مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، وتساءل، خلال العظة، “ألا نشعر بأننا في بيْت منقسم على ذاته، في ساحة يتصارع فيها أطرافٌ، كلٌّ يسعى إلى مصلحته وما يناسب عشيرته أو قومه أو حزبه؟”.
وقال: “يظنّون أن الغلبة ستكون للأقوى، غير عابئين بمصير الوطن والمواطن ولقمة عيشه”، سائلاً: “لمَ لا نتعلم من التاريخ؟ لم لا نتعظ من الصّراعات والحروب التي عاشها هذا الوطن؟ فلم لا نحمي وطننا بالنظر إلى الداخل لا إلى الخارج، وننْصرف معا إلى بناء دولة موحدة قوية بأبنائها، غنية بطاقاتهم، فخورة بمحبتهم لها وانتمائهم إليْها وحدها؟ لم لا نبعد أنفسنا عن كلّ ما يضرّ بنا وبوطننا؟”.
وتابع: “حرامٌ تقديم المصالح الخاصة على مصلحة الوطن والشعب”. وشدد على أن “اللغة العدائية مرفوضةٌ في وقت علينا فيه الاتّفاق والإالتفاف حول فكرة الوطن الواحد الحرّ المستقلّ، الحاضن لأبنائه كلّهم”.
وقال: “مطلوبٌ من حكامنا التقليل من الكلام والنظريات، وعوض البكاء على ما وصلْنا إليه، الإنصراف إلى العمل الدؤوب، والبدء بسلسلة إصلاحات تطمئن الشعب وتعيد ثقة الداخل والخارج بلبنان”.
وختم كلمته في الشأن السياسي بالقول: “محزنٌ ما سمعناه من أحد المسؤولين الذي نصحنا بمساعدة أنفسنا كي يساعدنا الآخرون، وكأنه يقول لنا اعملوا شيئا لمصلحة وطنكم قبل استعْطاء عطف الآخرين”.
وفي سياق “كورونا” في لبنان، أسف عودة لأن “الفيروس عاد للانتشار بيننا، وأصبح يشكل خطرا داهما على مجتمعنا. هذا لأن بعض اللبنانيين لم يدركوا خطورته واستهانوا به ولم يتبعوا إرشادات الأطباء وتحذيراتهم. لذا أتمنى من جميع أبنائنا ومن جميع اللبنانيين اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل الحفاظ على صحتهم وصحة الآخرين، لأن حياتنا أمانة غالية، علينا احترامها والمحافظة عليها. ومن أسمى علامات المحبة الحفاظ على صحة الآخرين وعلى حياتهم. بالإضافة إلى أننا جميعا نرزح تحت أعباء ثقيلة ولسنا بحاجة إلى المزيد. فلنوفر على أنفسنا وعلى وطننا وعلى مستشفياتنا أعباء كلنا بغنى عنها، ولنحافظ على نظافتنا وعلى المسافة الآمنة، ولنتجنب كل ما يمكنه التسبب بالعدوى لنا وللآخرين”.
الجمهورية