الرئيسية / محليات / غريب في مسيرة الشيوعي بذكرى تأسيسه: إذا كانت ضريبة الواتساب أشعلت انتفاضة فماذا سيحصل اذا ما تم رفع الدعم؟

غريب في مسيرة الشيوعي بذكرى تأسيسه: إذا كانت ضريبة الواتساب أشعلت انتفاضة فماذا سيحصل اذا ما تم رفع الدعم؟

مجلة وفاء wafaamagazine

أحيا الحزب الشيوعي اللبناني، الذكرى ال96 لتأسيسه، بمسيرة انطلقت عند الساعة الخامسة من عصر اليوم، من أمام اللوحة التذكارية لعملية “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” مقابل صيدلية بسترس في الحمرا، إلى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، تحت شعار “96 عاما من النضال على درب التحرير والتغيير”، شارك فيها حشد من المحازبين، ممثلون عن “لقاء التغيير” وعن أحزاب لبنانية والفصائل الفلسطينية، وعن هيئات وتجمعات نقابية وبلدية واجتماعية واعلامية.

ورفع المشاركون لافتات تؤكد استمرار الحزب في النضال ضد الفساد، وفي مقاومة أي عدوان على لبنان.

غريب
وفي ساحة رياض الصلح، ألقى الأمين العام للحزب حنا غريب كلمة قال فيها: “ستة وتسعون عاما مضت على تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني، ستة وتسعون عاما من النضال على درب التحرير والتغيير، درب التحرر الوطني والاجتماعي لشعبنا. ها قد أتينا اليوم لنحيي ذكراها المجيدة في هذه المسيرة التي ترمز في معنى انطلاقتها من صيدلية بسترس الى ساحة رياض الصلح، الى الجمع والتكامل بين انطلاقة جمول في 16 أيلول 1982 وانتفاضة 17 اوكتوبر 2019، اللتين تجسدان اليوم معنى المواجهة الواحدة للقضية الواحدة، التي انتصر لهما شعبنا في المحطتين معا، مؤكدا صحة هذا الخيار التاريخي لحزبنا وصوابيته، حاضرون دوما على امتداد كل هذا التاريخ، لم تكلوا ولم تملوا، قدمتم من أجل هذا الخيار أغلى ما لديكم، أمينين عامين شهيدين، فرج الله الحلو وجورج حاوي، وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى الذين خطوا بالدم والعرق مسيرة حزبنا”.

أضاف: “حاضرون في كل ميادين النضال، في مواجهة العصابات الصهيونية منذ ثلاثينات القرن الماضي، في معارك الانتداب والاستقلال. حاضرون، في نضالات الطبقة العاملة والحركة الطالبية والمهنية، في مواجهة العدوان الصهيوني واحتلاله، يا من أسستم الحرس الشعبي وقوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية جمول على درب التحرير والتغيير، في مواجهة مشاريع التقسيم والفدرلة، قاتلتم وحملتم قضية فلسطين، وما زلتم، ولم تستثمروا فيها، وعلى مذبح حرية الفكر والكلمة، قدمتم مفكرين شهيدين كبيرين حسين مروة ومهدي عامل، اللذين قاوما بفكرهما الاشتراكي محاولات اعتقال فكرنا الوطني والطبقي. التحية، كل التحية، لجميع الشهداء ولهذه المسيرة الباقية على العهد، وعلى هذا الخيار، ولتبق المواجهة واحدة ولتبق مستمرة من اجل التحرر الوطني والاجتماعي على المستوى القومي العام وعلى مستوى كل بلد عربي”.

وتابع: “هذا هو مفهومنا المقاوم:

– ضد النهب الإمبريالي والصهيوني لخيرات شعوبنا وثرواتها، الذي يتوسل الاستتباع والسيطرة والاحتلال، عبر صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية واتفاقيات الاستسلام والتطبيع التي تقوم بها انظمة الخيانة مع الكيان الصهيوني.

– وضد الأنظمة الرأسمالية التبعية المحلية ومنظوماتها السياسية الفاسدة ومنها منظومتنا اللبنانية التي تتولى دور الوكيل في استغلال شعبنا وافقاره وتهجيره، وحماية مصالح اوصيائها في الخارج.

هنا تكمن اهمية الانتفاضة التي أدخلت الوكيل في ازمة يعجز عن معالجتها من دون اللجوء المباشر الى الحاكم الاصيل الآتي الينا من كل حدب وصوب، ليعيد انتاج نسخة جديدة لتبعية النظام السياسي الطائفي المأزوم الرابط لمصالح الوكيل بالأصيل بعضهما ببعض”.

وشدد على أن “كل محاولات انعاش هذا النظام وتعويم منظومته فشلت، فلا حكومة “الوحدة الوطنية” برئاسة الحريري التي أطاحتها انتفاضتكم الشعبية نفعت معه، ولا حكومة “الأكثرية النيابية” برئاسة حسان دياب نفعت، وكذلك حكومة “المهمة”. ومع ذلك يكررون المحاولة المدانة للخروج من مأزقهم في اعادة تكليف الحريري رئيسا للحكومة، وفي ذلك مس واستهتار بمشاعر وارادة مئات الآلاف من اللبنانيين الذين انتفضوا في 17 تشرين وأطاحوا به وبحكومته وبخطتها “الاصلاحية”، ونحن نكرر اليوم ونرفع الصوت عاليا لنقول: ان هذه الساحة التي اطاحت حكومته السابقة لسوف تطيح حكومته المقبلة اذا ما تشكلت، ضمن مسار استمرار دفع الفواتير. فإلى أين تأخذون البلد؟ توقفوا عن دفع الفواتير الواحدة تلو الأخرى، الأميركي يضغط من الخارج، وانتم تخضعون لضغوطاته في الداخل بحرمان شعبنا من ابسط حقوقه الاجتماعية والانسانية”.

وقال: “خضعتم في ترسيم الحدود فنحن لا نرى أي مبرر للتفاوض على ترسيم الحدود مع العدو الصهيوني ولبنان يعيش حالة الانهيار الشاملة، بل نرى في ذلك خضوعا مكشوفا للبنان أمام العقوبات والضغوطات الأميركية، اذ كيف أصبح الأميركي بين ليلة وضحاها، وسيطا في مفاوضات ترسيم الحدود وهو الحليف الداعم للكيان الصهيوني ولا يهمه سوى حمايته ونهب ثروتنا النفطية؟ خضعتم وتخضعون لتعليمات واملاءات الاوصياء وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي بعد ان أوصلتنا سياساتكم الى الخراب الكبير الذي تتحملون انتم مسؤوليته: انهيار مالي، اقتصادي،اجتماعي، تربوي وتعليمي، صحي، انهيار في مؤسسات الدولة وخدماتها العامة كافة. خضعتم وتخضعون في ما تسمونه “اصلاحات” وهي أضاليل تتفننون بترويجها على بعض وسائل الأعلام. “اصلاحاتكم” وصلت وهي لا تحتاج “للشرح”، انها واضحة في المعدلات الفلكية التي سجلتها على صعيد البطالة، والهجرة، والمجاعة، فلا دواء، لا كهرباء، ولا مياه ولا سكن وآلاف المؤسسات الصناعية والتجارية مقفلة… والناتج المحلي الإجمالي الى مزيد من التراجع، والتدهور مستمر في سعر صرف الليرة مع ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، وارتفاع معدل التضخم الى نسبة 100% بين آب 2019 وآب 2020. خضعتم وتخضعون في مسألة زيادة الضرائب غير المباشرة (ضريبة القيمة المضافة) وتعرفات الخدمات العامة الأساسية (الكهرباء)، وتقليص عطاءات أنظمة التقاعد والتقديمات الاجتماعية، وبيع ما تبقى من المؤسسات العامة لمصلحة المصارف والقطاع الخاص المحلي والخارجي، وفي الآتي الأعظم، وقف دعم أسعار استيراد الدواء والمحروقات والقمح الذي بدأ تنفيذه عمليا على الأرض بمجرد اعلان حاكم مصرف لبنان عنه حيث يتوقع حصول زيادة 60% إضافية في الأسعار ومعها سيفرض على ثلثي الشعب اللبناني، الالتحاق بجيش الفقراء و/أو بجيش العاطلين عن العمل، مع ما يتهدد ذلك من انهيار في مؤسسات الحماية الاجتماعية، لا سيما المؤسسات الضامنة وعلى رأسها صندوق الضمان الاجتماعي وأنظمة الحماية الصحية وتعويضات نهاية الخدمة ومعظم مؤسسات التعليم الرسمي، العام والجامعي”.

وتساءل: “ماذا بعد؟ كفى مكابرة… انهارت ميثاقيتكم، وديمقراطيتكم التوافقية الكاذبة، ووهم الحياد، والمثالثة والفدرلة والانتخابات المبكرة، وطروحات الارتداد والتقوقع المذهبي وصدامات الاقتتال الأهلي المولدة للتباعد السياسي والاجتماعي اكثر بكثير من وباء كورونا. انه نظامكم السياسي برأسماليته التابعة ومحاصصته الطائفية ومنظوماته المتوارثة، هو المهدد لمصير لبنان ووجوده وكيانه والذي ينبغي استئصاله بعد ان جعل حياة اللبنانيين جحيما يناضلون من اجل البقاء فيه على قيد الحياة. هذا ما ينتظر اللبنانيين اذا ما نجحوا في تشكيل حكومة بحجة ان المواطن لم يعد يتحمل، والحقيقة انه لم يعد يتحملهم هم، ولم يعد يصدق وعودعهم. ثلاثون عاما وهم يبيعونه الوعود الكاذبة. الآن يفتش كل منهم عن وصي له في الخارج ليتبناه ويبيعه، ما لا يملكه من هذا الوطن طلبا للسترة وعدم كشف دفتر حساباته المالية وامواله المهربة والمنهوبة. واذا كانت ضريبة الواتساب هي عود الثقاب الذي اشعل الانتفاضة فماذا سيحصل اذا ما تم رفع الدعم، غير ان تشتعل ساحات الانتفاضة وشوارعها؟ اننا نحذر منذ الآن المنظومة الفاسدة من عواقب الاقدام على رفع الدعم، الذي سيشكل انفجارا اجتماعيا ومحطة لتثوير الانتفاضة التي لن ينجحوا باعادة عقارب ساعتها إلى الوراء… فتحية إلى شهداء وجرحى الانتفاضة والى الشهداء الذين سقطوا إثر انفجار المرفأ الذي أثكل العاصمة بيروت”.

وأضاف: “الرفيقات والرفاق، وإذ نحتفل اليوم في هذه الذكرى المجيدة، فإننا نعاهد الشعب اللبناني وجمهور الانتفاضة الشعبية وكل قوى التغيير الديمقراطي على مواصلة النضال في مواجهة المنظومة الحاكمة، وعلى المضي قدما نحو بناء اوسع ائتلاف وطني للتغيير يفضي الى تعديل موازين القوى وإرساء أسس المشروع السياسي البديل، بدءا من فرض حكومة انتقالية من خارج المنظومة الحاكمة وبصلاحيات استثنائية كمقدمة لقيام الدولة العلمانية الديمقراطية في لبنان. امام هذه التحديات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية التي تنتظرنا، وبموازاتها فاننا نعلن لكم بالمناسبة اطلاق اوسع ورشة حوار ونقاش اعتبارا من الأسبوع المقبل انطلاقا من مشاريع الأوراق الفكرية والتقييمية، تحضيرا لانعقاد مؤتمر حزبنا الثاني عشر ووفق آلية التحضير التي أقرتها اللجنة المركزية”.

وختم: “عاشت الذكرى السادسة والتسعين لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني. والمجد والخلود للشهداء الأبرار. وسنمضي سنمضي الى ما نريد: وطن حر، وشعب سعيد”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 الوكالة الوطنية للاعلام

عن Z.T