مجلة وفاء wafaamagazine
لفت وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، الى أن “الإنفجار في مرفأ بيروت الى الى دمار ساحق والى خلق حالة مزاجية يوجد فيها طلب على المستوى العام للتغيير”، معتبرا أن “الإنفجار أظهر مشاكل أكبر في لبنان. القادة يتجاهلون مسؤوليتهم لتلبية احتياجات الناس وتجاهلوا المطالبات بالإصلاحات الأساسية ومنها الشفافية والمساءلة التي نطالب بها نحن وأصدقاء لبنان الآخرون، ووضع حد للفساد الذي أصبح متفشيا”.
وشدد هيل خلال إحاطة إعلامية، على أنه “لا يمكننا إصلاح ذلك من الخارج. يتعين على القادة اللبنانيين إظهار الإرادة والالتزام السياسيين للقيام بذلك، وكانت هذه رسالتي الرئيسية خلال الزيارة التي قمت بها الى لبنان وهي أننا سنكون جاهزون للمساعدة الإنسانية الطارئة. ولكن بالنسبة لنوع المساعدة الكبيرة التي يطلبها اللبنانيون من أجل إعادة هيكلة مواردهم المالية واقتصادهم، فسوف يتطلب الأمر قيادة ملتزمة بهذه الإصلاحات العميقة”، كاشفا أنه “بينما التقيت بكل القادة والسياسيين الذين يجب أن ألتقي بهم، بصراحة كانت اللقاءات الأكثر فائدة هي تلك مع المجتمع المدني، مع قادة الاحتجاج الذين طلبوا مقابلتي للتعبير عن آرائهم”.
وأشار الى أنه “فيما يتعلق بحزب الله والإصلاحات، ينصب تركيزنا على الإصلاحات نفسها: الحصول على حكومة تكون في الواقع قادرة على معالجة أنظمة الحوكمة المختلة التي كانت قائمة طوال هذه السنوات، والتي كان حزب الله إلى حد كبير جزءا منها وهذا اختلال وظيفي يزدهرون على أساسه ويساهمون فيه لأنه يسمح لهم بالتصرف كدولة داخل دولة. ولذا إذا رأينا حكومة ملتزمة حقا وقادرة على تنفيذ هذه الإصلاحات الشاملة بحيث تكون هناك بالفعل دولة مسؤولة وخاضعة للمساءلة أمام الشعب، وتستجيب في تلبية احتياجات الناس، فسنكون جاهزون للمساعدة”، مضيفا: “قد يكون حزب الله جزءا من الحكومة وقد لا يكون كذلك. لقد كانوا في الحكومات الماضية. لقد تمكنا من التعامل مع الحكومات في الماضي مع وجود عنصر حزب الله، ولكن السؤال هو ما إذا كانت ستكون الحكومة قادرة حقًا على إجراء إصلاحات”.
ورأى هيل أن “الإصلاحات تتعارض مع مصالح جميع قادة الوضع الراهن وهذا يشمل إلى حد كبير حزب الله، الذي يُنظر إليه اليوم على أنه جزء كبير من المشكلة. وأعتقد أن الناس بدأوا يدركون أن حزب الله هو أيضا جزء من نظام فاسد يخدم مصالحه الذاتية. الآن إذا كانت حكومة يسيطر عليها حزب الله أو لها وجود لحزب الله فيها، فهذه هي الاختلافات التي يتعين علينا فحصها عن كثب. لكن ما نركز عليه حقا هو هل ستكون حكومة قادرة على تنفيذ ما يطالب به الشعب اللبناني من حيث التغيير”.
وعن التقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة كانت على علم بوجود نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، قال: “ليس لدي أي تعليق حول ذلك. لكن فيما يتعلق بالوضع الآن في المرفأ، نحن في انتظار نتائج التحقيق”، جازما على أنه “من المهم التركيز ليس فقط على اللحظة المباشرة التي حدث فيها الانفجار، ولكن على ما حدث على طول الوقت. من يتحكم بالفعل في أجزاء مختلفة من المرفأ؛ كيف وصلت هذه الحمولة من نترات الأمونيوم إلى الميناء اولكثير من الأسئلة التي نحتاج نحن واللبنانيون وغيرهم إلى إجابات لها قبل أن نتمكن من استخلاص أي استنتاجات”.
من جهة أخرى، جدد هيل تأكيده “أننا نرحب ترحيبا حارا بحكم الإدانة الصادر عن المحكمة الدولية الخصاة بلبنان. سليم عياش هو ناشط معروف في “حزب الله” وسوف ندعو الحكومة اللبنانية إلى تقديم عياش إلى المحكمة حتى يتمكنوا من تنفيذ الحكم”.