مجلة وفاء wafaamagazine
تعود قضية مقتل الباحث الجامعي الايطالي جوليو ريجيني في مصر في 3 شباط 2016 الى الواجهة، في كل مرة يتم فيها الحديث عن العلاقات المصرية الايطالية.
بدأت القصة في 3 شباط من العام 2016، حيث عثر عند مشارف القاهرة، على جثة مشوهة عليها آثار تعذيب شديد، كانت جثة ريجيني.
تشتبه الأجهزة الأمنية في جمهورية مصر العربية بتورط عملاء سريين متخفين منتمين لجماعات إسلامية متطرفة، نفذت تلك الجريمة من أجل إحراج الحكومة المصرية مع أصدقائها في العالم، لاسيما إيطاليا التي تربطها بمصر علاقات قوية.
وتفيد هذه الأجهزة، بحسب الصحافة الإيطالية، الى أن المنظمات المذكورة نفذت الجريمة بعدما اكتشفت أن ريجيني يقوم بأنشطة بحثية وميوله السياسية اليسارية، وكان يعمل في جامعة كامبريدج الأميركية. ريجيني كان يقوم ببحث خاص بالنقابات العمالية المستقلة في مصر، وقد اختفى في محطة المترو بالقاهرة في 25 كانون الثاني 2016، بينما كان في طريقه للقاء صديق في وسط القاهرة.
يقول الكاتب الإيطالي ومسؤول موقع الصداقة والمتابع منذ العام 2016 للقضية روبيرتو رودجيرو: “لا شك أن دولتين تربطهما علاقات تاريخية واستراتيجية، لا يمكن ان يتوقفا عند جريمة حصلت رغم مأسويتها. ان مصر وإيطاليا تعملان على قضية ريجيني، وهناك مصالح اقتصادية متنامية بين البلدين، وكذلك تقدر إيطاليا جهود مصر لحل مسائل عديدة متعلقة بالاستقرار مثل موضوع الهجرة غير الشرعية، والسلم في ليبيا والاستقرار في الشرق الأوسط”.
وتابع: “في طليعة العلاقات الثنائية القوية عمل شركة النفط الإيطالية العملاقة إينيENI التي اكتشفت حقل غاز ضخم في البحر الأبيض المتوسط، قبالة ساحل مصر في العام 2015. ومنذ ذلك الحين، كان لدى الشركة استثمارات إجمالية في مصر تتجاوز 13 مليار دولار. كما يتم تعزيز التعاون المشترك في مجال الصناعات الدفاعية والمدنية. كما يتم العمل على إنشاء كيان تجاري ولوجستي متكامل في القاهرة. إيطاليا تتواصل مع جمهورية مصر العربية في محاولة لوقف الاشتباك العسكري في ليبيا الذي يغذيه التدخل الخارجي”.
أضاف: “وافقت الحكومة الإيطالية أخيرا على بيع مصر فرقاطتين من طراز فريم، وتبلغ قيمتهما 1.2 مليار يورو”.
في أواخر شهر حزيران الماضي، وصف وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو دولة مصر ب “المحاور الاستراتيجي”، وقال: “إن مصر محاور لا تستطيع إيطاليا الاستغناء عنه. لكن يجب إيجاد حل لقضية ريجيني، ونتوقع الوصول الى حل في القريب العاجل”.
وكان دي مايو رأى، في رسالة الى نظيره المصري سامح شكري، أنه “كي تعود العلاقات الثنائية بين بلدينا، إلى مستويات الصداقة العظيمة التي ميزتها دائما، لا يمكن أن نتغاضى عن تحقيق العدالة في هذه القصة المأسوية”.
بعد يومين من تصريح وزير الخارجية الإيطالية، رأى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى أن “السبيل الوحيد للوصول إلى العدالة، في قضية مقتل جوليو ريجيني هي مواصلة التعاون بين إيطاليا ومصر”.
وأضاف موسى في تصريحات لصحيفة الإيطالية: “لا أرى بديلا من التعاون لأنه يجب تحقيق العدالة”، مبينا أن “السلطات تقوم بالفعل بعمل مشترك، ويجب على البلدين بذل مزيد من الجهد للوصول إلى الحقيقة، يجب أن نستمر في تحقيق العدالة”.
وتابع: “أصر على أنه يجب على السلطات في البلدين العمل على الاجابة عن أسئلة تطرحها أسرة ريجيني، والشعب الإيطالي”، ورأى أنه “لا يوجد سبب يمنع مصر من التعاون مع إيطاليا”.
وفي إطار التعاون بين البلدين، أشارت جريدة “لاريبوبليكا” إلى أن مصر تعتزم شراء 20 زورقا مطاطيا، و24 طائرة تدريب من طراز “إم 346″، و24 طائرة من طراز “يوروفايتر تايفون”، متعددة المهام بقيمة 10 مليارات يورو.