الأخبار
الرئيسية / سياسة / “لا تخوف من أعمال أمنية”.. جعجع: رحلة لبنان مع صندوق النقد انتهت

“لا تخوف من أعمال أمنية”.. جعجع: رحلة لبنان مع صندوق النقد انتهت

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، “أننا كشعب لبناني ما رح نخلص فنحن مررنا بظروف صعبة ونحن علينا ان نرى كيف نصمد في هذه الظروف غير المسبوقة، فالموضوع له علاقة بالوضع برمته. الوضع لا يحتمل علاجات روتينية كالتي كنا نراها سابقاً. لذا كان يجب أن يقف أحد ليقول “خلص”.


وأشار جعجع في مقابلة تلفزيونية إلى أن “الوضع الحالي لم يعد يحتمل معالجات تقليدية والانتفاضة اليوم اكبر من قبل لكنها “مكبوتة” داخل قلوب الناس ولا نعلم متى ستنفجر”، لافتا إلى أن “الانتفاضة ستعود اقوى بكثير من 17 تشرين”.


وأوضح أن “مطالبتنا برحيل المجموعة الحاكمة أبعد من مجرد رحيل الرئيس ميشال عون من الحكم، المجموعة الحاكمة وقوامها الواضح وهو حزب الله والتيار الوطني الحر مع بعض حلفائهما، منذ عشر سنوات تمسك بزمام الأمور بشكل مباشر وغير مباشر، وقد واكبت هذه المرحلة عن كثب وعن بعد”.


وقال: “يجب ألا ننسى أننا انتظرنا 11 شهراً ليأتي جبران باسيل وزيراً، ومن بعدها انتظرنا 9 أشهر ليأتي وزيراً للطاقة. كما يجب ألا ننسى أن أحد اللاعبين السياسيين في لبنان مسلح، والكثير يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، بإعتبار أن هناك وهج للسلاح في لبنان”، مؤكداً أن “التغيير بيد الشعب اللبناني وباستطاعته التغيير في الانتخابات”.


وكشف جعجع أنه اتصل بالرئيس سعد الحريري اليوم في إطار الحادثة الأمنية التي حصلت في البقاع أخيرًا، وكان الاتصال ودياً، قائلا: “الخلاف التكتيكي مشروع جداً”.

وأوضح أنّه “وبحسب ما قاله لي إن الحادث لم يكن محاولة اغتيال”.


وأضاف: “مشكلة الكهرباء لا تتطلب الكثير بل استقامة وخطة واضحة ولو استلمنا وزارة الطاقة كما طالبنا سابقاً لكانت أزمة الكهرباء قد تمت معالجتها”، مشيراً إلى أنه “منذ الـ2016 حتى الآن كانت مدخرات مصرف لبنان نحو 60 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين، السلطة كانت بيد التيار وحزب الله، هناك من يقول الانهيار سببه سنوات خوالي ولكن هل نأتي بعهد جديد من أجل الاستمرار بالتدهور أم لكبحه وإنقاذ البلاد؟ ما حصل هو أن الوضع تدهور أكثر بكثير مما قبل”.


ورأى جعجع أن “الوضع تدهور أكثر بكثير في آخر 10 سنوات. منذ 2010 حتى 2020، زاد الدين العام 50 مليار دولار. انتم رتبتم ديون بـ 50 مليار دولار في 10 سنوات”.


ورأى أن “الحكومة ليست حكومة حزب الله في الجوهر لكن حالياً القرار ليس بيدها ويجب أن تترك لتمارس قرارها لكنها بحاجة إلى بعض التطعيم”.


وقال: “لا يمكن لأحد أن يقول “ما خلوني” بحيث أن الأكثريّة بيده فتحالف مجموعة السلطة هو الأكثرية الحاكمة. ولكننا سلمنا جدلاً وقلنا لهم إذا “ما خلوكن” فنحن مستعدون أن نأخذ وزارة الطاقة ولكن جن جنونهم. ونحن لكنا حليّنا مشكلة الكهرباء لو اننا استلمنا هذه الوزارة”.


وأضاف: “المشكلة أن هناك من يريدون إدارة ملف الكهرباء عن بعد عبر تسمية مساعدين لهم لاستلام الوزارة، فيما نحن أثبتنا ان معيارنا لتسمية الوزراء للحقائب التي نستلمها هو الكفاءة، لذا فالوضع لا يترجم الا بانتخابات نيابية مبكرة وممارسات مغايرة عن الممارسات السابقة”.


واعتبر أنه “على هذه الحكومة أن تحضر لانتخابات نيابية مبكرة، فنحن بحاجة لاتخاذ قرار كل يوم، والبلد لا يحتمل انتظار 4 او 6 اشهر لانتخابات نيابية باعتبار أنه لا يمكننا أن نطالب بتغيير الحكومة، لانهم يستطيعون القيام بذلك والإتيان بشبيهة لها”، لافتاً إلى أنه “ليس هناك أي حس بالمسؤولية لدى الأكثرية الحاكمة ولا حول ولا قوة إلا بالله. المطلوب الحد الأدنى من الحس بالمسؤولية”.


وأشار إلى أنّ “هناك من يحاول إقناعنا بأن أسباب ما يحصل الآن هو الضغط الدولي على “حزب الله”، في حين أن هذه ليست المرّة الأولى التي تضع فيها الولايات المتحدة الأميركيّة عقوبات على أشخاص يدعمون “حزب الله” والحقيقة أن الأزمة التي نعيشها الآن نتيجة تراكمات عمرها سنوات”.


وسأل: “اين حصار الولايات المتحدة على لبنان؟ فهل واشنطن هي من تمنع الدولار من الدخول الى لبنان؟ طبعاً لا هي بريئة من الوضع المالي المأزوم عندنا، فالأزمة الحالية من صنع أيدينا واتت العقوبات الأميركية نقطة من غيض”.

وتطرّق جعجع إلى قرار القاضي محمد مازح، قائلا: “ما يحصل معيب بحق القضاء اللبناني، فلو كنا بوضع سيادي طبيعي لكنت أول من يرفض ويستهجن ما قالته السفيرة الأميركية، ولكني كنت اتبعت الطرق القانونية. هل القاضي مازح غير مدرك لمضمون بمعاهدة فيينا؟ فصلاحيته غير موجودة في هذه القضيّة من الأساس وعلى القضاء ألا يقوم بدور سياسي”.


وقال: “ليس بالضرورة اننا على عتبة حسم بين الولايات المتحدة وحزب الله، وانا لست بصدد الدفاع عن واشنطن، ولكن الأميركيين دفعوا للبنان في العامين الماضيين 700 – 800 مليون دولار، والدول الخليجية قدمت للبنان 2 مليار و100 مليون دولار. اين هو محور الممانعة ليأتي ويدعمنا كالخليجين؟”


أما عن موضوع الغاز والتنقيب عن النفط، فرأى أنّ “الحكومة قادرة ان توقف أي تعدي علينا وهذا بحسب القانون الدولي. لذا عليها أن تأخذ هذا الأمر على عاتقها وأن تدرس الموضوع وبالوسائل الدبلوماسية ومن دون عنتريات، فنحن نستطيع حل أمورنا”.


الى ذلك،أشار جعجع إلى “أننا دعينا الى اجتماع في بعبدا تبين لاحقا انه “لعب ولاد صغار”. الأزمة في مكان، والاجتماع في مكان آخر كلياً ولا علاقة له بما يحصل في الشارع، لذا لم نشارك ونحن تعز علينا عدم المشاركة باجتماع يدعو اليه رئيس الجمهورية”.


وقال: “لكل شيء أصول، إن كان هناك أزمة، أدعو الى مناقشة هذه الأزمة. ولكن ماذا حدث بعد هذا الاجتماع؟ جل ما حصل هو أن الدولار ارتفع من 5000 الى 8000 ليرة. ميزانية الدولة هي المسؤولة عن تدهور سعر الليرة، وعدم التوازن المالي في الدولة هو المسؤول عن تدهور الليرة”.


ولفت إلى أنّ “الوزير جبران باسيل يدير شؤون القصر واغلب الأمور التي تحصل. وانطباعي في آخر سنتين، ان الرئيس عون لم يتعاط بشيء وكل الأمور والقرارات ينتهي البحث بها عند جبران باسيل وهذا هو واقع الأمور”.


وأكّد “أننا انتخبنا عهد جديد ليضع حد لما كان يحصل بالسابق، وليحيي الاقتصاد ولكن ما حصل ان الوضع تدهور 10 مرات أكثر، ولكن كنا نعرف غلاوة الرئاسة على قلب الرئيس عون، وهو قال من معراب انه يوافق على “اتفاق معراب” ووقع عليه، ولكن إذا نقضوا كل نقاط هذا الاتفاق فماذا يمكننا ان نفعل؟”


أمنيا، علّق على أحداث عين الرمانة الأخيرة، معتبرا أنّ “مخيلة البعض جداً واسعة، لا خط تماس ولا حائط برلين بين عين الرمانة والشياح، لكن المشكلة عندما يأتي أكثر من 200 شخص حاملين أعلام حزبية وشعارات لا يريدها أهالي عين الرمانة، لذا لا يجوز استباحة المناطق”.


وأكّد أنّه غير متخوف من أعمال أمنية في لبنان، قائلا: “هناك بعض التفلت الأمني لكن عندما نرى أن البعض يبحث في النفايات ليأكل وإن رأينا الناس تقف طوابير في الأفران لا يعني وضع نظريات الفتنة على الطاولة، السلم الأهلي ليس بخطر بل السلم الاجتماعي”.


وعن المفاوضات مع صندوق النقد، رأى أن رحلة لبنان انتهت والسبب يعود للطبقة الحاكمة، منذ 8 أشهر لليوم لا يمكننا عد خطوة إيجابية واحدة تسجل لها”.

“.وأكّد أنّ “الإصلاحات معروفة ولكن لماذا لا تنفذها الحكومة؟ “التيار وحزب الله يسايران بعضهما

وعن التوجه شرقا، قال: “لم أفهم معنى الذهاب شرقاً وكأن علاقتنا مع الصين مقطوعة وهل أُقفل السوق اللبناني يوماً امام ايران؟”


ولفت إلى أنّه “قبل أن نطلب الدعم من أحد، يجب أن ندعم أنفسنا، الدول الخليجية أصدقاء ولكن من غيرهم قام بمساعدتنا؟ لكن كيف سيساعدوننا اليوم ونحن نبني العداء وإياهم ونحارب ضدهم في اليمن على سبيل المثال، فكيف تخدم هذه التصرفات الشعب اللبناني؟”

أما عن تشكيل جبهة معارضة، قال: “لماذا لا يتم تشكيل جبهة معارضة واحدة، لأن الطرفين الآخران أي تيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي، لا يريان أن الوضح يحتمل تشكيل جبهة معارضة واحدة، ونحن كل يوم ندفع نحو تشكيل جبهة معارضة واضحة وشفافة وفعلية”.

وتطرّق إلى الوضع المعيشي، ورأى ان “الوضع إلى مزيد من التدهور، ولن نصل إلى الجوع”.


وتوجه جعجع للاغتراب اللبناني، قائلا: “كل عائلة في الاغتراب يجب أن تأخذ عائلة أخرى في لبنان على عاتقها”، مشيرا إلى “أننا نحاول إقامة نظام توأمة بين العائلات ولا نريد شيئاً للقوات اللبنانية”.