مجلة وفاء wafaamagazine
نظم المركز الدولي لعلوم الانسان اليونيسكو- بيبلوس، للسنة الثانية على التوالي، في مركزه في جبيل برنامجا تثقيفيا تدريبيا لطلاب الكلية الحربية في الجيش اللبناني لثلاثة ايام ( 14-15-16 تموز) وذلك لترسيخ دور علوم الانسان في التحصيل العسكري للطلاب، واشراكهم في نشاطات تفاعلية في القانون الدولي الانساني عن حماية الاعيان الثقافية التي تشكل الوجدان الثقافي والحضاري للشعوب.
ويهدف هذا البرنامج الى تعريف وتحديد دور المركز الدولي لعلوم الانسان اليونيسكو كمحطة ثقافية في جبيل بشكل خاص ولبنان بشكل عام، وزيادة الوعي لاهمية علوم الانسان وتقاطعها مع الانضباط والمرونة، وتعزيز المعرفة لدور القوى العسكرية في حقل حماية الارث الثقافي والتعرف على تاريخ حضارة مدينة جبيل، احدى أقدم المدن في التاريخ، آثارها وسبل حماية المواقع الثقافية في اوقات الحرب.
حضر جلسة الافتتاح وزير الثقافة عباس مرتضى، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، رئيسة المركز الدكتورة دارينا صليبا ابي شديد، رئيس مكتب امن جبيل في الجيش اللبناني العقيد شارل نهرا ومهتمون.
صليبا
بعد النشيد الوطني وفيلم وثائقي عن المركز، ألقت صليبا كلمة قالت فيها: “للعام الثاني على التوالي، يطل طلاب الكلية الحربية من بيبلوس القديمة، مهد الحضارات في تقليد أصبح سنويا، يميز بيبلوس وصرح علوم الانسان هذا، من خلال سلسلة محاضرات تنير ظلمة المعارك وتظهر أهمية وكيفية وجدوى الحفاظ على التراث الوطني ومعالم الحضارة والثقافة أثناء الحروب”.
وأضافت: “لا عجب أن يجتمع اليوم السيف والقلم في مركز علوم الانسان اليونيسكو بيبلوس، وليس صدفة أن يقام هذا الصرح على السور الفينيقي لأقدم مدن التاريخ، هنا بالذات كان خط الدفاع الاول عن أقدم الحضارات التي عرفتها الانسانية، وهذه رمزية ألزمت منظمة اليونيسكو أن تثبت بيبلوس مهد علوم الانسان في الشرق، فالحضارة هنا، والثقافة هنا، وسيوف الدفاع عن الحق هنا، وهي تعرف وستزداد معرفة عن حق الحضارة علينا، عن قيمتها وكيفية المحافظة عليها، فأرضنا وإن كانت مشغولة من قلوب الأجداد، فتراثنا وحضارتنا هما صنيعة تصميمهم وثباتهم”.
وأردفت: “لا بد من التذكير أن ذاكراتنا الثقافية لن تسقط بيد الإرهاب، والحضارة التي رفعتها أصوات معاول الأجداد ودعمتها إراداتهم لن يسكتها ولن يدمرها أحد، ولن نسمح بخنق أهازيج النصر بأصوات البكاء على الأطلال، فسيوف الحق جاهزة لتحطم جهل الظلام، نحن ووزارة الثقافة ومنظمة اليونيسكو العالمية، هذه تعاليمنا، وطلاب اليوم فرسان ساحة الشرف في كل لحظة سيقسمون اليمين بالحفاظ على علم بلادنا وصونا لوطننا”.
واكدت انه “من أجل صون لبنان، نصون كل تراثنا، نحن مركز علوم الانسان، وانتم الأشبال الواعدة للقوى الامنية والعسكرية، سنطلعكم على ما تنص عليه القوانين الدولية والأعراف العسكرية، وكلنا إيمان أنكم لن تخاطروا بهذا الإرث الثقافي وإن كنتم ستخاطرون بحياتكم”.
وختمت: “نؤكد أمام معالي الوزير أننا في هذا المركز أولياء الكرامة والحضارة والشرف، والثابتون على حماية تراث الانسانية وحضارتها”.
مرتضى
وأعرب مرتضى في كلمته عن سروره بلقاء طلاب الكلية الحربية “التي نعتز ونفتخر في جبيل مهد الحضارات عبر التاريخ وفي المركز الدولي لعلوم الانسان الذي يعد علامة فارقة لجبيل بالتعاون مع عواصم الثقافة في العالم ليكون لبنان ساحة التفاعل الانساني ومساحة للحوار الدائم بين حضارات ضفتي المتوسط والعالم”.
وأكد انه “بالتعاون الاكيد مع اليونيسكو والمركز الدولي لعلوم الانسان ننهض الى العلى، مع اننا لا نتجاهل المخاطر المحدقة بنا ولا ندير ظهرنا للاوضاع والنزاعات في المنطقة والتي من شأنها ان تؤثر على التراث المادي الذي نعتز به في لبنان”.
ورأى ان “كل قرية لبنانية قد تكون متحفا غنيا بالتراث”، مشددا على ضرورة الحفاظ على التنوع الثقافي الذي ورثه لبنان”. واعتبر ان الكلام عن “حماية التراث اللبناني هو كلام عن الوعي والانضباط، وفي هذا حفاظ على هوية الوطن وانسانه وتاريخه وامجاده”.
ونوه “بجهود المركز في تنظيم هذه الورشة التثقيفية التدريبية لطلاب الكلية الحربية في الجيش اللبناني المؤتمنين على الارواح والتراث والتاريخ في حالات السلم قبل الحرب، مشيرا الى ان هذا الجهد يصب في خير الانسان اللبناني”.
ورأى ان “ما سيتم مناقشته والتوصل اليه في هذه الورشة سيكون منهجا في حماية الاثار المادية والحفاظ على غير المادية منها”.
وختم: “ان التراث الجامع هو أحد أهم أركان اللحمة الوطنية والانصهار الوطني، والحفاظ على التراث الجامع هو سبيل الحفاظ ايضا على اللحمة”.
وبعد استراحة قصيرة بدأت ورشة العمل ثم جولة في ارجاء السوق الاثري القديم في المدينة، فزيارة لقلعة جبيل الاثرية، بعدها غداء في المركز.