الأحد 25 آب 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
افتتحت لجنة “سنابل الخير”، “معرض الإمام الصدر للمنتجات الريفية والحرفية” الثالث في كفرا، برعاية النائبة عناية عزالدين، في حضور النائب أيوب حميد وعدد من الفاعليات والأهالي.
بعد تقديم من الشاعر يعقوب علوية وكلمة اللجنة المنظمة لإمام البلدة الشيخ حسن عيسى، ألقت عزالدين كلمة اعتبرت فيها أن “هذا النشاط يشكل فعل تمسك وتشبث بالأرض وهو تنمية للقرى والبلدات وتمكين لأهلها، فهذه الفعالية تنم عن الاصالة النقية والمبادرة الصادقة المنتمية عمليا وبحق لفكر سماحة الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر الذي كان بجدارة إمام المقاومة وإمام التنمية”.
وقالت: “التنمية الريفية مسألة شديدة الأهمية ولها أبعاد متنوعة وتأثيرات مختلفة، اجتماعية واقتصادية وثقافية وبيئية، ومن أهم فوائدها إطلاق عجلة الإنتاج بالاعتماد على المصادر الذاتية والمحلية في الزراعة والصناعات الحرفية التقليدية، وبالتالي خلق دورة اقتصادية داخلية، وهذا ما عرفه الجنوب لسنوات طويلة على شكل أسواق محلية على مدار الأسبوع في ساحات القرى والبلدات والمدن حيث تعرض المنتجات التي تستقطب المشترين من مختلف المناطق”.
ولفتت إلى أن “هذه الظاهرة التي لا تزال حاضرة الى الآن وإن بحجم ووتيرة اقل، شكلت حيوية خاصة ومناسبة لتعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية بين الاهالي والسكان، بما يحافظ على الروح الاهلية والطيبة وشد الأواصر ويعزز الوحدة والتلاقي، ومن شأن هذا الحراك الريفي ان يؤمن مداخيل مالية مقبولة تعطي الفرصة للأسر ذوي الامكانات الاقتصادية المتواضعة لتأمين حاجاتهم الاساسية، وبالتالي تمكينهم من تأمين متطلبات العيش الكريم، واكثر من يستفيد من ذلك فئة النساء وخصوصا اللواتي فقدن المعيل وبتن مسؤولات عن رعاية أطفال وناشئة”.
أضافت: “ومن الفوائد خلق فرص عمل متنوعة وتعزيز المهارات والكفاءات لدى الشباب وهي مسألة هامة جدا، فالكثير منهم يحتاج لأكثر من مصدر مالي لتكوين أسرة، وهذا ما يتوفر من خلال الأعمال الحرفية والمنزلية والزراعات المحلية. وهذه البيئة الإنتاجية ستساعد على كل حال في التقليص من الهجرة الداخلية التي أدت في سنوات التهميش الغابرة الى تشكيل أحزمة البؤس حول المدن، وهي كانت من الدوافع الاساسية التي دعت الامام الصدر لاطلاق حركته في وجه الحرمان وخصوصا ان تفريغ القرى في الجنوب كان هدفا اسرائيليا دائما لأنه سيكشف هذه البقعة من الارض امام العدوان ويجعله لقمة سائغة سهلة المنال لقواته العسكرية، وهو الطامع منذ البدايات بخيراتها وميزاتها الجغرافية وثروتها المائية، وعندما نتحدث اليوم عن الشعب كأحد الاضلاع الثلاث في المعادلة الذهبية نقصد هذا الشعب المتمسك والمتجذر بأرضه الثابت فيها والعامل على إحيائها وإعمارها كبيئة ومجتمع متماسك وموحد وصابر ومقاوم”.
وتابعت: “اليوم وفي ذكرى الانتصار الكبير على العدو في حرب تموز 2006، نستذكر في هذه الايام العودة المباركة والعظيمة والسريعة لأهلنا الى قراهم وموطنهم وأرضهم رغم الدمار والآلام والعذابات بما أذهل العالم وأفشل كل مؤامرات العدو الذي حاول ومن خلال كل مراحل التفاوض تأجيل عودة المهجرين، وهو الأمر الذي كان الرئيس نبيه بري له بالمرصاد، فكان نداؤه المعروف عند انتهاء الحرب ودعوته أبناء الجنوب للعودة المباشرة الى أرضهم والقرى”.
وقالت: “لبنان اليوم أمام تحديات اقتصادية جدية، والأولوية الرئيسية إيجاد المعالجات المناسبة لتحصين مالية الدولة وتخفيض العجز فيها لكي نتمكن على الأقل من تثبيت الاستقرار النقدي وتحقيق أرضية مناسبة لاستعادة عملية النهوض، وهو الأمر الذي يتطلب جدية وإخلاصا وعملا دؤوبا وتضامنا وطنيا، اضافة الى رؤية اقتصادية شاملة تقوم على الاعتماد على الذات والانتاج الوطني وتقليص وضبط مزاريب الهدر والفساد، واذا كانت الدولة تطلب من ابنائها المواطنين تفهم واقعها الاقتصادي واجراءاتها التقشفية المعتمدة، فعليها ايضا مسؤولية بناء الثقة مع الناس الذين يعانون نتيجة الاداء الضعيف للكثير من المؤسسات الحكومية. إذا اتخذت الدولة قرار تنشيط هذه المؤسسات وتلبية الامكانات الاساسية للمواطن وتفعيل الادارة العامة فإن استعادة الثقة وترميمها بين المواطن والدولة تصبح أمرا ممكنا ومتوقعا. ومن أهم ما يمكن فعله في هذا المجال هو الاستمرار في دعم البلديات وتأمين الاموال المستحقة لها والتعاون مع مختلف الجمعيات الاهلية والمحلية لاطلاق مجالات التنمية الريفية المختلفة”.
وختمت عزالدين: “أجدد التنويه بما تقومون به من جهد ونشاط. انكم تسيرون في الاتجاه الصحيح، هذا هو المسار الصحيح لمواجهة الأزمة المالية الاقتصادية، وحبذا لو يتم تعميم هذه التجارب على مستوى الوطن وبرعاية كاملة من مؤسسات الدولة ووزاراتها المعنية. لكم منا العهد بأن نكون معكم والى جانبكم في كل جهودكم بما أوتينا من قوة وقدرة، وهذا أبسط واجب الوفاء لكم انتم الشعب الأبي المقاوم والوفي”.
تخلل الاحتفال غداء تراثي.