الرئيسية / سياسة / تخبّط يُربك دوائر القصر.. الحريري لن يسحب ترشيحه والاستشارات أمام خيارين

تخبّط يُربك دوائر القصر.. الحريري لن يسحب ترشيحه والاستشارات أمام خيارين

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت “الأنباء” الالكترونية”: سنة انقضت على انتفاضة الشعب اللبناني، ولا تزال الناس في الدوامة عينها. فلا الحراك الذي تصدر منابر التظاهرات وشاشات التلفزة قدم خريطة طريق لتغيير حقيقي ناجع في البلاد، ولا جماعة الحكم تغيرت ذهنيتها المركبة على الاستئثار والتسلط، ولا معاناة المواطنين تغيرت، لا بل زادت عمقا في الأزمات. وما أزمة تشكيل الحكومة التي يعيشها لبنان اليوم بعد تأجيل الاستشارات النيابية الى الخميس المقبل إلا الترجمة العملانية لكل ما يجري من انهيار تام لكل قواعد العمل العام.

وفي سياق العمل على معالجة تداعيات تأجيل الاستشارات التي لم تقنع كل تبريراتها احد، لم تفسح المساعي التي يجريها بعض الوسطاء الى النتائج المرجوة منها، ما فتح الباب على مزيد من التأزم في ظل الكلام عن احتمال تأجيل جديد لهذه الاستشارات المتأتية من عدم وجود حلحلة في مواقف الفرقاء الذين تسببوا بالأزمة.

تزامنا، كشفت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” ان تأجيل الاستشارات كان الغرض منه دفع الرئيس سعد الحريري للاعتذار وسحب ترشيحه، خاصة وأن ترشحه لرئاسة الحكومة فاجأ الرئيس ميشال عون والمحيطين به.

المصادر لفتت الى التخبط الحاصل في صفوف المحيطين برئاسة الجمهورية من خلال تسريب خبر عن اتصال مطوّل أجراه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس عون بحثا فيه موضوع الاستشارات، ليتبين لاحقا أن لا اتصال حتى الساعة بين ماكرون وعون.

ثم توقفت المصادر عند توزيع القصر الجمهوري لكلام نسبه لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شينكر لدى لقائه عون والقول إنه أثنى على جهود عون وإصراره على مكافحة الفساد، ليصدر بعد ذلك توضيح من السفارة الأميركية عكس تماما الصورة، وفحواه أن شينكر استوقفته جملة كُتبت على سيف معلّق في احدى ردهات القصر الجمهوري، فسأل عون لماذا لا تستخدم هذا السيف في محاربة الفساد.

المصادر لفتت الى ان الحريري وفريقه قرأوا رسالة تأجيل الاستشارات النيابية جيداً، ودققوا في كل ألغازها ومعانيها، وعلى هذا الأساس اتخذ الحريري قرارا بعدم التعليق أولا وبعدم سحب ترشيحه ثانيا، وبناء عليه فإن الاستشارات ستبقى في نفق ضيق امام خيارين، إما لتأجيل آخر، أو لإجرائها بمن حضر أيا تكن النتيجة.

المصادر شكّكت في نوايا المحيطين بالرئاسة، وأبدت خشية من دفعها الى اتخاذ مواقف سلبية قد تنعكس عليها مستقبلاً، خاصة وأن كل تأخير في تشكيل الحكومة سيزيد من مخاطر الأزمة الاقتصادية والمعيشية ويدفع بالبلاد الى الانفجار الاجتماعي، سائلة: “هل هذا ما يريده العهد مع بداية سنته الخامسة وما الغاية من دفع الأمور الى مزيد من التأزم؟”. كما توقفت المصادر مليّاً عند صمت حزب الله وعدم التعليق على تأجيل الاستشارات حتى اللحظة.

من جهتها، مصادر بيت الوسط أكدت عبر “الأنباء” أن الحريري لن يسحب ترشيحه، ولن يتخذ أي موقف حتى جلاء الصورة في الأسبوع المقبل ومعرفة طبيعة المشاورات التي قيل بأن عون سيجريها بحسب بيان التأجيل.

وعن احتمال لقاء الحريري برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل قبل موعد الاستشارات، لفتت المصادر الى ما قاله الحريري لعون عندما طلب اليه التواصل مع باسيل، أنه وبعد أن يتم تكليفه سيتواصل مع كل الكتل النيابية وأولها تكتل لبنان القوي، ولذلك قبل ان يتم تكليفه لن يتواصل مع أحد.

وعن موقف رؤساء الحكومات السابقين من تأجيل الاستشارات، لفتت المصادر الى انهم فوجئوا بقرار التأجيل، كما فوجئ غيرهم من القوى السياسية، لكنهم لن يعلّقوا على هذا الموضوع في الوقت الراهن بانتظار جلاء الأمور.

الى ذلك كشفت مصادر عين التينة عير “الأنباء” عن اتصالات يجريها الرئيس نبيه بري بعيدا عن الاعلام لمعرفة تداعيات قرار تأجيل الاستشارات، لافتة الى ان أبواب الحل ليست موصدة، وأن الاسبوع المقبل سيشهد اتصالات مكثفة على هذا الصعيد.

المصادر نفت علمها بقيام بري بوساطة بين الحريري وباسيل، وذكرت أن معلومات بري تفيد بأن الحريري سيلتقي باسيل بعد التكليف.

وعن حقيقة موقف حزب الله من تكليف الحريري، جددت مصادر عين التينة تأكيدها دعم الثنائي الشيعي لهذا التكليف و”هذا الموقف ثابت ولا رجوع عنه”.

وعلى وقع المفاوضات الحكومية، كان الضيف الأميركي ديفيد شينكر يتنقل بين بعبدا وبنشعي ومعراب وبيت الوسط، بعد زيارته أمس الأول لكليمنصو وعين التينة، مستثنياً باسيل من اتصالاته ولقاءاته، في وقت أشارت مصادر مطلعة الى ان قرار مقاطعة باسيل من قبل الدبلوماسية الأميركية اتُّخذ منذ فترة وهذه ليست المرة الأولى التي لم يلتق بها زوار أميركيون باسيل.

المصادر لفتت الى ان جولة شينكر هدفها وضع القوى السياسية في صورة مفاوضات ترسيم الحدود والاهتمام الأميركي بهذا الموضوع، وأن شينكر أبلغ القيادات التي التقاها بجدية هذه المفاوضات وإمكانية التوصل الى اتفاق في غضون 3 أشهر أو 4 أشهر على أبعد تقدير، ما سيسمح للبنان بالاستفادة من ثروته الطبيعية من النفط والغاز ما قد يساعده على الخروج من أزمته.