مجلة وفاء wafaamagazine
بمعزلٍ عن السياق التفصيلي لعملية تأليف الحكومة التي تدخل غداً اسبوعها الثاني ليبقى أسبوع فقط من “مهلة الحضّ” التي حدّدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لاستيلاد تشكيلةٍ تعطي الإشارةَ الجدية إلى استشعار الطبقة السياسية بأن الأمور لم يعد يمكن أن تستمرّ على ما كانت قبل التفجير الهيروشيمي في مرفأ بيروت الذي أضيفت فواجعه على “الحُطام” المالي – الاقتصادي المتأتي من الانهيار المتدحْرج الذي ينذر بموجات جارفة أكثر دراماتيكية، رأت أوساط لصحيفة “الراي” الكويتية أن الرئيس المكلف مصطفى أديب ينطلق في المسار الشاقّ بـ “مناعة” يفترض أن تكون كافية بوجه أي محاولة لجرّه إلى “الألاعيب القديمة” بعناوينها المختلفة التي تبدأ بـ “المعيار الواحد” ولا تنتهي بتوازن توزيع الحصص و”عدالته” وميثاقيته، هذا إذا صحّ أن “حزب الله” يمضي في خيار تسهيل مهمته في إطار تراجُع تكتيّ لا يأتي في أي حال من ضمن مراجعةٍ لأكلاف اقتياد البلاد إلى خياراته وتموْضعه الاستراتيجي.
وفي رأي هذه الأوساط أن أديب، الذي أنْهى في الأيام الماضية مرحلةَ “التعارف” مع القوى السياسية ويتجه لأسبوع تحديد “الاتفاق الإطار” للحكومة التي يريدها من اختصاصيين يشكلون فريق عمل متجانساً، يسلك طريق التأليف يُمْسِكه بيدٍ رؤساء الحكومة السابقين وفي اليد الأخرى الرئيس الفرنسي الذي يخوض بدوره مخاطرةً بحجم دولته ورصيده دفعتْه إلى مواكبة خريطة الطريق التي حدّدها للسلطة في لبنان بلغة “الفرصة الأخيرة” التي أوحى معها بأن أي إفشال لمبادرته تجعل المتسبِّب بها مسؤولاً أمامه والمجتمع الدولي كما الشعب اللبناني عما سيكون.