مجلة وفاء wafaamagazine
علمت “الجمهورية” أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون هو من اتصل بالرئيس المكلّف مصطفى أديب ودعاه الى لقاء في القصر الجمهوري ظهر اليوم، من أجل التشاور في ملف تشكيل الحكومة.
وكانت مصادر القصر الجمهوري قد كشفت انّ اديب إتصل بعون ليل أمس الاول، وأبلغ اليه نيّته التواصل مع الثنائي الشيعي لترجمة مبادرة الرئيس سعد الحريري في ما يتعلق بوزارة المال، وأنه في حال حصول تقدم سيزوره للتشاور معه. وأدرجت المصادر هذا الإتصال “في اطار التشاور المستمر بينهما، وقد يتكرر في اي وقت. فالتواصل بينهما امر طبيعي خصوصاً انهما شريكان في تأليف الحكومة”.
وقالت هذه المصادر لـ”الجمهورية” انّ جديد المواقف التي اعقبت مبادرة رئيس الجمهورية ومن بعدها مبادرة الرئيس سعد الحريري دلّت الى انّ هناك توجهاً الى مزيد من الحلحلة، في انتظار ترجمتها على ارض الواقع خطوات ومواقف ملموسة لا بد انها ستظهر تباعاً في ضوء حجم الاهتمام الفرنسي والدولي وما يبذله وسطاء كثر من اصدقاء مختلف الاطراف على اكثر من مستوى.
ولفتت المصادر الى انّ “بيان رئيس الجمهورية الاثنين الماضي حرّك المساعي ورسم اطاراً للمواقف بغية تصويب المناقشات وحصرها بما هو مطروح من عقد، مخافة من ان تبرز عقدٌ أخرى فتتضاعف السلبيات وتنشأ مشكلات أخرى لم تكن في الحسبان”.
ورأت انّ مبادرة الحريري وردة الفعل الهادئة وغير السلبية تجاهها والترحيب الفرنسي بتوقيتها ومضمونها أفسحا المجال لوقت اضافي لعملية التأليف، ذلك ان الرئيس المكلف “لم يطرح بعد على رئيس الجمهورية اي تشكيلة حكومية، وعندما يفعل ذلك سيتم النقاش في شكلها ومضمونها وتفاصيلها”.
وأكدت المصادر “انّ رئيس الجمهورية اجرى توصيفاً دقيقاً للمواقف التي صَبّت عنده كشريك مؤثر في تشكيل الحكومة الى جانب الرئيس المكلف، فالمهمة مناطة بهما ولكن ذلك لا يحول دون إجراء مزيد من الاتصالات لتأتي الخطوات منسجمة مع اصحاب المطالب المحقة، فليس ضرورياً أنّ كل المشكلات القائمة ستحلّ قبل تشكيل الحكومة، فالجميع باق في البلد والايام المقبلة يمكن ان تنتج تفاهمات أعمق، وانّ الاهم اليوم هو تشكيل الحكومة لتقوم بما يُناط بـ”حكومة المهمة” المحددة شكلاً ومضموناً. فالتفاهمات على الادوار والمهمات سبقت التكليف كما التأليف، وهو ما فرضته تطورات الوضع الداخلي وما يجري في المنطقة من تحولات لا يمكن تجاهلها البتة، فهي كثيرة ومعقدة تنعكس على لبنان الذي عليه التفرّغ لمواجهتها بموقف داخلي صَلب بعد تشكيل الحكومة تشكل إطلالتها عهداً جديداً من التفاهم مع المجتمع الدولي، فلا تبقى الامور رهناً بما هو قائم من حصار اقتصادي ومالي ونقدي. ومن دون فكفكته لا يمكن مواجهة الملفات الداخلية، فكيف بالنسبة الى الخارجية منها؟”.
وذكّرت المصادر بما شَدّد عليه رئيس الجمهورية عندما قال انّ “الامد ليس مفتوحاً الى ما شاء الله امام التأليف، وانّ تطورات كثيرة طرأت، ومن هنا لا يمكن التنبؤ بطول فترة التأليف”. كذلك ذكّرت المصادر بـ “انّ الشراكة بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية في عملية التأليف امر دستوري وليس اجتهاداً”، وسيكون للرئيس “رأيه في كل التشكيلة الحكومية وليس بفئة محددة او مكوّن محدد، وهو لا يدخل في المحاصصة”. وقالت: “انّ رئيس الجمهورية ليس له مطلب شخصي لنفسه، ورأيه سيكون في كل التشكيلة وليس مع فئة او مكوّن معين”.
ورداً على سؤال اكدت المصادر انّ مبادرة عون “تهدف الى ايجاد حل لعقدة بَدت مستعصية، واذا توافر حل بالتفاهم بين جميع الاطراف يؤدي الى تشكيل الحكومة فإنّ رئيس الجمهورية حاضر لتسهيل اي عمل لتشكيل الحكومة، وكما قال في بيانه الرئاسي انه معني مباشرة بتأليف الحكومة وفق المادة 53 من الدستور”.