مجلة وفاء wafaamagazine
رأى “التيار النقابي المستقل” في بيان، أن “المواطن اللبناني يعاني عموما، والمعلم خصوصا، أزمات متعددة في ظل جائحة كورونا وجائحات الفساد السلطوي المتراكم الذي ما انفك زعماؤه يتحاصصون وطنا أفلسوه فأوصلوه الى الانهيار، مما انعكس ضائقة اجتماعية اقتصادية تربوية وأزمة سياسية. أما المعلمون والأساتذة فيعانون أكثر من غيرهم بعد أن فقدت معاشاتهم قيمتها الشرائية وبخاصة أن رابطة التعليم الثانوي تنازلت مجانا عن 36% من حقهم في سلسلة الرتب والرواتب (الموقع الوظيفي) وعن حرمان الجدد والمتقاعدين من الست درجات”، لافتا الى أنه “أول من طالب باحتساب الرواتب والمعاشات التقاعدية وتعويضات نهاية الخدمة دولارات وفق السعر الرسمي 1500، ثم باحتسابها وفق سعر السوق ودفعها”.
وقال: “في ظل الغموض الذي يحيط ببداية العام الدراسي، وإطلاق التعليم المدمج مجردا من آلياته وبنيته التقنية واللوجستية بحيث أتى ملائما للعديد من كارتيلات المدارس الخاصة، وتزامنا مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا فإن الواقع يشي بأن الأمور تتجه نحو التعليم عن بعد، لذا نطالب بالتطبيق الدقيق للبروتوكول الصحي، والأمن الصحي للهيئتين التعليمية والإدارية وأيضا للمفتشين وللمرشدين المتنقلين بشكل دائم بين المدارس والثانويات، وكذلك لأبنائنا وبناتنا التلاميذ، واجب الوزارة العمل على تأمين مقعد مدرسي لكل القادمين الكثر إلى التعليم الرسمي، ونحذر من إذلال الأهل حين لا يجدون أمكنة لأولادهم في رحاب هذا التعليم بعد أن عجزوا عن دفع أقساط المدرسة الخاصة، ويتطلب ذلك زيادة عديد الأساتذة من خلال الاستفادة من فائض الناجحين (2008 – 2016)، والاستفادة من أصحاب الخبرة التعليمية المصروفين تعسفا من المدارس الخاصة”.
ودعا الى “تغذية صناديق المدارس ودفع الأموال المتوجبة لها لتقوم بالإجراءات المطلوبة في هذه الظروف الطارئة، وتخصيص كامل الـ 500 مليار مساعدات للخاص والرسمي لها وليس لكارتيلات المدارس الخاصة التي صرفت كيفيا المعلمين على نطاق واسع، وابتزت الأهل بالإفادات لإجبارهم على دفع الأقساط كاملة”، مطالبا مصرف لبنان “بالإفراج عن قرض البنك الدولي 100 مليون دولار لتدريب المعلمين وشراء تابلات للتلاميذ المحتاجين”.
كذلك طالب التيار “بلقاءات تعارفية توجيهية في باحات المدارس وتحديدا للروضات وللحلقتين الأولى والثانية بحيث يتم التعارف بين التلامذة ومعلميهم ضمن مجموعات لا تزيد عن 15 تلميذا ضمن الشروط الصحية اللازمة، مع إمكان عقد اللقاءات مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، إضافة إلى عرض توضيحي عن كيفية التعليم عن بعد، وتخصيص حصص في بداية العام لتدريب التلاميذ على كيفية استعمال المنصات، وتحضير دروس تفاعلية كنماذج عن كيفية استعمال التكنولوجيا بطرق هادفة غير روتينية، بالاضافة الى اعتماد التعليم غير المتزامن، تخفيفا عن العائلات التي لا تملك أجهزة كافية لأولادها، ومراعاة لوضع سرعة الأنترنت غير الملائمة للتعليم عن بعد، وذلك باستخدام مصادر تعليمية على الشبكة تسهل إشراك المعلومات بين جموع من المتعلمين من دون قيود الوقت والمكان التي تفرضها الدراسة الصفية”.
ودعا الى “فتح المجال أمام مسارات التعليم المختلفة بحيث يمكن المتابعة عن طريق التطبيقات والمنصات التعليمية، على أن تؤمن الوزارة تسليم أوراق العمل إلى الأهل في المدارس من دون تكبيدهم تكاليف السحب والتصوير، وإصدار تعميم رسمي يحدد مدة اللقاءات التعليمية بما يتناسب مع عمر المتعلمين على قاعدة الأهداف المجزأة، إذ يمكن اعتماد مبدأ (السنة/دقيقة) بحيث لا يزيد الفيديو التفاعلي عن ست دقائق لتلميذ الصف الأول والبالغ من العمر ست سنوات”، مشيرا الى “التعاون مع البلديات بحيث يمكن البث عبر محطة محلية، كونها وسيلة اعتمدت العام الماضي في العديد من البلدات اللبنانية، وإعادة برمجة الألواح الالكترونية الموجودة في الثانويات الرسمية ليتسنى لتلامذة الثالث الثانوي (على الأقل) الاستفادة منها”.
وناشد المجتمعون “الإسراع في تأمين البنى التقنية من خلال تأمين شبكة الإنترنت لكل المدارس بالإضافة إلى تقديم باقة مجانية للمعلمين والتلامذة تتضمن المنصات والتطبيقات التعليمية الأقل تكلفة على الخزينة العامة، من دون سمسرات أو تمريرات شخصية، وتفعيل الإذاعة التعليمية التربوية المعتمدة عالميا، فهي الأكثر توفرا والأوسع انتشارا بين الفئات الاجتماعية والأكثر ملاءمة لذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصا المكفوفين، الذين غيبوا عن اهتمامات الوزارة في هذه الأوقات الصعبة، واعتماد إجراء عملي ظرفي للكتاب المدرسي: وذلك بتصويرالمحاور المطلوبة والمعتمدة بعد التقليص ولو بالأسود والأبيض، على أن تتولى الوزارة مهمة تلزيم التصوير مع التكاليف من دون تحميل صناديق المدارس الفارغة بالأصل”.
وحيا التيار الأساتذة والمعلمين “لشجاعتهم واندفاعهم لتأمين العلم لشبابنا رغم المخاطر الصحية والتحديات التكنولوجية، سائلا: ماذا بقي لنا في هذا الوطن غير كلمة تقرأ وفكرة تناقش وعقول نأمل أن نصلح بها وطنا بعيدا عن الاستزلام والطائفية والمحسوبية؟”.