مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر “تجمع العلماء المسلمين”، في بيان اليوم، أن “قضية مرفأ بيروت ليست حادثة حصلت لمرة واحدة وأوقعت دمارا كارثيا، بل هي مسلسل مستمر له أبعاد مشبوهة، وما يجعلنا نقول ذلك أن الصدفة تحصل لمرة واحدة أما أن تتكرر وبوقت زمني قصير فهذا ما يجب أن يدعونا للخوف من أن يكون هذا الأمر مرتبطا بسياسة هدفها تدمير هذا المرفق الحيوي لصالح مرفأ حيفا في الكيان الصهيوني، خاصة مع بدء سلسلة التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي بدأته الإمارات العربية المتحدة وستكر السبحة لتشمل أغلب الدول الخليجية والسودان. إن الهدف هو أن يكون الكيان الصهيوني جزءا مركزيا وقائدا في العالم العربي وما حصل بالأمس في الجامعة العربية من رفض المشروع الفلسطيني لإدانة التطبيع هو دليل على قرار مركزي لدى أغلب حكام العرب لجعل الكيان الصهيوني قطبا أساسيا في المنطقة ويتحقق للكيان ما سعى إليه دائما من شرق أوسط جديد يجعل من مشروع إسرائيل الكبرى واقعا عمليا من خلال السيطرة بالسياسة لا بالاحتلال المباشر للأرض”.
واضاف: “في الوقت نفسه يستمر مشروع الإساءة للاسلام والمسلمين بمقدساتهم وما حصل أخيرا في مدينة مالمو السويدية من حرق للمصحف الشريف يجعلنا ندعو إلى وقفة إسلامية قوية للدفاع عن مقدساتنا سواء في الأقصى وفلسطين أو ما يحصل من إهانات لمقدساتنا عبر الرسوم الكاريكاتورية أو حرق المصحف الشريف في أكثر من بلد أوروبي”.
ودعا التجمع إلى “انجاز تحقيقات المرفأ وبسرعة قياسية وإضافة ملف الحريق الأخير إلى المجلس العدلي باعتباره استمرارا للحريق الأول وإعلان النتائج أمام الرأي العام خاصة أننا نشتم رائحة محاولة التغطية على هذه الجريمة النكراء وعدم محاسبة المسؤولين عنها وإتهام موظفين صغار بها وإقفال الملف. إن موضوع المرفأ برمته يجب أن يكون من أول الأمور التي تناقشها الحكومة الجديدة مقدمة لإعادة رسم ضوابط وسياسات لادارة هذا المرفق الهام، وبأن تكون إعادة الإعمار تشمل إعادة بناء النظم والآليات والقوانين التي ثبت فشلها”.
وقال: “ما نسمعه كل يوم من شروط توضع على الرئيس المكلف مصطفى أديب حول التشكيلة والحصص أمر لا يصب في مصلحة إنقاذ الوطن وهو استمرار للنهج السابق المرفوض فالأوضاع المستجدة في البلاد تحتاج إلى معالجات سريعة لحكومة إنقاذ قوية تكنوسياسية تحظى بدعم القوى السياسية في إطار المصلحة الوطنية وبعيدا عن المحاصصة”.
واستنكر “رفض المشروع المقدم من دولة فلسطين للجامعة العربية لإدانة التطبيع”، واعتبره “إعلانا لموت هذه الجامعة التي أصبح لها في الكوما فترة طويلة ولا بد من دفنها والتفكير بصيغة لدول محور المقاومة تكون بديلا عنها”.
ولفت الى ان “الإهانة التي وجهت للأمة الإسلامية من خلال قيام أحد المجرمين المتطرفين بحرق المصحف الشريف يجب أن لا تمر من دون محاسبة وهذا العمل ليس عملا فرديا وإنما يأتي في سياق مؤامرة كبرى تستهدف الإسلام والمسلمين بمقدساتهم ومعتقداتهم، وهي ليست تعبيرا عن رأي ولا تمت بصلة إلى حرية التعبير إنما هي جريمة موصوفة يعاقب عليها القانون ويجب على الدولة التي ينتمي إليها هذا المجرم أن تعاقبه”.
واستنكر “هذا العمل الجبان والذي يستدعي فتنا، العالم بغنى عنها خاصة وهو يواجه جائحة كورونا ويحتاج إلى التضامن لا التقاتل، ويجب أن يكون واضحا إن الإسلام دعا إلى الحوار ومن دون شروط مسبقة وهذا دليل على قوة منطق الإسلام الذي هو منطق إلهي، فمن أراد أن يحاورنا فأهلا وسهلا به، أما من أراد أن يهيننا ويهين مقدساتنا فلن نسمح له بذلك، والأمة بأجمعها ستكون في مواجهته”.