مجلة وفاء wafaamagazine
أبلغ خبير في السياسة الاميركية الى «الجمهورية» قوله انّ السياسة المتشددة التي تنتهجها الادارة الاميركية تجاه لبنان، لا تعني انها ماضية فيها نحو خنقه، بل هي تترك منافذ له لكي يتنفس. ذلك انّ لبنان بالنسبة الى واشنطن دولة في غاية الاهمية، ولذلك لن تتركه يسقط.
وقال الخبير: انّ واشنطن هي اكثر من يدرك التركيبة اللبنانية، والعدد الغالب من المسؤولين في الخارجية الاميركية خدموا في لبنان ويعرفون حساسية التركيبة اللبنانية والتوازنات فيها، وموقع وحجم كل مكوّن من المكونات اللبنانية».
وجزم الخبير عينه بأنّ الحبل، وإن بَدا انّ واشنطن تشدّه الآن على رقبة لبنان، فإنها في لحظات معينة قد تبادر الى ان ترخيه قليلاً، لأنّ لها، في نهاية الأمر، مصالحها وحلفاءها وأصدقاءها في لبنان، ولا اعتقد انّ ابواب التمويل والمساعدات الخارجية ودخول الدولار إليه ستبقى مقفلة، وبيد السلطة اللبنانية ان تعجّل في هذا الفتح لأنّ المفتاح في يدها، وان تقدّم للعالم جرعة إصلاحات مقنعة.
ورداً على سؤال عن العقوبات الاميركية على لبنان، اكد الخبير انها محصورة فقط بـ»حزب الله»، وبالتالي لا عقوبات اميركية شاملة على لبنان، فواشنطن تعرف انّ وضع لبنان مختلف جذريّاً عن دول عدوة لأميركا، مثل ايران وفنزويلا، ففي هاتين الدولتين لا يوجد اصدقاء للولايات المتحدة، بل هناك مجتمع مُعاد بغالبيته الساحقة لواشنطن، خلافاً للبنان، حيث من تعتبرهم واشنطن اعداؤها يشكلون أقلية في لبنان، فيما الاكثرية هم اصدقاؤها وحلفاؤها.
في هذا الاطار لاحظ مراقبون انّ الحكومة اللبنانية غارقة في التخبّط، حتى في تعاطيها مع الولايات المتحدة الاميركية، «ففي وقت تُطالب بمساعدة لبنان وكذلك بمنحه استثناء من قانون قيصر، نراها تُبادر الى خطوات استفزازية لواشنطن عبر السماح بإقامة تظاهرة ضد السفارة الاميركية في عوكر، ترافقت مع خطوات مشبوهة واستفزاز لشريحة واسعة من اللبنانيين عبر التطاول على الرئيس الشهيد بشير الجميّل، وكأنها تستدعي الحرب الاهلية من جديد».