الأربعاء 17 تموز 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
لعل الخبر المفرح في عتمة الجلسة النيابية الباهتة وغير المثيرة لحماسة اللبنانيين واهتماماتهم الغارقة في الهموم المعيشية وفي تداعيات بعض بنود الموازنة، تمثل في ارتفاع السندات الحكومية اللبنانية المقومة بالدولار بعد تقارير مفادها أن السعودية تستعد لدعم لبنان في ظل التحديات التي يواجهها اقتصاده كما قالت وكالة “رويترز”.
وارتفعت إصدارات سندات 2024 و2025 و2027 أكثر من 0.8 سنت للدولار بعدما أشار رؤساء الوزراء السابقون نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام إلى أن السعودية ربما قدّمت دعماً جديداً للبنان المثقل بالديون.
أما الموازنة التي تتعرض للتشريح والنقد، وبعض الرفض، فتبدو محاصرة بالشارع والضغوط التي تتمثل اليوم في اضراب عام في كل الادارات دعت اليه الهيئة الادارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، وهو لن يقتصر على يوم واحد، وربما تحوّل اضراباً مفتوحاً في حال اقرار بنود يعتبرها الموظفون مجحفة بحقهم. وكان الأبرز أمس تحرك قدامى العسكريين الذين سدوا المنافذ المؤدية الى ساحة النجمة بعض الوقت. وأفيد ليلاً عن استمرار اعتصام حراك العسكريين المتقاعدين في ساحة الشهداء، وأعلن عدد من المعتصمين الاستمرار في اضرابهم المفتوح عن الطعام الذي كانوا بدأوه مساء الاثنين.
واذا كانت مداخلات النواب التي تستمر أياماً ثلاثة تشهد مزايدات وبعض التكرار الكلامي الذي يمحي لحظة التصويت على الموازنة المضمونة العبور الآمن في الهيئة العامة، فإن حزب “القوات اللبنانية” الذي كان اعلن انه سيصوت على بنود دون أخرى، يتجه الى عدم التصويت أو التصويت ضدها، خصوصاً في ضوء المواجهة الكلامية بينه وبين الرئيس سعد الحريري التي احتدمت أمس.
وتركز الاهتمام على المخرج لقضية قطع الحساب، إذ أعلن الرئيس نبيه بري صباحاً عن انعقاد جلسة لمجلس الوزراء لاحالة قطع الحساب الذي لا يمكن من دونه نشر الموازنة بعد اقرارها، ليعود أدراجه فيعلن في الجلسة المسائية أنه “وصلني اقتراح حل لقطع الحساب وبالتالي لا جلسة لمجلس الوزراء واعتذر عن كلام الصباح”.
واذا كان الحريري لاذ بالصمت صباحاً، فلعلمه بأن الوزير سليم جريصاتي ممثلاً رئيس الجمهورية حمل اقتراح حل إلى بري يقضي بإعطاء الحكومة مهلة ستة أشهر اضافية لانجاز قطوعات الحسابات على ان يصوت مجلس النواب على الصيغة المقترحة الخميس. وقال الحريري: “كل شي بيجيب التوافق نحنا منمشي في”، فيما أبدى نواب اعتراضهم على الاقتراح، وقال النائب هادي أبو الحسن: التوصية التي تدعو إلى التمديد ستة أشهر لقطع الحساب مخالفة للدستور وهروب من انعقاد مجلس الوزراء وبالتالي التعطيل.
وقال الخبير الاقتصادي غازي وزني: “إن تمرير الموازنة من دون قطع حساب يتطلب إجراء تعديل في المادة 87 من الدستور”، مؤكداً أن “المادة الدستورية أقوى من المادة القانونية”. لكنه لفت إلى أن مثل هذا الأمر “يمرّ في السياسة وليس في القانون، ففي لبنان يحضر الاجتهاد دائماً”.
تحركات شارعية أخرى
من جهة أخرى، بدا الشارع اللبناني مثقلاً أمس بتحركات فلسطينية وصدامات مع سوريين. فقد استمرت التحركات الفلسطينية الرافضة لقرار وزارة العمل تطبيق الانظمة اللبنانية على العمال الاجانب. وشهدت المخيمات تحركات غاضبة، ولا سيما في عين الحلوة حيث أحرق اللاجئون اطارات مطاطية وسط إضراب عام.
وأقفل الفلسطينيون المداخل الرئيسية للمخيمات في صور والمية ومية، بينما فضلت مخيمات بيروت المشاركة في تظاهرة من الكولا الى وسط بيروت، إلا أن القوى الامنية منعتها من الوصول بالاجراءات الامنية التي ترافق انعقاد مجلس النواب لمناقشة الموازنة العامة. ورفعت التظاهرات، التي أيدها وزراء لبنانيون ومجموعات أخرى، شعارات رافضة للانصياع لقانون العمل اللبناني، ورابطة بين الاجراءات القانونية و”صفقة القرن”.
ودعت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في مخيم الجليل في بعلبك “الى الوقوف جنباً الى جنب في التعبير عن هموم ومظلومية شعبنا. لذلك سيكون برنامج تحرك يومي تعلن عنه الفصائل واللجان الشعبية بدءاً من الاربعاء (اليوم). وليكن شعارنا اللبناني أخو الفلسطيني وانها لثورة حتى النصر”.
الى ذلك، تشهد مزيد من المناطق اشكالات مع لاجئين سوريين، فقد حصلت في خراج بلدتي رياق ورعيت في قضاء زحلة اشكالات متنقلة بين عدد من افراد العشائر العربية والنازحين السوريين ونتج من الاشكالات احراق عدد من الخيم للنازحين وباشر فوج التدخل السادس في الجيش اللبناني التدخل وضبط الوضع في المنطقة وأوقف العشرات من الأشخاص.
وفي المنصورية في المتن الشمالي حصل إشكال بين لبنانيين وسوريين وتطور إلى إطلاق نار بين الطرفين، وقطع شباب المنصورية الطريق باطارات مشتعلة. وطالب الأهالي البلدية “بتنظيم الوجود السوري ضمن نطاقها فلا تصل الامور الى ان يدافع كل شخص عن حقه والبلدية غائبة عن كل ما يدور في ما يتعلق بهذا الملف”.
النهار