مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر النائب السابق نضال طعمة في تصريح أن “الحديث عن حياد لبنان، يعيد النقاش السياسي في البلد إلى المنطلق السيادي، ولا يعني ذلك في حال من الأحوال، تخلي لبنان عن موجبات التزاماته الهوية العربية، ومواجهة الأخطار الصهيونية، واحترام الدستور اللبناني. فماذا يمكن أن يعني الحياد؟”.
أضاف: “لكي ندرك ماذا يعني الحياد ينبغي أن نعرف عما يجب أن يكون هذا الحياد. لبنان لا يمكنه بطبيعة الحال، وبسبب ظروفه الاقتصادية، أن يكون طرفا في الصراع العربي العربي، وبخاصة أن أبناءه ينتشرون في البلدان العربية يعملون ويسترزقون، وتربطهم العلاقة الجيدة مع أهل البلدان التي يعملون بها، ومع السلطات الحاكمة فيها. فلماذا سينصر لبنان بلدا على آخر؟ وماذا يستفيد من ذلك؟ ومن يعوض الأثر السلبي على أبنائه؟”.
وتابع: “لبنان بلد يتنفس اقتصاديا من رئة السياحة، والأخوة العرب بعامة، وخصوصا أبناء الخليج العربي، اعتادوا أن يجدوا فيه ملاذا لأسباب متنوعة. فمن المستفيد من مقاطعة هؤلاء للبنان؟ وإن سياسة البحث عن موارد أخرى غير السياحة أمر مشروع وضروري ومهم. ولكن تطيير هذا القطاع مع مردوه الذي يمكن أن يساعد اللبنانيين قضية لا تقبل إطلاقا”.
ولفت الى “أن قوة لبنان، تكمن في تبنيه الحق، رغم إمكاناته المتواضعة، عسكريا واقتصاديا. وطالما تغنى قسم كبير من اللبنانيين، وهذا حق، بقدرة المقاومة وانجازاتها في وجه العدو الإسرائيلي، فإن قوة المقاومة كانت تستمد من الحق. من أجل ذلك كانت هالتها أقوى من أصوات كثيرة لها وجهات نظر أخرى”.
وقال: “اليوم المطلوب من جمهور المقاومة، ومن قادة المقاومة، إجراء حوار موضوعي مع مكونات المجتمع اللبناني كافة، لدراسة جدوى التدخل في أكثر من ساحة عربية. وربما استطاعت المقاومة من خلال هذا الحوار إقناع الآخرين بوجهة نظرها. ولكي يكون الحوار حوارا ينبغي أن ينطلق من تكافؤ لا استقواء، ومن عدالة لا قوة”.
وختم طعمة: نأمل أن يتمكن البلد من تجاوز الدرك الصعب الذي وصل إليه، وأن نرى قريبا نتائج ملموسة تسهم في استعادة البلد للثقة المفقودة، لكي نستطيع معا أن نواجه التحديات الكبيرة التي تعصف بالبلد”.