مجلة وفاء wafaamagazine
يرفض الوزير الأسبق المحامي زياد بارود، في الذكرى الأولى لـ»ثورة 17 تشرين»، القول إنّ الثورة فشلت بعد عام على انطلاقها أو أنّها لم تُحدث تغييراً.
يقول بارود لـ«الجمهورية» إنّ «أداء السلطة بعد الثورة ما زال نفسه قبل 17 تشرين الأول 2019، لا بل تراجَع، ما يُعطي الثورة والناس حقاً بمطالبهم».
ويشير بارود الى أنّ «الثورة ليست جسماً أو حزباً واحداً بل أشخاص ومجموعات وتكتلات من القوى الشعبية والتغييرية وكثيرون يلازمون منازلهم وهم جزء منها، ولا يُمكن القول إنّ الثورة حزب بل هي مناخ مطلبي وشارع غاضب يطلب أجوبة لا تُعطى إليه»، مؤكداً أنّ «الثورة ليس عملها أن تحقق بل هي تطالب وتُعَلّي الصوت وتعبّر عن وجع، أمّا من يجدر به أن يحقق فهو السلطة، وتحديداً قوى السلطة وليس المعارضة».
ويرى أنّ «هذه الحالة الشعبية كسرت بالحد الأدنى جدار الصمت والخوف والمراوحة التي كانت قائمة وأوصلت البلد الى هذا الوضع، فالمصائب التي نعيشها مالياً واقتصادياً ومصرفياً ومعيشياً ليست بسبب الثورة بل هي تراكمات عقود من الزمن انفجرت في 17 تشرين، بسبب أداء سلطة لنحو 30 عاماً». ويقول: «لا يمكن بعد عام من حالة شعبية أن نسأل ماذا حققت، فهي أدّت واجبها ويبقى على السلطة أن تتجاوب أم لا، ولو تجاوب مَن في السلطة لكان ربح».
ويعتبر بارود أنّ «أحد أخطاء السلطة أنّها تستخِفّ بهذه الصرخة العفوية والعارمة، وهذا خطأ استراتيجي ترتكبه. فصَمّ الآذان هذه المرة يضرّ صاحبه، خصوصاً أنّ هذه الحالة الشعبية أنتجت وستنتج مجموعات جديدة وشخصيات مطلبية. ولا يعتقد أحد أنّ شيئاً لم يتغيّر بعد عام، فالنَفَس الشعبي تغيّر، وكذلك تعبير المجموعات الجديدة». ويعتبر بارود أنّ «تأجيل الانتخابات النيابية الفرعية، بعد أن استقال 8 نواب في 6 دوائر انتخابية اعتراضاً وليس بداعي المرض أو السفر، أمر معبّر جداً عن أداء السلطة التي لم تستمع لهذا الاعتراض وقرّرت خلافاً للدستور عدم إجراء هذه الانتخابات، وهذا يعبّر عن خوف من الانتخابات». وتأسيساً على موقف السلطة هذا، يخشى بارود على الانتخابات العامة المقبلة.
وعن عدم انفجار غضب الناس في وقتٍ تعرقل القوى السياسية تأليف حكومة وفي ظل انهيار دراماتيكي في القدرة الشرائية والمعيشية، يوضح بارود أنّ «هناك تعباً على رغم أنّ غضب الناس زاد ولم يقلّ، وذلك لأنّ أحداً لا يجيب وإنّ الناس مشغولون في تأمين لقمة العيش فضلاً عن الهجرة المتعاظمة والخوف من فيروس «كورونا»، لكن هذا لا يعني أنّ الثورة انتهت أو فشلت أو تعثّرت».
وفي حين لا يرى بارود أنّ هناك «حلولاً غير جذرية متوافرة»، يراهن على «تعبير الشباب بصورة سلمية وديموقراطية، لكن أيضاً على القضاء، وهو الضمانة الوحيدة للناس».
الجمهورية