الرئيسية / محليات / فضل الله دعا الرئيس المكلف الى فتح باب الحوار: البلد لا يبنى بالحسابات الخاصة

فضل الله دعا الرئيس المكلف الى فتح باب الحوار: البلد لا يبنى بالحسابات الخاصة

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: “عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام العسكري المحبين والموالين قبل رحيله من هذه الدنيا، حين قال: “أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد. صلوا في عشائرهم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل: هذا شيعي، فيسرني ذلك. اتقوا الله، وكونوا زينا، ولا تكونوا شينا، جروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل قبيح، فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله، لنا حق في كتاب الله، وقرابة من رسول الله، وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب. أكثروا ذكر الله، وذكر الموت، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات. احفظوا ما وصيتكم به، وأستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام”.


أضاف: “بهذه الكلمات، أراد الإمام أن يحدد صفات المنتمين إلى أهل البيت، فهو يريد لهم أن يكونوا المتقين والورعين والصادقين والأمناء، وهم يعرفون بكثرة ذكر الله، وذكر الموت، وتلاوة القرآن، وبمحبتهم لرسول الله وأهل بيته، وبانفتاحهم على من يختلفون معهم في الدين أو المذهب، وبحضورهم في ساحات الحق والعدل، وهم الذين لا ينكفئون عن مواجهة التحديات”.

وتابع فضل الله: “البداية من خطوة التكليف للرئيس الحريري، وهي خطوة يأمل اللبنانيون وإن بحذر أن تشكل لهم بارقة أمل، وأن تفتح الأبواب لإيقاف الانهيار الحاصل على الصعد الاقتصادية والمالية والمعيشية والذي بات يهدد الاستقرار الأمني، ويؤمن انفتاح الخارج ومساعدته…
ونحن في هذا المجال، نرحب مع كل اللبنانيين، بأي خطوة تساهم في إنقاذ البلد مما يعاني منه وإخراجه من أزماته وإن كنا نريد أن يأتي ذلك بفعل توافق القوى السياسية، لا بالانقسام الذي حصل والذي عبرت عنه الأصوات التي حظي بها الرئيس المكلف، بعدما أصبح واضحا أنه لا يمكن النهوض بهذا البلد وإخراجه من أزماته في ظل بقاء القوى السياسية على مواقفها وانعدام الثقة في ما بينها.. والذي سيؤدي بالطبع إلى تعثر تأليف الحكومة المرتقبة…
ومن هنا ندعو الرئيس المكلف إلى فتح باب الحوار مع كل القوى السياسية الراغبة في الحوار للتوافق معها على الأسلوب الذي ستدير به الحكومة شؤون الدولة سواء على المستوى الاقتصادي أو المالي أو الإداري أو السياسي، ومعالجة الهواجس التي لدى البعض من أن يتكرر مجددا النهج الذي أوصل البلد إلى ما وصل إليه من الانحدار، والذي جعله رهينة شروط صندوق النقد الدولي، وأفسح في المجال أكثر للدول للتدخل في شؤونه، أو أن تكون الحكومة منصة لتصفية الحسابات الداخلية والخارجية”.
وقال: “في الوقت نفسه، ندعو القوى السياسية إلى أن تكون ولا سيما في هذه المرحلة أكثر حرصا على الخروج من حساباتها الخاصة ومصالحها الفئوية لحساب الوطن وإنسانه، فالبلد لا يبنى بالحسابات الخاصة ولا بالمحاصصات، وذلك لتسهيل ولادة حكومة يحتاج إليها اللبنانيون لمواجهة أزماتهم والتحديات التي تواجههم على أكثر من صعيد.
إننا نقول لكل من هم في مواقع المسؤولية، إن المرحلة ليست مرحلة تقاذف المسؤوليات أو أن يرمي كل فريق الكرة في مرمى الآخر، أو مرحلة انتظار لما يجري في هذا البلد أو ذاك. إننا لن نهون من صعوبة تمرير استحقاق التأليف نظرا إلى الشروط والشروط المضادة، لكننا سنبقى نراهن على وعي القوى السياسية لمخاطر ما جرى وما قد يجري، لتذليل العقبات أمامه.
في هذا الوقت، استمع اللبنانيون إلى كلمة رئيس الجمهورية التي حملت بمضمونها تعبيرا حقيقيا عن معاناة اللبنانيين جميعا، وقدمت اعترافا من أعلى مسؤول في الدولة بالأزمات التي يعاني منها اللبنانيون والفساد المستشري في إدارة الدولة.
لكن الشعب اللبناني كان ولا يزال ينتظر من رئيس الجمهورية وكل من هم في مواقع المسؤولية أن يقدموا حساباتهم للناس، ماذا فعلوا وماذا سيفعلون ولماذا لم يفعلوا، وما هو مقدار مسؤوليتهم عما حصل؟”.

وفي مجال آخر، قال فضل الله: “نستغرب إصرار الرئيس الفرنسي على أن بلاده لن تتخلى عن “الرسوم الكاريكاتورية” في عملية صب للزيت على النار، والتي نراها تخدم المتطرفين وتزيد من استعار العنف الذي ندينه بكل الوسائل. إن على الرئيس الفرنسي أن يأخذ في الاعتبار أن الإساءة لرسول الله إساءة لمشاعر مئات الملايين من المسلمين وقسم كبير من الشعب الفرنسي، والحديث عن الحرية يقف عند الإساءة للآخرين.
إننا نريد لفرنسا أن تخرج من هذه العقلية التي تستبطن مواقف ضد الإسلام وتفسح في المجال لردود فعل نأمل أن يتم العمل لتداركها قبل أن تنعكس على أكثر من ساحة وموقع.. لتكون فرنسا بالصورة التي نريدها موطنا لتلاقي الرسالات السماوية”.