الأحد 28 تموز 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
يبدو ان بيان قيادة الجيش الذي وضع النقاط فوق حروف الحقيقة المتصلة بالحادث الجديد الذي حصل في بلدة البساتين في عاليه لم يرق الحزب الديموقراطي اللبناني، لانه ادرج الحادث في حجمه الطبيعي من خلال صدام بين مواطن في حالة السكر وحراس منزل الوزير صالح الغريب ادى الى إصابة المواطن المخمور برصاص الحراس ونقله الى المستشفى.
لذا اتخذ الاصرار على اتهام الحزب التقدمي الاشتراكي بتدبير الحادث وتوزيع فيديو عنه رغم اعلان الاشتراكي ان المواطن المعني لا ينتمي الى صفوفه طابعا تصعيديا جديدا يبرز مرة جديدة خطورة المجريات التي تعد لمنطقة الجبل خصوصا والوضع الداخلي عموما.
اقترن ذلك برفض جديد لرئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان للحل المقترح من رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط بإحالة مزودوجة لحادثي البساتين والشويفات على المجلس العدلي اذا اقتضت نتائج التحقيقات هذه الإحالة الامر الذي اعاد اثارة التساؤلات الكبيرة عما يراد لازمة الصدام الدرزي الدرزي ان تنتهي اليه وهل ثمة خطة اوسع واخطر تتصل فعلا باستعادة سيناريو تكرر الحديث عنه اخيرا وهو سيناريو كنيسة النجاة لتطويق ومحاصرة وليد جنبلاط والحزب الاشتراكي والذي تحدث عنه اخيرا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وقبله الوزير وائل ابو فاعور؟
والواقع ان حادث البساتين الجديد امس لم يكن بالحجم الذي يثير القلق لولا لم تكر سبحة المواقف الاتهامية من جانب الحزب الديموقراطي رغم صدور بيان توضيحي عن الجيش ورغم نفي انتماء المواطن الذي حصل الأشكال معه او بسببه الى الحزب الاشتراكي.
وغداة الكلمة الذي كان القاها الامين العام لـ”حزب الله “السيد حسن نصرالله متضمنة دعما قاطعا لموقف ارسلان لم يعد غريبا ان يرتسم السؤال الاكبر الذي يتجاوز التفاصيل وسواها من الوقائع بل لم يعد مبالغا فيه التساؤل عن مصير الحكومة كلا وتاليا عن الوجهة التي تنزلق اليها البلاد في ظل اختصار مجمل الاوضاع الدراماتيكية التي تعيشها البلاد وحشرها في زاوية تحكيم كلمة فريق سياسي وفرضها على الجميع والا لا مجالس وزراء ولا حكومة ولا دولة ولا من يحزنون! هذا السؤال الكبير والخطير بات يتردد على كل السنة السياسيين كما المواطنين في ظل معاندة غريبة وغير منطقية اطلاقا في فك أسر جلسات مجلس الوزراء وفصلها عن ازمة حادث البساتين بما يثبت ان تداعيات هذا الحادث تجاوزته كما تجاوزت اللاعبين المباشرين على ساحته وباتت تحت قبضة من يوظفون الساحة اللبنانية كلا ويتحكمون بمصيرها لمصلحة ارتباطات اقليمية وحسابات لا تخفى على احد
غير ان الأدهى من توظيف هذا الحادث والنفخ المتواصل في ناره والتحريض لإذكاء الحساسيات المختلفة عبره يتمثل ايضا في مواكبة تصعيدية اخرى تتصل بتعليق الموازنة لدى رئاسة الجمهورية في وقت بدأت تتصاعد معالم احتقانات سياسية خطيرة بسبب هذه الخطوة وما تتسبب به من توتر مع مجلس النواب ورئيسه من جهة وزيادة الارباكات امام الحكومة ورئيسها من جهة اخرى.
وبدا لافتا في هذا السياق ان أصواتا من جهتي كتلتي التنمية والتحرير والمستقبل بدأت تتصاعد حاملة مواقف جديدة بنبرات تحذيرية مباشرة حيال تداعيات تعليق الموازنة تصب كلها في خانة تحميل التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل التبعة والمسؤولية عن هذا التطور.
واذا كان أعضاء في كتلة الرئيس نبيه بري بدأوا التحذير من مغبة التنكر لاقرار مجلس النواب الموازنة حسب الاصول كما اسقاط مبدأ احترام حق الناجحين في مجلس الخدمة المدنية في التوظيف لاحقا فان ابرز المواقف اطلاقا التي استوقفت المراقبين السياسيين امس كان موقف عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر الذي ذهب للمرة الاولى الى دعوة الوزير جبران باسيل الى “التعقل” مؤكدا ان باسيل لا يمكنه فرض ارادته على الكتل النيابية الاخرى غير كتلته وحذره بنبرة غير مسبوقة قائلا “لقد نفذ صبرنا”.
المصدر: النهار