مجلة وفاء wafaamagazine
أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أنّ “الكنيسة لا تَحُلُّ محلَّ الدولة”.
ولفت في عظة الأحد، الى أنه “من واجبِ الدولة تأمينَ حاجاتِ مواطنيها وحقوقِهم”، سائلاً: “هل يجوزُ أن يستعطي المواطنُ حقَّه في دولةٍ يعيشُ فيها ويقومُ بواجباتِه أمامَها ويحترمُ دستورَها وقوانينَها؟ هل يجوزُ أن يموتَ المواطنون في قواربِ الموتِ فيما هم يبحثون عن ملجإٍ آمنٍ لهم ولعيالهم، هرباً من جحيمٍ يعيشون فيه؟ هل يجوزُ أن يَنفجرَ قلبُ المدينةِ بسكّـانِه وبيوتِهم ويُترَكون لمصيرهم؟ وهل يَقبلُ إنسانٌ مسؤولٌ أن يفتشَ إنسانٌ فقيرٌ في وطنِه عما يسدُ جوعَه في النفايات؟”.
وأضاف: “القليلُ من التواضعِ يا أيها المسؤولون، والإعترافُ بالعجزِ ليس عيباً، فعندما يَعجَـزُ إنسانٌ عن إتمامِ واجبِه أو تنفيذِ مخطّطِ عملِه، عليه أن يتراجعَ عن التمسكِ بمركزِه وإتاحةِ الفرصةِ أمام من هو قادرٌ على العمل”.
واعتبر أن “الدولةُ ليست مرتعاً للفاشلين أو العاطلين عن العمل وليست حَلَبةً للمصارعةِ وإعلانِ الإنتصار، كما أنَّها ليست المكانَ المناسبَ للمحاصصاتِ وتقاسمِ الغنائم”، لافتاً الى أن “الدولةُ مكانٌ للعملِ الجادِ الدؤوب من أجل خدمةِ المواطن وتأمينِ سلامتِه وحقوقِه، وحفظِ تراثِه، والتخطيطِ من أجلِ مستقبلٍ أفضلَ لأبنائِه”.
وقال عودة: “إنه وقتُ التخلّي عن الأنانياتِ والمصالحِ الضيقة، لبنانُ في قعرِ الهاوية وهو بحاجةٍ إلى من يقيمُه منها لا إلى من يُغرقُه أكثر ويشدُّه إلى أسفل”.
ورأى أن “الوقتُ ليس وقتَ التمسّكِ بحقيبةٍ وزارية، أو التشدّدِ في المواقف، أو التشفّي من الأخصام. الوقتُ للعملِ والإنقاذ، والتاريخُ لا يرحم، كما أنّ الضميرَ أيضاً لا يرحمُ ولو بعد حين”.
وأشار الى انه “معيبٌ جداً أن يهتمَ الخارجُ لمصلحتِنا أكثرَ من إهتمامِ السياسيين والزعماء”. وأضاف: “معيبٌ أن يتلهى السياسيون بتقاسمِ الحقائبِ والتعنّتِ ووضعِ الشروطِ لتسهيلِ قيامِ حكومة والمواطنون على أبوابِ السفاراتِ وفي غياهبِ البحرِ، ومن بقي منهم في لبنان يبكي حظَّه السيّء ويستعطي قوتَه ومستلزماتِ عيشِه ويلعنُ من أوصلَه إلى هذا الدرك، معيبٌ أن يُدفَعَ رئيسٌ مكلَّفٌ لتشكيل الحكومة إلى التنحي بعد شهر من الأخذِ والردِّ دون نتيجة وكأنَّ لا قيمةَ للوقتِ المهدورِ فيما الخناقُ يشتدُ على أعناقِ اللبنانيين”.
وسأل عودة: “ماذا تريدون بعد؟ ألم يكفِ ما جَنَيتموه خلال السنوات المنصرمة، وما اقترفَـتْ أيديكم من ظلمٍ وبطشٍ واستغلالٍ واستزلامٍ وتفقيرٍ وتجويعٍ؟ وهل طموحُكم أن تبقوا في الحكم على أنقاضِ البلد وجُثثِ المواطنين؟”.
وتوجه الى المسؤولين بالقول: “عودوا إلى ضمائرِكم إن كانت بعدُ موجودة، واتركوا الأنقياء والأكفاء والصادقين والمتواضعين يحكمون”.