الاحد 28 تموز 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
إن كنت من محبي الحياة البرية والطبيعية، وإن كنت من الذين يدافعون عن حقوق الحيوانات في كل مكان، إذاً لا بدّ أنك سمعت بمحمية «سيلوس جام» في تانزانيا، أكبر محمية للحيوانات في العالم. وربما كذلك تعرف أنها ليست فقط الأكبر، بل هي أقدم المحميات الطبيعية وأكثرها تنوعاً أيضاً.
وبعد كل هذه المعلومات «الموجزة» عن هذه المحمية، لا بدّ أنك أصبحت تتمنى زيارتها في أقرب وقت. ولكن انتظر حتى تعرف باقي ما لدينا حول محمية «سيلوس جام»، وترى صورها الساحرة والخاطفة للقلوب.
كل شيء بخصوصها.. سـاحـر
سُميت محمية «سيلوس جام» بهذا الاسم، تكريماً للناشط البيئي الشهير، البريطاني «فريدريك سيلوس»، الذي كان قد لقي مصرعه على أراضيها خلال العام 1917. كما أنها كانت المكان المُفضل للمستكشف ورسام الخرائط الأسكتلندي «كيث جونستون»، الذي هو الآخر عاش أيامه الأخيرة هناك حتى توفي في العام 1879 من القرن التاسع عشر. وغيرهم الكثيرون من العلماء والمستكشفين والمدافعين عن الحياة البرية، الذين سحرتهم هذه المحمية واعتبروها من بين أهم المحميات في العالم. حتى أن منظمة الـ«يونسكو»، صنفتها بالعام 1982، من بين مواقع التراث العالمي.
أكبر محمية للحيوانات في العالم..
ووفقاً لشبكة الـ«سي أن أن CNN» الأمريكية، فإن ما يجعل محمية «سيلوس جام» أكبر محمية للحيوانات في العالم، ليس فقط مساحتها الشاسعة التي تعرف بأنها أكبر من «سويسرا»، والتي تقدر بـ54 ألفاً و600 كيلومتر مربع، بل وأيضاً لكونها المحمية الأكثر تنوعاً في الحياة البريّة، والتي تعرضت لأقل تدخل بشري على الإطلاق. فهي تضم واحدة من أكبر مجموعات الفيلة الأفريقية المهددة بالانقراض، كما أنه يعيش فيها أكبر عدد من الأسود المفترسة على مستوى محميات العالم.
ويوجد في المحمية، عدد من حيوانات الـ«سافانا» النادرة جداً، مثل أفراس النهر، الكلاب البرية الأفريقية، الجواميس والتماسيح. ويعتبر هذا القسم تحديداً، المكان الذي يضم أكثر عدد من هذه الحيوانات من أي محمية حيوانات أفريقية أخرى أو حديقة وطنية على مستوى العالم.
ولأن محمية «سيلوس جام»، تعتبر من أقل النظم البيئية التي تدخل فيها الإنسان، فهي تحتوي على منطقة عازلة، لا يُسمح لأي أحد بدخولها أو الاقتراب منها، سوى لأشخاص معينين وبشكل مؤقت فقط، كما أنه يُمنع بتاتاً تشييد أي مبانٍ مهما كانت وظائفها في تلك المنطقة، المسؤولة عنها بشكل مباشر، وزارة الموارد الطبيعية والسياحة في تنزانيا.
طبيعة مدهشة على طول المساحات الشاسعة..
الكيلومترات المربعة الـ54 ألفاً و600، تضم عدداً من أجمل المناطق الطبيعية في القارة السمراء، والتي تعد جاذبة للسياح من كل مكان. حيث يقع ضمن حدود المحمية، نهر «روفيجي» الذي يصب مباشرة في المحيط الهندي، قبالة سواحل جزيرة «مافيا». بالإضافة إلى وادي «ستيجلر جورج» الشهير، الذي يبلغ عمقه حتى القاع ما يزيد على الـ100 متر. إلى جانب وجود غابات «ميومبو» الكثيفة. ناهيك عن التنوع الطبيعي المذهل للأشجار والمستنقعات الحيوانات البرية المختلفة التي نراها في كل أرجاء محمية «سيلوس جام».
مشروع المصور الأمريكي «روبرت روس»..
طوال 4 أعوام كاملة، عاشها في محمية «سيلوس جام» وحتى العام 2016، التقط المصور الأمريكي الشهير «روبرت روس»، أكثر من 100 ألف صورة مختلفة للحياة البرية في هذه المحمية. وبعد انتهاء فترة إقامته هناك، جمع كل هذه الصور في كتاب واحد أطلق عليه اسم «سيلوس أفريقيا: طريق طويل من أي مكان». وفقاً لشبكة الـ«سي أن أن» الأمريكية.
وفي لقاء سابق، سرد «روس» قصة المشروع وكيف بدأ بالأمر. مشيراً إلى أنه في بداية رحلته التي جاءت بطلب من إحدى المجلات لالتقاط عدد من الصور ثم العودة، والتي كان من المفترض أن يظل هناك لعدة أسابيع فقط، تغير كل شيء في حساباته، بعد أن استكشف جزءاً صغيراً وبسيطاً من محمية «سيلوس جام».
وشدّه جمال وسحر المكان، أمضى 4 سنوات من حياته في تصوير كل شيء تقع عليه عيناه. ويقول إنه أدرك أن للمحمية «جمال غير ملموس»، لكنه لا يمكن أن لا يشعر فيه الشخص في ذلك المكان. وهذا ما قاده إلى إنجاز مشروعه، ووضعه في كتاب نال انتشاراً واسعاً في العالم.