مجلة وفاء wafaamagazine
أكّد رئيس الحكومة المكلّف مصطفى أديب حرصه على «تأليف حكومة مَهَمة ترضي جميع اللبنانيين، وتعمل على تنفيذ ما جاء في المبادرة الفرنسية من اصلاحات اقتصادية ومالية ونقدية وافق عليها جميع الاطراف».
قال أديب، في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي أمس، إنّه «آل على نفسه التزام الصمت طيلة هذه الفترة من عملية تأليف الحكومة، تحسّساً منه بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، ومن اجل الوصول الى تقديم تشكيلة بالتشاور مع رئيس الجمهورية ضمن الأطر الدستورية، تساعد اللبنانيين في وضع حدّ لآلامهم اليومية».
وشدّد على «التزامه الثوابت التي أطلقها، في أن تكون الحكومة من ذوي الاختصاص واصحاب الكفاءة، القادرين على نيل ثقة الداخل كما المجتمعين العربي والدولي، لأنّ من شأن ذلك أن يفتح الباب امام حصول لبنان على الدعم الخارجي الضروري لانتشال الاقتصاد من الغرق».
وتمنّى على الجميع «التعاون لمصلحة لبنان وابنائه وتلقف فرصة انقاذ الوطن».
كلام أديب أتى مباشرة بعد المبادرة التي أعلن عنها الرئيس السابق سعد الحريري. ووفق مصادر مطلعة على مفاوضات تشكيل الحكومة، التي رفضت الحكم على نوايا الرئيس المكلّف، والرسائل التي يبعثها في بيانه، أشارت إلى بيان رئاسة الجمهورية، الذي اعتبرت أنّه «يتوجّه بشكل مباشر إلى الرئيس المكلّف، ما يؤشر إلى أننا قد نذهب الى مشكل بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وأنّ العقدة الشيعية ليست العقدة الوحيدة في عملية تشكيل الحكومة».
من جهتها، أوضحت مصادر «حزب الله» لـ»الجمهورية»، أنّها تراهن اليوم على المفاوضات التي تجري في الكواليس لفكفكة العِقد الحكومية، خصوصاً بعد تراجع الرئيس سعد الحريري، الذي أساء إلى الدستور وإلى الرئيس المكلّف بعينه، وحاول أن يلعب دوره. فالحريري «طلع على رأس الشجرة» وحاول أن يتفرّد بموضوع تشكيل الحكومة، وأصبح هو من يعيّن رؤساء الحكومات ويوزع الحقائب والوزارات، وهذا لا يقبل به أحد في البلد، لا «حزب الله» ولا اي فريق سياسي آخر».
وأملت مصادر الحزب، «انّه بعد خطوة الرئيس الحريري، أن تثمر المساعي التي يقوم بها الرئيس نبيه بري ايجاباً، فالرئيس بري حريص على ان تتشكّل الحكومة سريعاً وكذلك «حزب الله»، وعلى تخفيف التوتر السياسي في البلد».
اضافت: «مطلبنا كان واحداً من شقين: حقيبة المالية، وتسمية وزرائنا. بخصوص المطلب الأول، أقرّ به الرئيس الحريري، ويبقى المطلب الثاني، رهن المفاوضات الجارية»، مجدّدة التأكيد أنّ «حزب الله» يدعم مساعي الرئيس بري، وهناك موقف واحد ومفاوض واحد ورأي واحد وقناعة واحدة».
واكّدت المصادر لـ»الجمهورية»، أنّ «حزب الله» مسهّل لعملية التشكيل منذ البداية، لكن رفضنا كان حول تجاوز نتائج الانتخابات التشريعية، وأن يمنح أحد لنفسه الحق بأن يسمّي عن طائفة اخرى وكتل سياسية اخرى وزراءها، فهذا الغاء لنتائج الانتخابات ومجلس النواب نفسه، لذا نأمل ان تجعلنا المفاوضات القائمة اليوم على قاب قوسين أو أدنى من تشكيل الحكومة».
مصدر في «القوات اللبنانية»، علّق عبر «الجمهورية» على بيان الرئيس المكلّف، فأعرب عن اعتقاده بأنّ خروج مصطفى أديب عن صمته منذ تكليفه بتشكيل الحكومة يعني انّه قد يكون هناك بصيص أمل لحلحلة العِقد الحكومية، لمسه الرئيس المكلّف، خصوصاً بعد مبادرة الحريري، وجواب الثنائي الشيعي طرح 10 أسماء لتولّي حقيبة المالية، الى كلام الرئيس بري الذي اعتبر انّ المسألة لم تعد تحتمل. من هنا قد يكون هناك مؤشر لحلحلة معينة، على امل ان تصل إلى نتائج مرجوة.
مصدر قيادي في «تيار المستقبل»، رأى أنّه «قد يكون هناك بصيص أمل على مسار التشكيل، بعد طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من الرئيس سعد الحريري ايجاد طريقة لتسهيل عملية التشكيل بشكل يريح الرئيس نبيه برّي ولا يجعله خاسراً، علماً أنّ رئيس الجمهورية وفريقه كانا يراهنان على الخلاف، لإعادة منطق أنّ كل فريق يعيّن وزراءه، وبالتالي، لو مُنح للثنائي الشيعي امتياز تعيين وزرائهم في الحكومة العتيدة، فالتيار الوطني الحرّ عندها سيطالب بتعيين ممثلين له أيضاً في هذه الحكومة».
وفيما اعتبر بعض المحللين في الكواليس السياسية، انّ بيان رئاسة الجمهورية هو محاولة لفرض شروط من قِبل فريق الرئيس، والحصول على حصص في الحكومة العتيدة، قال المصدر لـ»الجمهورية»: «اذا استطاع الرئيس المكلّف تجاوز العقدة الشيعية لن يكون مضطراً عندها للخضوع إلى أيّ شروط قد يفرضها «التيار الوطني الحر» بتسمية أيّ وزير».
الجمهورية