مجلة وفاء wafaamagazine
بحسب اوساط دبلوماسية مطلعة، ظن ماكرون ان بامكانه تجاوز حدود الدور الممنوح له كراع للمؤتمرات المانحة، وإيجاد مساحة ريادية مستقلة عن الاميركيين على الساحة اللبنانية والمنطقة، لكن «الرسالة» كانت شديدة الوضوح، «ممنوع تجاوز حدود «اللعبة» التي تديرها واشنطن الان»، وفي «رأس» اهدافها اضعاف حزب الله سياسيا تمهيدا للاجهاز عليه عسكريا على «طريق» «التطبيع» الجاري مع اسرائيل، ولذلك عندما انساق ماكرون باستراتيجيته «الناعمة» لمطالب واشنطن بإبعاد حزب الله عن السلطة التنفيذية، فهمت «حارة حريك» جيدا طبيعة «الرسالة» «والمهمة» ومدلولاتها، فجاء الجواب حاسما بانه لا مجال للتراجع لان ما هو مطلوب مجرد بداية لسلسلة من المطالب التنازلية ستنتهي حكما بمواجهة داخلية مع حكومة ستتطور مهامها باتجاهات خطرة ستدفع البلاد الى صدام يستدعي حكما تدخلا دوليا تحت البند السابع..
تهديد بالسيناريو المخيف
هذا السيناريو «المخيف»، لم يكن مجرد تكهنات، وما ذكرته «الديار» في عدد يوم الجمعة الماضي عن تحذيرات اوروبية من تصعيد اسرائيلي يواكب التطورات في المنطقة، لم يكن سوى احد المؤشرات الدالة على حجم الضغوط التي تمارس على «الثنائي الشيعي» لتمرير ما هو مطلوب «والا»، وهذه التسريبات لم تكن مجرد تحذير بقدر ما هي رفع لمستوى الضغوط عبر التهديد «بالعصا» الاسرائيلية لاعادة انعاش «المبادرة الفرنسية» التي كانت تلفظ انفاسها الاخيرة، وبانتظار انتهاء التحقيقات، جاء انفجار بلدة عين قانا في توقيت مريب، ليضع هذه التهديدات في اطار عملي وليس فقط تهويلياً، فيما اعيد «انعاش» المجموعات التكفيرية على نحو مثير للقلق والريبة في آن واحد.
اين فشل الرئيس الفرنسي؟
وفي هذا السياق، تقول اوساط مقربة من «الثنائي الشيعي»، لا يمكن للرئيس ماكرون ان يتحول الى منقذ فيما يطالب الافرقاء اللبنانيون، وفي مقدمهم حزب الله، تقديم تنازلات مصيرية في توقيت دقيق، فقط لانه لا يريد ان يبدو «مغفلا» وعاجزا امام الولايات المتحدة ومن معها من حلفاء خليجيين حددوا هدفهم بوضوح ودون مواربة «حان الوقت للقضاء على الحزب»، ومشكلة الرئيس الفرنسي انه انخرط في معركة انقاذ «ماء وجهه» ولم يلتفت للحظة الى انه ذهب الى العنوان «الغلط».اما اتهاماته ل حزب الله فليست في مكانها لانه يدرك جيدا ان الحزب نفذ ما وعد به، لكن الانقلاب على المبادرة جاء من الاخرين..