الرئيسية / أخبار العالم / بعد الـ12 مليون إصابة.. ماذا نعرف عن كورونا اليوم؟

بعد الـ12 مليون إصابة.. ماذا نعرف عن كورونا اليوم؟

مجلة وفاء wafaamagazine

بعد مرور سبعة أشهر على ظهور فيروس كورونا المستجد، تجاوز عدد المصابين به 12 مليونا، أي ما يوازي عدد سكان دولة مثل رواندا، على سبيل المثال، فما الذي يعرفه العالم عن الوباء اليوم؟، وأين وصلت جهود البحث عن عقار أو مصل؟.


كان العداد العالمي لأرقام مصابي كورونا، الجمعة الماضية، عند 11 مليونا، أي أن العدد زاد مليونا في أقل من أسبوع.

وظهر فيروس كورونا للمرة الأولى في أواخر ديسمبر عام 2019 في مدينة ووهان الصينية، قبل أن يتفشى في الصين كلها، ثم ينقل إلى أرجاء العالم، حيث أصبحت له بؤر عديدة، كان منها إيطاليا وإسبانيا، والآن الولايات المتحدة والبرازيل في الأميركيتين.

وتخطى كورونا حاجز المليون إصابة مؤكدة في مطلع أبريل الماضي، وهذا يعني أن منحنى الإصابات بالفيروس يتصاعد بثبات وبشكل كبير.

فقد استغرق العالم 3 أشهر حتى يصل إلى مليون إصابة، لكن في الأشهر الثلاثة التالية زاد العدد بقدر 11 مليونا، مليون منها في الأسبوع الأخير، على الرغم من كل الجهود المبذولة لمواجهة الفيروس، لا سيما أوامر الإغلاق ووقف حركة التنقل بين معظم الدول.

وتجاوزت هذه الأرقام “المفزعة” توقعات البعض بأن ينحسر الفيروس مع حلول شهر الصيف، بداعي أن الحرارة قد تقضي على الفيروس، أو بفعل الإجراءات المتخدة في العديد من الدول للحد من انتشار الوباء.

اكتشافات جديدة

ومع تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا حول العالم، تسارعت وتيرة الأبحاث الطبية والعلمية، التي أتاحت اكتشافات جديدة بهدف إيجاد علاج فعال للوباء، ومن بينها:

– كورونا يتسبب بجلطات دموية:

أظهرت أبحاث حديثة أن فيروس كورونا يصيب المريض بجلطات دموية في الأوعية، مما يقطع الأوكسجين، مما دفع الأطباء إلى استخدام مسيلات الدم في بروتوكولات العلاج.

وتوصل العلماء إلى ضرورة مراقبة معدلات الأوكسجين في الدم لدى المرضى، لتفادي الوفيات بسبب انقطاع الأنفاس. ومن هذا المنطلق، يجب الحرص على ألا تنخفض مستويات الأوكسجين إلى أكثر من 93 في المئة.

– النوم على البطن يساعد على التنفس:

خلصت الجهات الصحية أيضا إلى أن النوم على البطن، يساعد المرضى على التنفس بسهولة.

– اعتماد أدوية لعلاج المصابين:

وإن كان الأطباء يقتصرون في بداية الأزمة على معالجة مضاعفات الفيروس فقط، فقد توصلوا اليوم إلى أدوية عدة لمكافحة كورونا من بينها، دواءا فافابيرافير وريمدسيفير.

كما اكتشف الأطباء أن استخدام الأدوية المنشطة والستيرويدات يمنع الجهاز المناعي من مهاجمة نفسه، وبالتالي أصبح من الممكن مساعدة المصاب على تفادي الالتهابات.

الموجة الثانية

وفي منتصف يونيو الماضي، تصاعد الحديث عن موجة ثانية من الفيروس بعد أن بدا أنه تراجع قليلا، أو هكذا اعتقد البعض، خاصة في الولايات المتحدة، حيث وصلت أرقام المصابين إلى مستويات قياسية، بتسجيل ما معدله 60 ألف إصابة يوميا في الأيام الأخيرة.


من جانبه، يقول استشاري الأمراض الجلدية والسارية والوبائيات، الدكتور إسماعيل معتوق، في حديث إلى موقع “سكاي نيوز عربية”، إن الحديث عن موجة ثانية “سابق لأوانه، ولا يمكن الجزم بسهولة بوجود مثل هكذا موجة”.

وأضاف أن الإعلان يحتاج وقتا وخصائص معينة، مثل عدد محدد من الإصابات، موضحا أن الأمر يتطلب أن تجمع منظمة الصحة العالمية والخبراء بيانات من مختلف البلدان والقارات، ثم تخبر العالم.

وأشار إلى أن الحديث عن موجة ثانية “يرعب الناس”، مؤكدا أن الأدق هو أن هناك “خطر حدوث موجة ثانية، لكن الدخول في هذه الموجة يتطلب معطيات معينة”.

لكن الأمر الأسوأ هو ما قاله رئيس منظحة الصحة العالمية، تيدروس أدانوم غيبريسوس، عن أن فيروس كورونا “يتسارع ولم يبلغ ذروته بعد”.

وتعرضت الصحة العالمية، لانتقادات بشأن تعاملها مع تفشي المرض وتأخرها بالتوصية بوضع الكمامات، فضلا عن رفضها الاعتراف بتزايد المؤشرات الى انتقال الفيروس، في الهواء.

ويحملها البعض ولا سيما الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مسؤولية المحنة الهائلة التي يعيشها العالم حاليا.

وهذا يعني أن الأزمة لم تنته قريبا، على الأقل، فضلا عن أن عودة الحياة الطبيعية قد يستغرق وقتا أطول مما هو متوقع، خاصة لجهة السفر العادي كما كان الوضع قبل الوباء.

رحلة البحث عن علاج

وينتظر العالم بفارغ الصبر الإعلان عن علاج أو لقاح يقضي على كابوس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، الذي أودى بحياة 550 ألف إنسان حتى الآن.

ودخلت شركات الأدوية في معركة مع الزمن من أجل إنتاج علاج أو لقاح للفيروس، وبحسب وكالة “رويترز”، فإنه يجري الآن اختبار وفحص أكثر من 100 عقار مضاد للوباء، وصل بعضها إلى مراحل متقدمة.

وطور باحثون في جامعة أكسفورد لقاحا تجريبيا، أجرت شركة “أسترا زينيكا” البريطانية لصناعة الأدوية تجارب سريرية واسعة النطاق عليه، لكنه يحتاج حتى نهاية العام الجاري لكي يكون متوفرا، ويتطلب ذلك نتائج مقنعة في التجارب.

ودخلت دول عديدة على خط اختراع لقاحات للفيروس، مثل الصين وتايلاند وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا.

وأثارت أخبار إجراء التجارب على أدوية ولقاحات لكورونا أملا للعالم بنهاية الفيروس، لكن هذا الأمل لم يتوج بفرحة، فرغم أن هناك عشرات الأدوية التي جرى ويجري اختبارها، فإنه لم يُعتمد واحد منها حتى الآن على النطاق العالمي.

وأقرت بعض الدول والكيانات، مثل مصر والاتحاد الأوروبي، استخدام عقار “ريمديسيفير” المضاد للفيروسات، لكن ضمن شروط محددة ولحالات استثنائية تعاني من أعراض حادة.

ويعلق الطبيب معتوق على موضوع اللقاحات قائلا، إنها ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض ولا تظهر نتائجها فوريا، مشيرا إلى أن الأمر استغرق سنوات حتى تم الوصول إلى لقاح مضاد لبعض الأوبئة في الماضي.

وأضاف أن الحديث عن علاج واعد أو ناجح يعني أنه “لم يرسب في المرحلة المخبرية وتخطاها”، لكن هناك مراحل أخرى لاحقة وواجبة قبل الوصول إلى اللقاح المنتظر، من بينها الاختبارات الحيوانية ثم البشرية، فدراسة الآثار الجانبية.

وقال إن الأطباء والعلماء “لا يعتقدون بوجود لقاح في وقت قريب”.

وشدد معتوق على أن اللقاح في حال نجاحه، سيقضي على هذا المرض، لكن في حال حدوث طفرات جينية في مرض “كوفيد -19” فقد لا يكون اللقاح المنتظر كافيا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

سكاي نيوز