مجلة وفاء wafaamagazine
أعرب رئيس الوحدة القضائية الخاصة بتوطيد السلم الاهلي في لبنان التابعة للمحكمة الدولية لتسوية المنازعات القاضي الدكتور نبيل بو غنطوس، في بيان، عن أسفه وألمه “ان يستشهد امس محام شاب في مقتبل العمر، هو الاستاذ جورج سليمان وهو يحاول اخماد النيران التي اندلعت في كرم الزيتون خاصته في بلدة المجيدل الجنوبية، ومن دون ان يرد في الاعلام اي ذكر للحادثة ومن دون ان يتناولها اي من المسؤولين، ولكأن ارواح الناس باتت تسلب منهم عرضا، في كل حدث يضرب في البلاد عن قصد وعن غير قصد. فقد باغتت النيران امس الشهيد جورج، وحاول التصدي لها باللحم الحي، ليحافظ على ارزاق موروثة من الاهل والاجداد في بلدة المجيدل الجنوبية، لكنه ارتفع شهيدا وهو يواجه اللهب وحيدا، فاغمض عينيه على هذه الدنيا، والنار تلتهم الارزاق من حوله، فوهب الارض روحه وجسده وهو يدافع عنها”.
واضاف بو غنطوس: “هالتنا بالامس، مشاهد النيران تتنقل من منطقة الى منطقة، ومن قرية الى قرية، وهي تبعث على الشك، نظرا لكثافتها وتعددها وتمددها بهذا الشكل، على انها افعال جرمية مقصودة، يتقصد مفتعلوها شل قدرات الاجهزة المعنية بمكافحة الحرائق والنيران، من خلال تعمد اشعالها في مناطق مختلفة وفي وقت واحد، بحيث تنعدم القدرة على مواجهتها بشكل فاعل وسريع”.
ودعا الاجهزة الامنية والاستخبارية في الدولة، الى “كشف ملابسات هذه الحوادث ومن يقف وراءها وتقديمه الى العدالة اذا ثبت تورط اي كان”. كما دعا حكومة تصريف الاعمال الى “اعتبار الشهيد جورج سليمان، شهيدا للوطن وللواجب في آن”، مطالبا نقابة المحامين “بالتحرك ايضا على هذا الصعيد، فهو لم يسقط الا دفاعا عن ارض احبها ووهبها روحه وحياته”.
وختم بو غنطوس: “تتكرر هذه المآسي كل عام، والاجهزة المعنية بالمكافحة تفتقر الى الدعم على صعيد التجهيزات المادية على انواعها، ما يشكل اخطارا تهدد حياة متطوعيها اثناء عملهم، وآخرهم في هذا الاطار شهداء فوج الاطفاء بعد حادثة الانفجار في مرفأ بيروت، فالاموال التي ترصد وتصرف وتهدر يمنة ويسرة، كان الاجدى ان تذهب الى وجهاتها الصحيحة، وما اكثر الحاجات في بلادنا”.