الاجتماعية لإدارة ترامب، فقد نشر تغريدة على “تويتر” لتوجيه الاتهام لبولتون بازدراء: “ليس هناك ما هو أسوأ من دعاة الحرب الساخطين والمتغطرسين والأنانيين الذين يُطردون من وظيفتهم ويبدؤون في تأليف كتاب يحتوي على معلومات سرية، بينما تُدفع لهم ملايين الدولارات مقابل ذلك”.

وأوردت الصحيفة أن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، قال في تغريدة له يوم الأربعاء إنه “إذا كانت رواية جون بولتون صحيحة، فلن يكون الأمر بغيضاً من الناحية الأخلاقية فحسب، بل يمثل انتهاكا للواجب المقدس للشعب الأميركي بحماية مصالح البلاد والدفاع عن قيمنا”.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنّ “الأيام القادمة ستظهر مدى تضرر ترامب في استطلاعات الرأي. وفي الوقت الحالي، يعتبر بايدن في موضع قوة وذلك بالنظر إلى التداعيات التي خلفتها جائحة كورونا، وكيفية استجابة إدارة ترامب، والاحتجاجات على مقتل فلويد، التي من شأنها أن تقوض مصداقية ترامب أكثر وتحط من فرص إعادة انتخابه كرئيس”.

وكان ترامب قال إنّ على مستشاره السابق للأمن القومي، جون بولتون، دفع ثمن باهظ، لتسريبه ما قال إنها “معلومات سرية”.

وقال ترامب ساخراً، عبر “تويتر”: “واو، وأخيرا أتفق مع المستشار السياسي الفاشل ستيف شميدت، الذي وصف المجنون جون بولتون بأنه رجل حقير فشل في أداء واجبه في حماية أميركا. وقال أيضاً إن بولتون يجب عدم السماح له بالخدمة في الحكومة مرة أخرى. إن هذا الكلام صحيح”.

وأضاف: “من الواضح أن جون بولتون الذي قام الجميع بشطبه من حساباتهم إلى حين قررت عودته وأعطيته فرصة جديدة، خرق القانون بنشره معلومات سرية وبكميات هائلة. يجب عليه أن يدفع ثمنا باهظا جدا لهذا، كما فعل آخرون من قبله. يجب أن لا يحدث هذا مرة أخرى!”.
وفي وقت سابق السبت، رفض القاضي الفدرالي، رويس لامبرث، طلباً تقدمت به وزارة العدل بمنع إصدار كتاب بولتون، لكنه اعترف بتعريضه الأمن القومي الأميركي للخطر، وقد “يتحمل مسؤولية إدارية وربما جنائية” إزاء ذلك.

ومن أبرزها مقتطفات الكتاب، إشارة بولتون إلى تجاهل ترامب لانتهاكات الصين ضد “الأويغور” المسلمين، ومنحها ضوءاً أخضر للمضي في إنشاء معسكرات اعتقالهم الجماعية، مقابل ترقبه دعماً من بكين، بشكل أو بآخر، يعزز فرصه بالفوز لفترة ثانية بانتخابات تشرين الثاني المقبل.

كما كشف المستشار السابق عن جهل الرئيس الأميركي بوجود دولة فنلندا، وأنه كان يظن أنّها جزء من روسيا، وعدم معرفته بأن بريطانيا دولة نووية، فضلاً عن كونه محل سخرية أفراد فريقه من وراء ظهره.