إحدى المشرفات على الإحصاء، إليسار ناصر، أوضحت لـ«الأخبار» أنه «لا يمكن اعتبار رقم 7 في المئة، المتوسط المرجّح لجميع بنود الإنفاق في سلة المستهلك رقماً صغيراً ومبسطاً. انخفاض بعض البنود أدى إلى امتصاص الارتفاع في البنود الأخرى، ما أثّر على المؤشر بشكل عام». وفي هذا الإطار، أدى انخفاض بند المسكن والمحروقات، الذي يمثل 28.4 في المئة من السلة، بنسبة 1.2 في المئة، إلى امتصاص الارتفاع الكبير لبند المواد الغذائية الذي يمثل 20 في المئة من سلة المستهلك، وبالتالي ينعكس ذلك على المؤشر العام. لكن، هل هذا القياس مبرّر في ظل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار بين نيسان وأيار؟ وفق ناصر، «تشاورت إدارة الدائرة مع مجموعة واسعة من نقاط البيع حول أسعار أيار حين تأثرت منتجات محددة مثل الطعام والملابس والأدوات الإلكترونية والإقامة في الفنادق، بسعر صرف الدولار. وتمّ استخدام التغيّرات في سعر الصرف لتقدير الأسعار المفقودة التي تأثرت بتغيّرات سعر الصرف. فتمّ إحلال الأسعار باحتساب متوسط التغيّر في سعر صرف الدولار لتقدير الأسعار المفقودة على عدد محدّد من المنتجات التي تأثرت بشكل مباشر».
الرقم القياسي لأسعار الاستهلاك الذي أصدره «الإحصاء المركزي» عن أيار الماضي، استهدف قياس أسعار مجموعة محددة من السلع والخدمات النموذجية التي تستهلكها الأسر، وتسمى «سلة الاستهلاك» التي تشترى شهرياً. ومن شهر الى شهر يختلف المبلغ المدفوع لشراء هذه السلة بحسب تغيّر أسعار الأصناف، وأبرزها المواد الغذائية والألبسة والأحذية والتجهيزات المنزلية والمياه والكهرباء والسكن والمحروقات والطبابة والنقل والاتصالات والتعليم. في جدول المقارنة بين أسعار شهرَي نيسان وأيار، سجّلت أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الروحية زيادة بنسبة 14.85 في المئة. أما أسعار الألبسة والأحذية فارتفعت بنسبة 15.86 في المئة. الزيادة اللافتة سجلت في فواتير المطاعم والفنادق التي زادت بنسبة 52.39 في المئة، في مقابل زيادة 28.86 في المئة على الأثاث والتجهيزات المنزلية وصيانة المنازل. وفي خانة المسكن، زادت بدلات الإيجار القديم (عقود قديمة) بنسبة 1.35 في المئة وبدلات الإيجار الجديد 0.32 في المئة. الانخفاض الوحيد في الأسعار، سجل في فواتير المياه والغاز والكهرباء والمحروقات التي سجّلت تراجعاً بقيمة 3.67 في المئة.