الرئيسية / سياسة / سكاف: للبدء بتأسيس مئوية ثانية تغيب عنها منظومة طائفية دمرت الوطن

سكاف: للبدء بتأسيس مئوية ثانية تغيب عنها منظومة طائفية دمرت الوطن

مجلة وفاء wafaamagazine

أصدرت رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف بيانا، لمناسبة مئوية لبنان الكبير، جاء فيه:

“نحتفي اليوم بمئة عام على قيامة لبنان الكبير وعلى اول طريق الجمهورية التي وضع حجرها الاساس رجالات من عزيمة وحريات قادت لاحقا الى الاستقلال الناجز.

وكم تغمرنا العزة والفخر عندما يتردد اسم مدينة زحلة لتكون ما قبل المئة عام عنوان الوطن الكبير، ومنها اشرقت شمس الاقضية التي كانت قد سلخت عن لبنان.

فأنتم يا ابناء زحلة صنعتم تاريخا سجلته دفاتر الايام، وكلمنا تعمقنا بأوراق هذا التاريخ نتكشف ان ارض مدينتنا انتجت عظماء ورواد حرية وبناة اوطان.

منكم خرجت هامات وزعامات وصناع جغرافيا وحدود، وإذا كانت كتب التاريخ قد اغفلت اسماء فإن المئوية الاولى تثبت الادوار والتي كان آخرها الكشف عن الرسالة الوثيقة التي وجهها رئيس أساقفة زحلة والفرزل والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرلس مغبغب إلى رئيس الوزراء الفرنسي ووزير الخارجية السيد الكسندر ميللران وطالب فيها بإعادة الأقضية الأربعة المسلوخة إلى لبنان على وجه السرعة وهي أقضية البقاع وبعلبك وحاصبيا وراشيا.

تشرق قلوبنا من تاريخنا، ونتأكد مع تراكم السنوات ان زحلة شكلت جسرا ومنطقة ترابط بهدف تعميم الازدهار على كل لبنان، وكانت سهلا على جبل مدينة بعرس تنموي دائم وتخطت حروبا ومجاعات وامراض وفتن.

وباستعادة الذكرى واسترجاع مجد اوتيل قادري الكبير في مدينة زحلة حيث اعلان الجنرال هنري غورو ضم الاقضية الاربعة حسما لضم البقاع الى لبنان وفي لحظة زوال “صخرة المعلقة” الذي اعاد المعلقة الى زحلة، نتوقف اليوم بكل اسى امام تراجعنا مئة عام الى الوراء.

فماذا فعلنا منذ قرن من الزمن، وهل لنا في كل عام ان نقف على اطلال وامجاد اسلافنا من دون تحريك عجلة نمو بلادنا اولا ثم مدينتنا؟

نتغنى اليوم بلبنان الكبير وقد جعلناه صغيرا وقزمنا وجوده وهيبة سلطته واستخدمناه ساحة لتصفية حسابات الاخرين.

نحن اليوم لن نتمكن من اقامة احتفالية لبنان الكبير ليس بسبب وباء كورونا وحسب، انما لاسباب وبائية سياسية وطائفية وقعها اخطر من الامراض.

واذا كان اسلافنا قد صنعوا مجد هذه البلاد ورفعوا زحلة الى قمة التاريخ فإن من يقود أمور المدينة اليوم من سياسيين ونواب يتكفل بطمس معالم هذه الانجازات او بالحد الادنى بصرف الوقت النيابي على جدال وصراع بين اطراف حسبناها بدأت متحالفة وانتهت متشرذمة.

قبل مئة عام عادت الاقضية المقتطعة.. واليوم زرعت القيادات السياسية في لبنان أقضية طائفية في النفوس بما بات يدفعنا الى البدء بتأسيس مئوية ثانية تغيب عنها منظومة طائفية دمرت الوطن”.