مجلة وفاء wafaamagazine
أكد رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا المهندس يوسف النقيب، في تصريح، أن “مدارس المقاصد ستبقى تؤدي رسالتها على أكمل وجه وسنحافظ على استمراريتها لتبقى في طليعة المؤسسات التربوية في صيدا”.
وقال النقيب: “المقاصد لم تكن لتواجه اي مشكلة مالية لو بادر الأهالي والمستأجرون والحكومة إلى دفع مستحقات الجمعية، ولتمكنت من الإيفاء بجميع المتوجبات عليها. أبوابنا وقلوبنا وعقولنا مفتوحة لتقديم كل مساعدة وعون لأخوتنا الأعزاء من أولياء الطلبة المقاصديين”.
وأعلن “التزام المجلس الإداري للجمعية بضمان وتأمين كامل حقوق العاملين في مدارس المقاصد في اقرب وقت”، لافتا الى ان “استغناء الجمعية عن خدمات معلمين له علاقة بعدد الطلاب في مدارس المقاصد للعام الدراسي المقبل”، وقال: “سنظل نحمل أمانة المقاصد بكل صدق وشفافية وتضحية تماما كما حملها من سبقنا”.
وأوضح ان “80% من مداخيل المقاصد تذهب إلى رواتب الموظفين المعلمين والعاملين، وان للجمعية مستحقات مالية على الأهل والدولة والمستأجرين”، وقال: “بخصوص الدولة فهي من تعثر إلى تعثر، بخصوص الأهل: هناك من دفع مستحقاته بالكامل وهناك البعض مقتدرون ولكنهم يماطلون بالدفع ونحن نتابع الأمور معهم. أما القسم الثالث فهم فعلا من المتعسرين والجمعية بصدد مساعدتهم”.
واشار الى ان “المبالغ الشهرية المتوجبة على الجمعية مقابل الرواتب والأجور هي مليار وماية وسبعون مليون ليرة، وعليه يهمنا أن نوضح بأنه يتوجب علينا ولغاية شهر شباط 2020 سداد حوالي مليار وثمانماية مليون ل.ل 1800.000.000 وهي أجزاء مما تبقى من أشهر 11-12/2019 و 1-2/2020 آخذين بعين الاعتبار أنه يتوجب على المعلمين والاداريين سداد مبلغ 600 مليون ل.ل بدل أقساط أولادهم في المدارس.. وبحمده تعالى تمكنت الجمعية من سداد ما تبقى من أجور عن شهري 11 و12/2019 أي مبلغ (700) مليون ل.ل، ويتبقى علينا سداد باقي المبالغ التي سنسعى إلى تسديدها قبل عيد الأضحى المبارك إن شاء الله”.
وأشار إلى أن “الرواتب عن أشهر آذار ولغاية آب هي مرتبطة مباشرة بدفع المبالغ المتوجبة على الأهل (أي القسط الثالث وما تبقى عليهم من القسطين الأول والثاني في المدارس الثلاث الحسام وثانوية المقاصد ودوحة المقاصد) علما أننا قد طلبنا من الأهالي دفع 65% فقط من القسط الثالث. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه لو بادر الأهالي إلى دفع القسط الأول والثاني و65% من القسط الثالث لتمكنت الجمعية من دفع كامل المستحقات للمعلمين والموظفين والعمال عن الأشهر من آذار وحتى نهاية شهر آب 2020”.
وأعلن “أن تراكم الأزمات الاقتصادية التي عانى منها لبنان بالإضافة إلى الأجواء التي رافقت تحركات الأساتذة قد أثرت سلبا على صورة المدارس المقاصدية وتركت شعورا لدى الأهالي بالقلق وعدم الاستقرار”. وقال: “إنطلاقا من إيماني بالله وبالرسالة المقاصدية، فإني أطمئن الأهالي والمجتمع الصيداوي بأن مدارس المقاصد ستبقى تؤدي رسالتها على أكمل وجه وسنحافظ على استمراريتها لتبقى في طليعة المؤسسات التربوية في صيدا”.
واكد اننا “عائلة مقاصدية واحدة مكونة من:العاملين في شتى مواقعهم في الجمعية، طلبة المدارس وأهالي الطلبة. ونحن كمجلس إداري منتخب ديموقراطيا وشرعيا من الهيئة العامة والتي حملته أمانة المسؤولية لهذه الجمعية نؤمن بأنه إذا ما تعرض أحد مكونات هذه المؤسسة لأزمة ما، لا بد من أن يتداعى الآخرون للوقوف إلى جانب هذا المكون ودعمه، وخصوصا بعد الإطلاع على الحقائق المطلوبة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المداخيل المالية انما تمر عبر دورة إقتصادية كاملة. فلو بادر الأهالي والمستأجرون والحكومة إلى دفع مستحقات الجمعية لتمكنا من الإيفاء بجميع المتوجبات، علما أننا لم ندخر جهدا ولا علاقة إلا وبذلناها من أجل تحقيق الأفضل من الممكن وليس كل الممكن وذلك بسبب الظروف القاهرة التي يعيشها الوطن والمواطن”.
تحرك الاهالي
وعن التحرك الأخير لأهالي الطلاب في مدرسة عائشة أم المؤمنين، قال: “بالنسبة لهذا الموضوع، وبعدما استمعنا الى وجهة نظر الأهالي واطلعنا على اوضاعهم اجمالا، تبين لنا ان هناك نسبة من الأهل يجب ان نساعدهم فطلبنا من كل من يريد ان تنظر الجمعية بوضعه ان يتقدم بطلب الى صندوق دعم الطالب المقاصدي لندرس حالته، وبناء عليه قد نساعد جزءا كبيرا منهم”.
واعلن النقيب “اننا كمجلس إداري نؤمن إيمانا مطلقا بأحقية العاملين في المؤسسة بالحصول على كامل حقوقهم بالوسائل الشرعية، ونحن ملتزمون أمام الله وأمام المجتمع المقاصدي الكريم بأن نسعى بكل الجهد لضمان وتحقيق وتأمين كامل الحقوق في أقرب وقت ممكن. ولكننا وللتاريخ نود أن نشير إلى أن التلويح بالقضاء قد ترك غصة في ذاكرة المقاصد وتاريخها لأنها المرة الأولى وعلى مدار (141) سنة التي يسجل فيها هذا الأمر، وستظل ندبة على جبين المقاصد من داخل أسرتها. وبعد كل ما تقدم فإننا نعتبر ما جرى عبرة وذكرى لقادم الأيام، علما أن بعض المعلمين قد قاموا بزيارات لمرجعيات المدينة التي نحترم ونجل ولا غضاضة في ذلك، ولكن نشير إلى أن كل ما سمعوه منهم كانوا قد سمعوه من المجلس لإداري لتتطابق المواقف والرؤية، فنكون في الجمعية في نفس المركب ومن ذات نسيج هذه المدينة العريقة”.
وعن صرف المنحة المستحقة للمقاصد لدى الدولة عن مدرسة عائشة، قال: “حسبما تبلغنا المنحة ستصرف قريبا وهناك تحضير لدفع منحة ثانية للمقاصد عن مدرسة عائشة. واذا التزم الأهل ودفعوا ندفع الرواتب من شهر آذار الى شهر آب. ومدارس المقاصد – صيدا هي الوحيدة التي طبقت القانون 46 بالكامل اي دفع السلسلة مع الدرجات الست.
وبالنسبة الى السلسلة، قال: “المجلس الإداري برئيسه وكامل اعضائه، اتخذنا عن قناعة وكنا نهدف لتعزيز وضع المعلم، لكن في ذلك الوقت كنا مرتاحين ولم نكن في أزمة، وتحمل المعلمون قسما والأهل تحملوا قسما والجمعية تحملت قسما. لهذا السبب قسطنا السلسلة والدرجات على مدى 3 سنوات وآخر سنة لم نقبضها لأننا شعرنا ان الأهل عاجزون عن دفع مبلغ الزيادة”.
وأشار الى ان “الاستغناء عن خدمات معلمين له علاقة بعدد الطلاب الذين سيلتحقون بمدارس المقاصد للعام الدراسي القادم. وهذا الوضع ينسحب على كل مدارس لبنان وليس فقط المقاصد. واذا نظرنا كم من المتوقع ان يتسرب من المدارس الخاصة الى الرسمية، يحكى عن تقديرات تتراوح بين 150 و 200 الف، واذا قلنا ان عدد الطلاب في مدارس المقاصد سيزداد اكون متفائلا. واذا لم ينقص العدد وبقي كما هو نكون بأحسن حالاتنا”.
وقال: “في الوضع الحالي، اتخذنا قرارات بوقف 20 معلما وموظفا في المدارس الأربع عن العمل، وقسم آخر من المعلمين اما تقاعدوا او هم قدموا استقالاتهم. وبالنسبة للمتقاعدين هذه السنة والذين شملهم قرار الجمعية بوقف دفع الدرجات الست لكافة المعلمين خلال الأشهر الستة الأخيرة، هؤلاء المتقاعدون سيعاد النظر بموضوع دفع هذه الدرجات لهم”.
ولفت الى “عملية دمج للصفوف وترتيبات جديدة في المستقبل وعدم اخذ المزيد من الطلاب في مدرسة عائشة ليكون العدد محصورا”، مؤكدا ان “اي قرار تتخذه الدولة نحن نلتزم به ولا مشكلة. لكن المشكلة اذا لم تبدأ المدارس في 1 ايلول، واذا بدأت فكل المشاكل السابقة محلولة ان شاء الله، والجمعية من خلال المجلس التربوي والمدراء والجهازين التعليمي والاداري تحضر خططا لكل الاحتمالات”.
العمل الاداري
وتحدث عن اعادة هيكلة العمل الاداري في مدارس المقاصد ولا سيما ثانوية حسام الدين الحريري، فقال: “نحن نسعى لتطوير وتحسين الأداء في كل مدارس المقاصد. وبالنسبة لثانوية الحسام عندما سألنا الأهل من سيعود وسيكمل معنا تبين لنا ان العدد اكثر مما نتوقع. وليس هناك اي مشكلة بالعكس واكبر دليل اننا عينا مديرة جديدة للحسام مع جهاز تعليمي يكون هو رافدا ومساعدا لها في ادارة المدرسة تربويا وإداريا. وبالنسبة لمن هو غير قادر من اهالي الطلاب على الاستمرار او تحمل اقساط الحسام كنا واضحين، وقلنا فليذهب الى ثانوية المقاصد او مدرسة دوحة المقاصد ويحصل على نفس المستوى من التعليم وبمساعدة مالية من الجمعية لمن هم بحاجة لمساعدة”.
وتابع: “نحن ربطنا استمرار اي طالب يريد ان يكمل معنا العام المقبل بأن يكون قد سدد الأقساط المترتبة عليه، ومن لا يستطيع ان يدفع، اذا سدد جزءا وتعهد بتقسيط باقي المبلغ بشكل مريح له ولنا فليس لدينا مانع ان نعطيه افادة.. المقاصد هي لأهل صيدا وانا اريد ان اتعامل مع الناس بالشكل الذي يريحهم”.
حملة مضادة
وعن تعرض جمعية المقاصد لحملة انتقادات لأداء المجلس الاداري، قال النقيب: “نحن تقدمنا بدعوى ونتمنى على كل من لديه مستندات ضد الجمعية او ضد احد من الجمعية، فليقدمها مباشرة للقضاء. وانا لن اتهم احدا ولن اقول من.. اقول ان الموضوع بين يدي القضاء. لا شك ان هناك مغرضين، لكن لا اريد ان اسمي الأمور بأسمائها وليسمها القضاء. ومن لديه اعتراض فليقدمه مباشرة للقضاء دون الرجوع الى الجمعية. تناقشنا مع عدة اشخاص وتجادلنا واعطيناهم ارقاما واسماء، لكن كما قلت هناك اناس مغرضون. عمر المقاصد 141 سنة، وفي كل تاريخها ومسيرتها لم يغبر أحد على الجمعية ولا على احد ممن أداروا المقاصد او عملوا فيها بكلمة واحدة”.
وقال: “في غمرة ما يعانيه المجتمع العالمي والمجتمع اللبناني من أزمات عديدة وشديدة لم يعرف مثلها من قبل، مما لا شك فيه أن المجتمع الصيداوي بمختلف شرائحه قد تحمل وما زال يتحمل نصيبه الجم من هذه الأزمات، ولكن أشير إلى ان المجتمع الأهلي المقاصدي كان في سابق العهود حريصا كل الحرص على سداد أقساط أولاده المدرسية قبل المأكل والملبس أحيانا، ولكننا نعيش واقعا مختلفا تماما عن الذي سبقه، لذلك برزت الإشكالات المالية والمعيشية هنا وهناك ومنها الوضع المالي في المقاصد ، ولأننا من هذا النسيج الصيداوي الطيب وخبرنا معاناته ومشاكله، لذلك فإننا نقول بصدق وأمانة أن أبوابنا، قلوبنا وعقولنا مفتوحة لتقديم كل مساعدة وعون لأخوتنا الأعزاء من أولياء الطلبة المقاصديين، ولأننا نؤمن بأن لا تعلم يمنانا بما فعلته يسرانا، لذلك فقد حاولنا جهدنا أن نمد يد العون بصمت وهدوء. فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”.
وعن تقييمه للمرحلة التي تولى فيها المسؤولية، قال: “نترك ذلك للتاريخ وللأجيال المقاصدية وللمجتمع الصيداوي الطيب ليكونوا جميعا شهود حق على ما قمنا به من واجب وطني، تربوي ديني وإنساني من أجل سؤدد ورفعة منارة المقاصد الغراء”.
وردا على سؤال عن امكانية الاستعانة بمداخيل ايجارات وأملاك المقاصد، قال: “كانت مداخيل المقاصد من غير المدارس قبل تسلمنا المسؤولية قد بلغت 800 مليون ل.ل واستطعنا استثمار الأرض مقابل مبنى المقاصد بمبنى جديد مردوده حوالي مليار ل.ل. وهذه المداخيل لا تكفي، حتى أن الإيجارات التي تستوفى بالدولار فهي تسدد بالسعر الرسمي له المحدد من قبل الدولة”.
رسالة
وفي الختام، وجه النقيب رسالة في ثلاثة اتجاهات، فقال: “في مطلع هذا التوجه أقول أنه كلما عظمت التحديات كانت الاستجابات أقوى وأرسخ، وهذا ما تعيشه المقاصد في أيامنا هذه.
– إلى الهيئة التعليمية الكريمة، سفينة المقاصد أنتم بحارتها وربابنتها أيضا، فلا تأخذكم رياح من هنا وعواصف من هناك. فلتكن منارة المقاصد هي بوصلتنا جميعا. تعالوا إلى كلمة سواء نكتبها سويا في سجل المقاصد فنجتاز معا الصعاب مهما كبرت.
– إلى الأهالي الكرام: وعدنا لكم، أننا سنظل نحمل أمانة المقاصد بكل الصدق والشفافية والتضحية تماما كما حملها من سبقنا. هي المقاصد بأجيالها المتعاقبة ستظل ترسم بتفوقها خطا تصاعديا نحو الغد المشرق بإذنه تعالى.
-إلى المجتمع الصيداوي: المقاصد وعبر تاريخها المديد تعيش في قلب هذه المدينة وعقلها… تاريخ عظيم جمع بين الاثنين. وبكل الثقة نقول أن الله قد قيض لهذه الجمعية من يأخذ بيدها من أبناء هذه المدينة الطيبة. لأجل ذلك اجتازت المقاصد الصعاب وبقيت وفية للمبادئ السامية التي خطها المؤسسون الأوائل”.