مجلة وفاء wafaamagazine
تمكن الراديو من الاستمرار على قيد الحياة والتأثير منذ بدء أول بث إذاعي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وحتى حلول عصر المعلوماتية والتكنولوجيا الرقمية. وهو يعد الآن أكثر الوسائط الإعلامية جذبا للمستمعين في أرجاء العالم كافة من حيث وصوله إلى أكبر عدد منهم.
والإذاعات أنواع، منها الدينية وتكون محلية أو عالمية. وتعتبر شبكة إذاعات “مريم” واحدة من أبرز الإذاعات المسيحية، وهي نشأت في إيطاليا و”تقوم بدور يساهم في زرع المحبة والعيش المشترك والإيمان”، كما يؤكد المرسل اللبناني مدير إذاعة “مريم” الأب جورج بريدي لـ”الوكالة الوطنية للإعلام” في مقر الإذاعة في الفاتيكان.
وقال: “تنتشر شبكة اذاعات ماريا في معظم أنحاء العالم، تنتشر إذاعة مريم باللغة العربية في جميع الدول العربية ولها دور إنساني وروحي. إن للإذاعة دورا كبيرا في العالم للتواصل مع المؤمنين وفي مساعدة عشرات الآلاف من اليائسين. هناك أشخاص، كما تدل شهاداتهم الموثقة، كانوا يتجهون لمحاولة الانتحار، امتنعوا عن ذلك بعد التعرف على اذاعات ماريا فآمنوا بالحياة من خلال الإيمان”.
وأوضح أن “الإذاعة المخصصة للعالم العربي تستخدم في كل بلد لهجته المحلية”.
وعن نشأتها، قال: “أول اذاعة نشأت اتخذت إسم راديو ماريا في 12 كانون الثاني سنة 1987 وكانت عبارة عن جمعية تدير إذاعة رعوية في مدينة إيربا في منطقة كومو الإيطالية لنشر الصلاة والإنجيل ونمو الإنسان، من خلال برامجها ودعم المتطوعين دون اي إعلانات تسويقية. في سنة 1992 بدأت ببث البرامج للإيطاليين المقيمين في الخارج بدءا بنيويورك عبر الأقمار الصناعية، ثم في كندا لتغطي في ما بعد القارة الأوروبية. وفي 3 حزيران 1998 رأت الأسرة العالمية World Family Maria لراديو ماريا النور كمؤسسة غير حكومية معترف بها لدى الأمم المتحدة. وتنتشر شبكة إذاعات ماريا اليوم في 85 دولة ولديها ملايين المستمعين في القارات الخمس”.
ولفت الى أن “راديو مريم تأسس عام 2015 سعيا للتوجه نحو المنطقة العربية وهو المولود الجديد الذي أرادت أن تؤسسه الأسرة العالمية لراديو ماريا، ليكون صوت رجاء، أمل وحياة”. وقال: “هو صوت يحمل بذار الرحمة ليزرعها في قلب عالم يفتقد إلى رحمة الله. كما أنه صوت صلاة، ثقافة وإيمان، صوت انفتاح، بشارة وحوار”.
وعن البرامج، قال: “نهجنا لا يعني أننا لا نزود المستمعين بالأخبار خصوصا أخبار الكنيسة، لكنه ليس هدفنا الأساسي أن نكون وكالة أخبار، هدفنا الأول الصلاة مع الناس وبناء علاقة متينة بين الإذاعة وفريق عملها والمستمعين المتابعين للإذاعة خصوصا في الأمور الروحية”.
وعن إمكانية أن تسهم الإذاعة في وحدة البشر والعيش بسلام، أجاب: “الله المتجسد بإيماننا هو المسيح نسميه الكلمة المتجسد. والله الكلمة يسوع المسيح. الكلمة لها تأثير كبير جدا والكلمة عندما تدخل القلوب تغير في منهجية السلوك والتفكير. تتغير معها الأنظمة والمجتمعات. قوة الكلمة وما تحمل في حد ذاتها يمكن أن تبني السلام أو تفتعل الحرب. كل الحروب والصراعات نشأت بسبب الكلمة”.