مجلة وفاء wafaamagazine
باسكال أبو نادر
غيّر فيروس كورونا، الذي بدأ ينتشر في أرجاء العالم منذ بداية العام الحالي، حياة الناس في مختلف أنحاء العالم. وفي لبنان، بدأ المواطنون يصارعون هذا الوباء منذ 21 شباط الماضي، ليبدأ منذ هذا التاريخ ارتفاع أعداد المصابين. في الأيام الماضية، بدأ هذا الإرتفاع يسجّل أرقاماً قياسية بعد ما وصلت الأعداد اليومية إلى أكثر من 1000 حالة.
أمام هذا الواقع، كان لافتاً ظهور أخطاء كثيرة في فحوص الـPCR، إذ دائماً ما كانت تنتشر أخبار عن خطأ في تشخيص بعض الحالات المصابة بالفيروس. فما سبب هذا الخطأ؟.
بدأ لبنان يُعتبر كدولة دخلت في مرحلة التفشّي المجتمعي الكامل للوباء. هنا يشير الاخصائي في الاسعاف الميداني وادارة الكوارث الطبيب جبران قرنعوني أن “إعادة فتح المطار بالشكل الذي تم كان السبب الأساسي لهذا الوضع، فقد إستقدمنا 20 ألف لبناني بطريقة عشوائية وهذا أدّى الى ما وصلنا اليه”، مضيفا: “الطائرات كانت تحضر يومياً وبمعدل أكثر من رحلة دون اجراءات وقائية ما سبّب بانتشار الوباء وارتفاع نسبة الاصابات”.
يشرح قرنعوني أنه “وفي كلّ دول العالم كلّ مئة مريض هناك 85% منهم بلا عوارض و15% منهم يعانون من عوارض تتراوح بين الخفيفة، ومن يحتاج الى العناية الطبية وآخرين للدخول الى العناية الفائقة”، لافتاً الى أنه “ومن أصل كلّ مئة شخص يجب أن يدخل 5% الى العناية المركّزة، وفي لبنان الرقم المعلن عنه رسميا للمصابين تجاوز 40000 في حين أنه هناك 167 تقريباً في العناية، وهذه نسبة أقل بكثير من النسبة العالميّة”، مرجّحاً أن “يكون رقم المصابين الحقيقي ليس 40.000 بل أقل بكثير”.
“النشرة” تواصلت مع وزراة الصحة للإستفسار عن هذه الامور فكان الجواب أن الوزير هو من يتحدث بهذه الأمور وحاولنا التواصل معه دون نتيجة.
يذهب قرنعوني أبعد من ذلك ليعتبر أننا “لا نفعل أي شيء في لبنان سوى تعداد الإصابات، فهل هذا ما ينتظره الناس من الدولة”؟، مشددا على أن “البنك الدولي قدّم أربعين مليون دولار للحكومة اللبنانية لتُصرف في أزمة “كورونا” على فتح مراكز عناية فائقة، آلات تنفّس وغيرها، فكيف تصرف الأموال”؟، شارحاً أن “المصاب بكورونا وإذا أتت نتيجته إيجابيّة يحجر نفسه أربعة عشر يوماً، أما إذا كانت سلبية فينتظر من خمسة الى سبعة أيام ويعيد الفحص مرّة جديدة وإذا تكرّرت النتيجة يعود لحياته الطبيعية”، مضيفا: “من لم يكن يعاني من عوارض، وإذا كان مخالطاً، فلا ضرورة أن يجري الفحص أصلاً”.
دخلنا فعلياً في موسم الشتاء وستختلط “الكورونا” بـ”الانفلونزا”. هنا يعتبر قرنعوني أن “هذه الموجة ستزيد الهلع والخوف”، معتبرا أن “طعم الانفلونزا هذا العام قد لا يكون متوفراً، واذا كان الشخص قد خالط وليس لديه عوارض فلا داعي لإجراء الفحص، وفي حال العكس فيجب أن يلجأ الى إجراء فحص PCR”، مؤكدا أن “الإنفلونزا هي بنفس خطورة الكورونا، حيث هناك 29 الفاً يموتون في العالم شهرياً من جرّائها وكلهم يصنّفون وفيات كورونا، في العالم هناك مليون إنسان شهرياً يموتون بسبب مشاكل القلب اليوم كلّهم يصنفون وفيات كورونا”، مشددا على أن “الكورونا فيروس رئوي ينتقل عن طريق المنافر العليا أي الفم والأنف والعين واليدين إذا لامست الوجه، وينتقل بالرزاز وباليد بطريقة مباشرة”.
“يستعد الطلاب للعودة الى المدارس، وأنا من اشد المطالبين بفتحها”. هذا ما يؤكده قرنعوني، مشيراً الى أن “ما يقومون به هو هروب الى الإمام”، مضيفا: “يمكننا فتح المدارس وقسم الصف الى جزئين، مع مترين مسافة بين تلميذ وآخر”، مؤكدا في نفس الوقت أنه “يجب منع التلاميذ من وضع الكمامات لأنها ستؤدي الى نقص المناعة، كذلك الاستاذ لا يجب أن يضعها ولكن مع ترك مسافة معيّنة مع التلاميذ على أن توضع الكمّامة الواقية في الملعب لفترة بسيطة”.
في المحصّلة كثيرة هي الأمور التي تحتاج الى توضيح لناحية أرقام المصابين، وكيفية صرف مبلغ الاربعين مليون دولار، والخطأ في فحوصات PCR والوفيات بكورونا… هذا حديث كل اللبنانيين، وهو اليوم أكثر من أي يوم مضى بحاجة الى توضيح، فهل تنهي وزارة الصحة هذا اللغط؟!.
النشرة