الرئيسية / محليات / mtv تستميت من أجل الفتنة… والإعلام الخليجي يجرّ ذيول الخيبة

mtv تستميت من أجل الفتنة… والإعلام الخليجي يجرّ ذيول الخيبة

مجلة وفاء wafaamagazine 

تحت عنوان : mtv تستميت من أجل الفتنة … والإعلام الخليجي يجر ذيول الخيبة كتبت زينب حاوي في الأخبار 

كالصاعقة، نزل القرار النهائي المتعلق بـ«المحكمة الدولية الخاصة بلبنان» بعد إدانتها شخصاً واحداً (سليم عيّاش) وتبرئتها للبقية الذين ظلت صورهم وأسماؤهم محطّ تداول وتشفٍّ طيلة ما يقارب تسع سنوات. قرار صدر بعد 15 عاماً من إنشاء المحكمة واغتيال الرئيس الأسبق رفيق الحريري، وكان يعتقد أن صدوره سيحدث هزّة جديدة ستطال شظاياها المكونات اللبنانية، سيما بعد تزامنه مع تفجير المرفأ وما رافقه من بروباغندا واضحة المعالم في التسييس وتحميل طرف لبناني المسؤولية. منذ ساعات الصباح الأولى، انبرت القنوات اللبنانية أمس، ما خلا «المنار» و nbn، إلى مواكبة جلسات المحكمة، التي امتدت على أكثر من أربع ساعات، وبعضها خصص تغطية إخبارية وتحليلية مباشرة، ووسم الشاشة بعبارات «العدالة» كما فعلت mtv، التي دمغت عبارة «يوم العدالة» على يسار شاشتها. وبعد مرور عام على إقفالها، انبعثت «المستقبل» من جديد، وعادت استديواتها الى العمل، واستضافة الوجوه السياسية، مع تصدر شاشتها شعار: «العدالة لأجل لبنان».

 

هذه القنوات وغيرها أعدّت العدّة جيداً، لما كان متوقعاً صدوره، من إدانة لعناصر وقياديين من «حزب الله»، حتى إن بعض الوجوه التي خرجت على الشاشة، غابت لدهر ثم عاودت الظهور، كاستعانة mtv بفارس خشان، في نشرتها المسائية، أو تنقل الصحافي علي حمادة من قناة الى أخرى، من دون استراحة، عدا باقي الضيوف المندرجين ضمن صفوف الرابع عشر من آذار. لكن كما يقول المثل: «حسابات الحقل لا تنطبق على حسابات البيدر»، إذ قرابة الساعة الخامسة الا ثلثاً، أصدرت المحكمة قرارها، بعدما أكدت أن لا ضلوع لسوريا ولقيادة «حزب الله» في جريمة الحريري، ووجهت اتهامها صوب عياش، وأسقطتها عن باقي رفاقه.

 

في هذا الوقت، بدأت السوشال ميديا تتفاعل مع هذا القرار، وتتصدر الوسوم موقع تويتر، في مسار ساخر من القرار، بعدما حكم التشنّج عالياً هذه المنصات، وكاد يشبه حرباً أهلية افتراضية، فيما خرج المراسلون الميدانيون وراحوا يتنقلون بين وسط بيروت ومنطقة «الطريق الجديدة»، معقل «تيار المستقبل» علّ بعضهم يلتقط ماراً غاضباً، يشعل بعضاً من الفتنة.

 

مرة أخرى، خاب ظنّ بعض وسائل الإعلام، في تأجيج الفتنة الأهلية، لما لاقته من عقلانية في الشارع، رغم عدم رضى كثيرين عن القرار أو حتى السخرية منه. مرة جديدة، أسقطت الفتنة التي كان يُعدّ لها، في الشارع، بعيد النطق بالقرار، وعادت القنوات خائبة تبحث فيها عن زاوية تحريضية، تستكمل فيها هجومها على «حزب الله». فكان عنوان قناة «المرّ» واضحاً في هذا المجال. بعدما نشرت على موقعها الإلكتروني: «المحكمة الدولية خيّبت كثيرين: هل انتحر الحريري؟» (عادت وغيّرت العنوان إلى «كيف علّق اللبنانيون على قرار المحكمة الدولية؟»)، استكملت في نشرة أخبارها المسائية، محوّرةً القرار القضائي، إذ أوردت أنه في مضمون القرار، «الجريمة سياسية ولسوريا مصلحة في الاغتيال»، وأن عياش «شخص مدان ينتمي الى حزب الله »، فيما بقي «المنفذون والمخططون والمشاركون» خارجاً لغياب صلاحية المحكمة في هذا الأمر! ولفتت الى أن تبرئة المتهمين لا تعني «إخراجهم من دائرة الاتهام»، وطالبت «حزب الله» بتسليم المدان، والا فـ«سيثبت أنه لا يؤمن سوى بعدالته».

 

على ضفة مقابلة، ركزت lbci على ما بعد صدور القرار، وانتماء عياش الى «حزب الله » وسألت: كيف سيجلس الحزب مع الحريري إلى الطاولة عينها، في وقت لم تجد فيه «الجديد» سوى السخرية من المحكمة وقرارها، والأموال التي دفعت طيلة هذه السنوات لإنشائها وتمويلها.


خليجياً، انسحبت ذيول الخيبة على منصاتها، بعدما أعدّ بعضهم عدّته للمواجهة. ومع هذه الخيبة ظلت «العربية» مثلاً، تصرّ على إقحام «حزب الله » في الجريمة، علماً بأن المحكمة لم تشر الى ذلك. وكررت القناة مرات عديدة ما قاله الحريري في لاهاي، عن ضرورة «تضحية حزب الله بعدما اتضح أن المتورطين في الاغتيال من صفوفه»، كما حديثه لصحيفة «تيلغراف» البريطانية عندما قال إن «لبنان دفع ثمناً باهظاً بسبب أفعال حزب  الله الذي لم يجلب للبنانيين سوى الحرب والعقوبات والمعاناة». كذلك، استخدمت الشبكة السعودية تقنية الأبعاد الثلاثية المدمجة بالواقع، في تقريرها، ضمن محاكاة لكيفية حدوث عملية اغتيال 14 شباط من العام 2005، فيما ظلت «الجزيرة» تبسط يديها في منتصف الطريق، وتضع الحدث ضمن كفتيّ حدوثه وتبعاته ومسار المحكمة، وبين مواقف «حزب الله» من المحكمة.


هكذا، باختصار، ارتسم المشهد الإعلامي، الذي كان يُستعَد له منذ أسابيع، وحُشد له بعد تفجير المرفأ، في محاولة لتأجيج الشارع وإشعال الفتنة كيفما كان، فأتى القرار مخالفاً لسفنها، في الشارع وفي لاهاي، ولم تجد ما تستثمر به في السياسة سوى احتساب مزيد من الخيبة والاستسلام لهذا الواقع أمامها!