
مجلة وفاء wafaamagazine
لا يزال البطريرك بشارة الراعي مصمماً على طرحه لفكرة الحياد مشددا ان ما يطالب به هو «حياد ايجابي» ضمن التوافق الداخلي والذي يؤدي الى ترتيب العلاقات اللبنانية مع البلدان العربية. وعلى سبيل المثال، في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب اختار الاخير الحياد الايجابي فعمل على الاتفاق مع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر دون ان يجعل لبنان يدفع ثمن الدخول في المحاور في حقبة سياسية دقيقة جدا ويذكر ان عهد الرئيس شهاب كان افضل عهد في تاريخ لبنان.
من جهة اخرى، ترى اوساط سياسية ان لبنان لم يرد الانخراط في المحاور ولكن لعنة الجغرافيا والتطورات التي تعصف بالمنطقة جعلته محكوماً بالظروف التي تحيطه من كل حدب وصوب؟ وتضيف هذه الاوساط ان بكركي تطالب بالحياد لان ميزان القوى ليس لصالحها او الخط التي تدعمه ولذلك لو كانت بكركي والاحزاب التي أيدتها تملك من نفوذ واسع لما دعت الى حياد لبنان. من هنا بما ان ميزان القوى يميل الى طرف اخر في المعادلة اللبنانية، رفع البطريرك الراعي الصوت عاليا متمسكا بالحياد كحل وسط في الداخل اللبناني حيث لا يجب ان يكون هناك غالب ومغلوب اذا كانت هناك نية حقيقية في بناء دولة سليمة وفي تعايش مشترك وفقا لاوساط مقربة من بكركي.