الرئيسية / أخبار العالم / هل تفضّل إيران حقّاً بايدن على ترامب؟

هل تفضّل إيران حقّاً بايدن على ترامب؟

مجلة وفاء wafaamagazine 

لا تزال إيران تشترط على الولايات المتحدة رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق النووي قبل الشروع في أيّ مفاوضات، وهو ما يرفضه دونالد ترامب، فيما يرهن منافسه الديموقراطي جو بايدن عودته إلى الاتفاق في حال فوزه بالانتخابات بامتثال إيران لقيود الاتفاق، الأمر الذي يُشير إلى أن خسارة ترامب لن تكون بالضرورة طوقاً لخلاص طهران، فقد يدخل الطرفان على الأقلّ لعبة عضّ أصابع جديدة عنوانها: «من يبدأ أولًا؟»

على الرغم من توجيهات المرشد الإيراني علي خامنئي بضرورة ابتعاد التخطيط الاقتصادي في البلاد عن انتظار نتيجة انتخابات دولة ما، فإنّ في الشق السياسي ثمّة آراء إيرانية تؤكد أن طهران مُلزمة بالتريث حتى ظهور نتيجة الانتخابات الأميركية كي تحدد مسار ردها في حال عودة العقوبات الأممية على إيران في الـ 30 من أيلول/ سبتمبر الجاري، كما يقول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
الباحث الإيراني في الشأن الدولي مرتضى مكي يتبنّى هذه الرؤية، ويبررها في مقال بصحيفة «آرمان ملي» الإصلاحية، بأن «خروج إيران من الاتفاق النووي ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية سيفقد موسكو وبكين ورقة مواجهة ترامب في مجلس الأمن، لأن روسيا والصين تنتظران أيضاً نتائج الانتخابات الأميركية». في المقابل، تنتقد صحيفة «كيهان» الأصولية، الرؤية المذكورة، لأنها تستند وفق تقرير القسم السياسي «إلى الأمل في عودة الديموقراطيين إلى الحكم والاتفاق النووي». وقد تعزز موقف «كيهان» مع إفصاح مرشح الحزب الديموقراطي الأميركي جو بايدن، عبر مقال في «السي أن أن» الأميركية، عن خطّته للتعامل مع إيران في حال فوزه بالانتخابات، حيث رهن فيها العودة إلى الاتفاق النووي بامتثال إيران لكل متطلبات الاتفاق. وفي ظل غياب موقف رسمي من طهران حيال التصوّر الذي قدّمه جو بايدن، امتلأت صفحات الجرائد الإيرانية بتعليقات الكتّاب والباحثين على الخطة.
الأستاذ الجامعي حنيف غفاري، أكد أن «بايدن مثله مثل العديد من السياسيين والاستراتيجيين الأميركيين، يعتقد بأن ترامب فشل في تحقيق الأهداف القصيرة والمتوسطة المدى التي حددها عندما غادر الاتفاق النووي، وبذلك فإنه يسعى إلى استبدال استراتيجية الضغط الأقصى باستراتيجية الضغط الأذكى»، مشيراً في مقال بصحيفة «رسالت» الأصولية إلى أن «مطالب الديموقراطيين هي مطالب إدارة ترامب نفسها، وهي قيود على البرنامج الصاروخي، وتفتيش القواعد العسكرية للبلاد من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب استمرار القيود النووية الذي تُعدّ لدى الديموقراطيين أهم مطلب». وعليه، يستبعد غفاري أن «تؤدي هزيمة ترامب في الانتخابات إلى دخول واشنطن في عصر العقلانية والمنطق مع إيران»، متوقعاً أن «تؤدي هزيمته إلى مواجهة أحدث وأكثر تعقيداً بين البيت الأبيض وطهران».
بدورها، اقتبست الصحافية الإيرانية سارة معصومي من خطة بايدن النقطة المتعلقة بتعهده «السعي لإطلاق مزيد من المفاوضات مع إيران وأعضاء الاتفاق الآخرين لتعديل الاتفاقية وتمديد البنود المتعلقة بتقييد أنشطة إيران النووية»، لتقول في التقرير الذي نشرته صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، إنه «حتى لو فاز بايدن، فلا يمكن للمرء أن يأمل عودة سلسة إلى الاتفاق النووي»، مستندة في ذلك إلى مواقف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السابقة التي أكد فيها معارضة بلاده فتح الاتفاق النووي للتفاوض من جديد.

تعهّد المرشح الديموقراطي السعي لإطلاق مزيد من المفاوضات لتعديل الاتفاق النووي

كذلك، رأت معصومي أن «تصوّر بايدن القاضي بأن الحل لما يسميه تهديدات إيران في المنطقة يستقطب الإجماع الدولي، يعني أنه سيلعب لعبة جماعية ضد إيران، وبذلك ستفقد هذه الأخيرة نجاحها في عزل أميركا على الساحة الدولية، والذي حققته بفضل إغفال دونالد ترامب اللعب الجماعي وتركيزه واعتماده مبدأ أميركا أولاً». بناءً على ما سلف، تُرجّح الكاتبة أن «يستخدم بايدن في حال فوزه بالانتخابات حقل الألغام الذي بناه ترامب على مدى السنوات الأربع الماضية لمواجهة إيران، لكنه سيستخدم القطن على عكس ساكن البيت الأبيض حالياً».
في السياق ذاته، استطلعت صحيفة «جهان صنعت» الاقتصادية آراء عدد من المختصين، إذ دعا الدبلوماسي السابق قاسم محب علي إلى «القبول بأن الولايات المتحدة لديها سياسة ثابتة ومحددة، وأن الحكومات الجمهورية أو الديموقراطية تجتهد فقط في أساليب تنفيذ تلك السياسات»، مشدّداً على «ضرورة عدم توقّع تغيير في الاستراتيجية الأميركية حتى لو تبدّلت الحكومات». من جانبه، استغل النائب الأصولي في البرلمان محمد حسن أصفري، ما ورد في رؤية بايدن ليتوجّه إلى القوى الداخلية المتفائلة بتخفيف الضغط على إيران إذا ما فاز بايدن بالانتخابات، بالقول «الولايات المتحدة لا تُصدر أي علاج لإيران، ولا يجب أن نأمل بسياساتها». أمّا الدبلوماسي السابق جاويد قربان أوغلو، فأشار إلى أن «قضايا حقوق الإنسان تحظى باهتمام أكبر عندما يكون الديموقراطيون في السلطة»، مضيفاً إن «بايدن أكد في خطّته هذه الخطوة، حيث يتم تقديم إيران كمنتهك لحقوق الإنسان في العالم»، الأمر الذي يعني أن المواصلة بالنهج نفسه ستجعل فوز بايدن أكثر صعوبة على البلاد، بحسب رأيه.
من ناحيتها، رأت صحيفة «إيران» الحكومية أن «اعتراف بايدن في برنامجه بفشل سياسة ترامب هو أمر جدير بالاهتمام»، بيد أنها في الوقت ذاته لم تغفل التعليق على تعهّد بايدن «منع إيران من حيازة أسلحة نووية»، لتقول إن «إيران أكّدت مراراً أنها لا تهدف إلى امتلاك أسلحة نووية وأن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية»، معتبرةً في تقرير أعدّه القسم السياسي أن «فتوى المرشد الأعلى للثورة القاضية بحرمة استخدام السلاح النووي هي أقوى وثيقة في هذا الصدد»، كما فنّدت الصحيفة اتهام بايدن لإيران بالقيام بـ»أفعال مزعزعة للاستقرار في المنطقة»، موضحة أن «الوجود الإيراني ليس وجوداً قسرياً ومسيطراً، فهو قائم على إرادة الحكومات الإقليمية، بما في ذلك سوريا والعراق».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاخبار