مجلة وفاء wafaamagazine
شارك عدد من المحتجين في تظاهرة دعا اليها حراك العسكريين المتقاعدين في الجيش وجبهة “الإنقاذ الوطني” وحركة “مواطنون ومواطنات في دولة” رفضا للفساد والمحاصصة، والواقع العام الذي وصلت إليه البلاد.
وشارك في التظاهرة النائب شامل روكز، عضو “تكتل لبنان القوي” سابقا، والوزير السابق شربل نحاس وحشد من الضباط والعسكريين والمجتمع المدني.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني، تلاه دقيقة صمت على أرواح شهداء الجيش والوطن.
وكانت كلمات لكل من العميد المتقاعد محمد سبيتي، اللواء الركن المتقاعد سمير الحاج، العميد المتقاعد خالد الضاهر، العميد المتقاعد سامي الرماح، العميد المتقاعد حسن حسن، كلمة لعوائل شهداء الجيش ألقتها زوجة الشهيد عامر أحمد رؤية أحمد.
كذلك تحدث كل من العميد المتقاعد علي أبي ناصيف واللواء المتقاعد عدنان مرعب، وشدد الجميع على أن المطالب وهي “اختيار الثورة للانتفاض على واقع سياسي أوصل البلاد إلى ما نحن عليه، وتغيير الواقع وهذا ما سيحصل، فموضوع اليوم هو وجع الناس”.
نحاس
وألقى نحاس كلمة جاء فيها: “من حافة يأس الناس، نجتمع اليوم تأكيدا على أن الأمل موجود في هذه البلاد. من وضوح فشل الأقوياء الموهومين، نعلن قوة الإرادة. وفي مواجهة التجديف بكل ما له قيمة، أي كرامة كل إنسان وحريته وحقوقه، وصولا إلى الأديان التي تحولت إلى عصبيات وطقوس، نعلن إيماننا بأن المواجهة واجب، هي مستحقة واحتمالات نجاحها مرتفعة.
بدأت المواجهة ضد فقدان المعرفة، وكانت طويلة. لم تنفع فيها سنون من التحذيرات، فنقضت إتفاقيات عديدة، وتم التنكر لكثير من الوعود، وهدرت فرص ثمينة.
عندما بات الإنكار والدجل غير نافعين، وبعد أن بددت المدخرات والأموال وانتفض الناس، أصبحت المواجهة ضد فقدان الجرأة، ضد مناورات الذين وضعوا أنفسهم في منزلة الإصلاحيين والثوار، وضد عناد من اكتشفوا فجأة أنهم هدف لمؤامرة، فبحثوا عن قناع يناورون من ورائه، واستهدوا إلى حكومة حسان دياب التي شكلت قناعا باليا لهم”.
اضاف:”عندما وصلت مناوراتهم إلى ضرورة اتخاذ قرارات اتجاه الخارج، الذي لجأوا إليه بأنفسهم، سواء كانت قرارات جيدة أو سيئة، دقوا النفير ولملموا شملهم لافتقادهم لأي حرية قرار، اعتمدوا اللاقرار، وزعموا أن الوضع جيد وبتحسن مستمر. اللاقرار هو ما يؤدي إلى اليأس والقهر والعنف.
مواجهتنا اليوم هي ضد عجز سلطة ساقطة. هم عاجزون، لأنهم أسرى أدوار انتهت، وآليات دعم وتوزيع فقدت وقودها، وارتهانات ورهانات داخلية وخارجية أتت بهم وبنوا مواقعهم على أساسها، لكن المصالح تصادمت ببعضها ضمن جماعة كل منهم كما يقولون. الآن، كل هذا انتهى.
وتابع نحاس:”ما كان قائما انتهى، ولذلك نحن الآن في صلب مرحلة انتقالية. يصبح السؤال: هل هناك من يديرها أو أنها متروكة تنزلق على غاربها؟ إلى أين تتجه، وكيف يجب توجيهها؟
تعاملنا مع وجهة ومآل المرحلة الانتقالية التي دخلنا فيها ينطلق من معرفة الواقع الذي انتهى، ومن الجرأة اللازمة لتأسيس ما لا يعرفه الناس أو ربما نسوه، ومن قرار متحرر من الأطر المرسومة لكل منا، طائفيا وطبقيا واجتماعيا ومناطقيا.
هم زعماء طوائف. نحن لسنا طوائف. الطوائف كائنات خائفة ومخيفة، أي أنها عدوانية بطبيعتها، دفاعا عندما تكون ضعيفة، وهجوما عندما تشعر بأنها قوية، وهي لم تكن مرة قوية، كونها محكومة بحسابات دول الخارج، ورضى هذا الطرف وزعل طرف آخر، محاصرة طرف ودعم طرف آخر. حتى مرجعياتهم ضاقوا بهم.
نحن مواطنون ومواطنات، ولا أقصد حركتنا السياسية فقط، بل آلاف الناس الموجودين اليوم هنا، ومئات الآلاف الموجودين في بيوتهم، الذين يتنازعهم شعوران متناقضان: اليأس والتمرد.
رسالتنا اليوم بسيطة وواضحة: لن نرضى بعد اليوم أن نكون مفعولا بنا، بل سوف نكون فاعلا، على الأقل في ما يخصنا، على أرضنا، وسوف نحاول جاهدين أن نكون مؤثرين في محيطنا، ونحن قادرون.
نحن، كلبنانيين، قادرون بكفاءاتنا التقنية والإعلامية والمالية والعسكرية والعلمية، بالمقيمين وبالمهاجرين، أن نجلس الى طاولة المفاوضات، بدل أن نكون أحد الأطباق التي يجري التفاوض عليها. الشرط الوحيد لذلك هو أن نكون حاضرين كدولة فعلية، لا كطوائف. الطوائف ليست إلا أطباقا على موائد تفاوض الدول، أو شوكة يستعملها طرف لينغز طرفا آخرا. لسنا الأقوى، ولسنا الأحصن، ولكن لدينا مصلحة حيوية ويحسب لنا حساب. هكذا يكون العمل السياسي مع الخارج، كل الخارج، لصالح المجتمع، المجتمع الحقيقي، كل المجتمع، بدل الارتهان والتسول من الخارج والارتهان له، وبدل العنتريات الوهمية في الداخل التي تفضي إلى المخاطر.
مشروعنا سهل وواضح ومعلن، فرض التفاوض على انتقال سلمي للسلطة، إلى حكومة بصلاحيات تشريعية، لمدة 18 شهرا، يكون لديها مهمتان إثنتان: استيعاب نتائج الإنهيار، أي إدارة الأزمة بشكل عادل وهادف، ومواجهة أسبابه، أي إرساء شرعية الدولة الفعلية الوحيدة الممكنة في بلدنا، وهي الدولة المدنية.
تجمع اليوم أتى، بدءا من الدعوة التي صيغت له، ليقول العكس: لا لسلطة تحاصصية طائفية للفساد، ولا لسلطة تكنوقراطية للتمويه، ولا لسلطة عسكرية لقمع الحريات. الإدارة أساس الدولة. السياسيون في العالم ليسوا قديسين لكن في بلاد العالم توجد إدارة. وهناك حقوق وقواعد، قد لا تكون ممتازة، ولكنها قواعد فعلية ومطبقة. من ذلك، وفي مقابلها، تنبثق شرعية الدول. شرعية المكونات المزعومة لم تأت من حقوق مثبتة للناس، بل أتت من الخوف ومن تجارة المنافع والولاءات. إذا اتفق الزعماء يقومون بأي شيء وإذا اختلفوا يعطلون كل شيء.
لا توجد حلول تقنية ولا حلول أمنية. كفى متاجرة بقلق الناس وبمصائبهم. الحريات هي المحك. الشتم منبوذ لكن الغضب مشروع، الخطأ ممكن لكن الدجل ممنوع، كذلك الغباء والاستغباء.
روكز
وفي الختام القى روكز كلمة جاء فيها:” نتعهد اليوم من على هذا المنبر، ونلتزم العمل على تحقيق المطالب التي من شأنها إعادة البلد للمسار الطبيعي وتتمثل بالنقاط التالية:
1. تأليف حكومة من الاختصاصيين المستقلين مع صلاحيات استثنائية محددة ولفترة محددة، تكون مهامها الأولى تنفيذ خطة اقتصادية انقاذية وفق رؤية واضحة للنهوض بلبنان، والمباشرة ببناء بنى تحتية وتأمين حاجات المواطنين بأبسط مقومات العيش، وتنفيذ خطة مالية إنقاذية سريعة تستعيد الثقة وتضمن ودائع المودعين، وتنفيذ خطة اجتماعية شاملة تأمن إجراءات سريعة لتحمي المواطنين من نتائج الأزمة الاقتصادية.
التحقيق والتدقيق بكل حسابات الصناديق والوزارات والإدارات وكل من استلم وظيفة بالشأن العام.
2. وضع قانون انتخابي جديد تحضيرا للانتخابات النيابية المقبلة.
3. القيام بورشة عمل تشريعية لإقرار سلة من القوانين المتعلقة باستعادة الأموال المنهوبة ورفع السرية المصرفية واستقلالية القضاء واللامركزية الإدارية الموسعة لتطوير وتفعيل مبدأ الإنماء المتوازن.
4. اصلاح القضاء وإعادة تفعيل الهيئات الرقابية لمحاسبة الفاسدين وادانتهم عبر فتح كل الملفات التي تثير علامات استفهام مثل:
* القطاع المصرفي ومصرف لبنان.
* الاتصالات وأجيرو.
* الكهرباء والمشتقات النفطية.
* المرفأ المدار من لجنة خاصة مؤقتة من دون رقابة.
* مجلس الانماء والاعمار ومجلس الجنوب وصندوق المهجرين.
* القطاع التربوي.
* التوظيف العشوائي في الإدارات.
* الضمان الاجتماعي والجمعيات الوهمية وغير الوهمية.
* النافعة وتلزيمات الأشغال.
* التهريب عبر المعابر غير الشرعية.
* الأملاك البحرية والنهرية.
* المساعدات والهبات والمكرمات السياسية.
* موازنات الوزارات.
* النفايات والكسارات.
إن هذه العناوين غير بعيدة وغير صعبة ان تتحقق اذا كانت الإرادة موجودة والكف النظيف هو من ادار اللعبة. هذا من الممكن ان يكون واقع لبنان: دولة رعاية وقوانين.
الخيار بين ايديكم ولطالما المسؤولين عنكم غير قادرين ان يشتغلوا وينجزوا، انتم المسؤولين عن انتخاب وجلب الأشخاص الذين بقدرتهم ان يشتغلوا وينجزوا “من دون اذن فلان أو علتان”.
أيها اللبنانيات واللبنانيون،
لتأمين ديمومة ونجاح هالثورة، علينا العمل سويا لوضع برنامج متكامل واضح ومنطقي، وقابل للتنفيذ ضمن مهل محددة، نتكل فيه على رؤية ابنائنا بالداخل من اصحاب الكفاءات وبالخارج من اصحاب الخبرات، والأفكار موجودة والدراسات حاضرة…
يجب ان نركز على قدراتنا الداخلية من دون ان ندخل بصدام مع الخارج، ومن دون تموضع، ومن دون تزلف، وبعلاقات واضحة شرقا وغربا مع احترام سيادتنا الوطنية التي من الممنوع ان نساوم عليها لأي سبب كان، وتحت أي ضغط كان، ومقابل أي اغراءات ممكنة”.
وختم: “دقت ساعة الحقيقة لتنطلق مسيرة التغيير، فلنوحد كلمتنا وهدفنا لمواجهة هذا الواقع الأليم حتى نساهم بولادة لبنان الوطن والدولة الحامية والراعية والرادعة!
وللقابعين بالسلطة وحماة الفساد، “ويلكم من غضب الشعب المظلوم والمقهور”…
الشعب الذي ينذل بالطوابير على ابواب المصارف، وابواب الافران، وابواب المستشفيات، وأمام محطات البنزين… الشعب الذي يفكر بلقمة عيشه وبتأمين الشمعة لمواجهة العتمة المفروضة عليه، وبمستقبل اولاده وكيف يعلمهم في هذه الظروف.
ولهذه السلطة نقول: “يوم الحساب آت! فلا تلبسوا الحق بالباطل، ولا تكتموا الحقوانتم تعلمون، لأن الحق وحده يحرركم من أخطائكم بحق الشعب والوطن!”
اما لأصحاب الارادة الحقيقية بالتغيير، نحن سويا لن نركع ولن نقبل المهادنة حتى بلوغ النصر بتحقيق لبنان الآتي، ومن يشكك بعنادنا وإصرارنا على تحقيق الانتصارات، فلينبش التاريخ ليعرف من نحن”.
الوكالة الوطنية