الرئيسية / سياسة / غريب التقى الوفد النيابي اليساري الاوروبي: لحكومة نابعة من ارادة الانتفاضة مهمتها الاساسية تغيير قانون الانتخابات ولا حياد لاننا جزء من الصراع وفي قلب المنطقة

غريب التقى الوفد النيابي اليساري الاوروبي: لحكومة نابعة من ارادة الانتفاضة مهمتها الاساسية تغيير قانون الانتخابات ولا حياد لاننا جزء من الصراع وفي قلب المنطقة

مجلة وفاء wafaamagazine

التقت قيادة الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة امينها العام حنا غريب، في مقرها في الوتوات، الوفد النيابي اليساري الاوروبي، المؤلف من خوسيه مانويل بيتيدا وسيرا اريغو، الذي يزور لبنان في اطار جولة سياسية وميدانية تضامنية اثر جريمة انفجار المرفأ.

بينيدا
بعد اللقاء، اشار بينيدا الى ان “هذه الزيارة للبنان أتت في ظروف قاسية للتعبير عن تضامننا مع ضحايا الانفجار الاليم الذي جرى في بيروت في الرابع من آب، وكذلك للاعراب عن تضامننا مع الشعب اللبناني وتضحياته خلال انتفاضة 17 تشرين”.

وقال: “ننظر بعين الريبة والشك ولدينا مخاوف كثيرة تجاه المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لانها تعزز النزعة الاستعمارية تجاه شعب لبنان وشوؤنه السياسية الداخلية”.

ورأى ان “لبنان يحتاج الى اصلاحات جذرية في بنية نظامه السياسي، ولذلك بحثنا اليوم مع الرفاق في الحزب الشيوعي اللبناني الذين يعملون على تغيير السياسة والاقتصاد في المجتمع اللبناني، من خلال التعاون مع كل قوى التغيير في لبنان”.

غريب
من جهته، شكر غريب نواب اليسار في الاتحاد الاوروبي لزيارتهم لبنان، وقال: “هذه الزيارة لها موقع تقدير واحترام من قبل الحزب كونها تأتي في إطار التضامن مع الشعب اللبناني في الدرجة الاولى في معاناته ومواجهته لهذه المنظومة السياسية، وسياستها التي أدت الى ما أدت اليه في لبنان من مآس وانهيار سياسي واقتصادي واجتماعي وصحي”.

واضاف: “شرحنا للوفد طبيعة الازمة وسماتها الاساسية التي تمر بها، باعتبار ان الازمة ليست ازمة فقط هذه المنظومة السلطوية الفاسدة، انما ازمة نظام سياسي طائفي تبعي مرتهن للخارج. هكذا طرحنا للرفاق طبيعة الازمة، من جذورها. انهيار على كل المستويات، شلل في كل المؤسسات الدستورية، إفقار، تجويع وتدمير، لم يشهد لبنان في تاريخه مثل هذه الازمة التي وصل اليها”.

وتابع: “بالاضافة الى ان الازمة هي ازمة نظام سياسي داخلي، فهي ايضا وبفعل تبعية هذا النظام، فان هذه المنظومة كشفت لبنان الى مزيد من الضغوط والتدخلات الخارجية الاميركية تحديدا والغربية ايضا. المشكلة هي في تبعية هذا النظام وفي انكشافه امام كل اشكال الضغوط”.

وأعلن انه “تم خلال اللقاء طرح موضوع المساعدات وكيفية التوظيف السياسي لهذه المساعدات”، وقال: “نرحب بكل مساعدة ذات طابع انساني واجتماعي للشعب اللبناني وهذا مطلوب، ونوجه نداء الى كل المؤسسات الدولية والهيئات والنقابات لتقديم المساعدة الى الشعب اللبناني في ظل هذه الازمة، انما في نفس الوقت نرفض استخدام المساعدات لمزيد من التدخل وفرض الضغوط والتوظيف السياسي لضرب الموقع الوطني للبنان في مواجهة المشروع الاميركي الصهيوني الرجعي، وتحويل هذه الازمة باتجاه اخضاع لبنان للمشاريع الامبريالية والصهيونية والرجعية”.

واكد غريب ان “لا حل في لبنان الا بالخلاص من هذا النظام السياسي القاتل ومن منظومته السياسية المرتهنة للخارج، الحل ليس بحكومات حيادية ولا بحكومات غب الطلب بناء لتدخلات خارجية يجري تركيبها عبر تسويات دولية تفرض على الشعب اللبناني، انما الحكومة التي نريدها هي الحكومة النابعة من ارادة الانتفاضة من الداخل، حكومة وطنية انتقالية من خارج هذه المنظومة السلطوية التي أوصلت البلد الى ما أوصلته، ذات صلاحيات استثنائية بالدرجة الاولى، مهمتها الاساسية لوقت محدد تغيير قانون الانتخابات النيابية على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة، هذا هو المدخل، اضافة الى طرح مشروع انقاذي بان يتحول لبنان من اقتصاد ريعي الى اقتصاد وطني منتج يؤمن اكبر قدر ممكن من الاستقلالية في صنع القرار السياسي في البلد”.

واكد ان “المواجهة تكون بالخلاص الكامل من هذه المنظومة وسياستها، وبالتالي لا حياد. نحن جزء من الصراع، لبنان في قلب هذه المنطقة، منتصر للقضية الوطنية الفلسطينية ولكل القضايا العربية المحقة ولشعوبها. وفي هذا المجال، فان ازمتنا مرتبطة بأزمة المنطقة، وقضيتنا هي قضية واحدة وهي التحرر الوطني والاجتماعي في آن واحد. وان نتمكن في لبنان وفي كل دولة عربية باقامة دولة وطنية علمانية مدنية ديموقراطية نطرحها في لبنان ليس كحل في لبنان فقط، بل كحل لكل دول المنطقة للخروج من هذه الازمة ولمواجهة مشاريع التقسيم والفدرلة وكل اشكال والوان التبعية للخارج”.

وختم: “على هذا الاساس نرحب بالوفد الزائر وبجميع الذين يأتون الى لبنان لنقول لهم، اننا نتمسك بموقع لبنان الوطني، ومستمرون للنهاية في هذه المواجهة والتي هي فعل تحرر وطني ضد الاستغلال الطبقي والاجتماعي في الداخل وضد الهيمنة والتبعية والاستعمار الذي يحاول اليوم الاستفادة، واستغلال موضوع المساعدات ليحضر من خلالها البوارج والتدخلات العسكرية”.

 

عن H.A