الرئيسية / أخبار العالم / فرنسا وألمانيا تخاطبان بايدن: لاتفاق نووي جديد ولنتكاتف بوجه الصين

فرنسا وألمانيا تخاطبان بايدن: لاتفاق نووي جديد ولنتكاتف بوجه الصين

مجلة وفاء wafaamagazine

بانتظار تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مهامه في 20 كانون الثاني المقبل، تشهد الساحة الأوروبية سلسلة تحركات “عاجلة” تهدف إلى فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية. في تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط”، تحدّث الكاتب ميشال أبو نجم عن “الاستعجال الأوروبي لقلب صفحة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب على ضوء “المعاناة” التي عاشوها خلال 4 سنوات والخلافات العميقة التي باعدت بين ضفتي الأطلسي حول ملفات أساسية”، مؤكداً أنّ “الملف الأهم بينها الذي شكل محور الاحتكاك بين واشنطن و3 عواصم أوروبية (باريس وبرلين ولندن) هو بلا شك الملف النووي الإيراني”. وعلّق أبو نجم: “لذا، لم يكن مفاجئاً أن يركز وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا، جان إيف لو دريان وهايكو ماس، في مقال مشترك نشر في صحيفتين أوروبيتين وواحدة أميركية، أول من أمس، على مسألتين رئيسيتين: مستقبل حلف الأطلسي، والملف النووي الإيراني. وتتعين الإشارة إلى أن أحد أهداف جولة وزير الخارجية الأميركي الراهنة تناول “النووي” الإيراني، وهو ما أثاره مع الرئيس ماكرون في باريس، وسيكون رئيسياً في محطاته الأخرى”. ماذا جاء في المقال؟


أكّد الجانبان الألماني والفرنسي أنّ أوروبا وأميركا تحتاجان “إلى “اتفاق جديد” من أجل تكييف شراكتهما مع الاضطرابات العالمية، وبما ينسجم مع عمق روابطنا وقيمنا ومصالحنا المشتركة. فرنسا وألمانيا عاقدتان العزم على العمل من أجل تحقيق هذا الهدف مع الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كمالا هاريس، اللذين يؤمنان بقيمة الشراكات الدولية وبالصداقة التي تربط الولايات المتحدة وأوروبا”. وبشأن “النووي” الإيراني، كتب الوزيران ما يلي: “ندعو الولايات المتحدة إلى أن تعود لمقاربة مشتركة في مواجهة إيران حتى نستطيع معاً التأكد من أن برنامجها النووي ليست أهدافه إلا سلمية، وأن نوفر الردود (المناسبة) للتحديات الأخرى التي يطرحها هذا البلد بالنسبة لأمننا (وأمن) المنطقة”.

وتابعا: “العالم الذي نعيش فيه تغير خلال الأربع سنوات الماضية إلى الأسوأ. ومع بايدن، سيكون ممكناً تحقيق قدر أكبر من الوحدة العابرة للأطلسي في ما يتعلق بالزعماء المستبدين والبلدان التي تسعى لتعزيز قوتها عبر تقويض النظام الدولي أو الإقليمي، بيد أن مقاربة تقوم على المبادئ لا تلغي الحوار والتعاون. وفي هذا الصدد، نأمل أن تنجح الولايات المتحدة وروسيا في تمديد معاهدة “ستارت الجديدة” إلى ما بعد شباط 2021. كما أننا مستعدون للعمل مع موسكو حول المواضيع المتعلقة بالأمن الأوروبي، ونتوقع رداً بنّاءً، وعلى الاتحاد الأوروبي الاستعداد لهذا الأمر”.

وكان لافتاً أنّ الوزيريْن سلّطا الضوء على الصين، إذ جاء في المقال: “تحت إدارة يقودها بايدن، ستظل إبرة بوصلة السياسة الخارجية الأميركية تشير إلى الصين، التي ننظر إليها باعتبارها شريكاً ومنافساً ونداً في الوقت نفسه. ويجب أن نعمل معاً للتعاطي بفعالية مع نزعة الصين المتزايدة إلى فرض الذات وتأكيد القوة، وكذلك للحفاظ على المجالات الضرورية للتعاون مع بكين قصد مواجهة التحديات العالمية مثل وباء كوفيد 19 وتغير المناخ”. كما ركّزا على تركيا، إذا قالا: “وسيتعين علينا أيضا معالجة سلوك تركيا الإشكالي في شرق المتوسط وغيره”.

في ما يتعلق بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كتب الوزيران: “حالياً، نعمل على تطوير قدرات أمنية ودفاعية مشتركة لأنها ضرورية من أجل تقوية الاتحاد الأوروبي و”الناتو” معاً. والحق أن أوروبا بدأت منذ بعض الوقت تتولى قدراً أكبر بكثير من المسؤولية عن الأمن، من منطقة الساحل والبحر الأبيض المتوسط إلى الشرق الأدنى والأوسط، بما في ذلك الخليج. وهذا هو الطريق الذي نعتزم السير فيه. وفي غضون بضعة أسابيع، من المنتظر أن تقدّم مجموعة من الخبراء الأمنيين رفيعي المستوى توصياتها بشأن سبل جعل “الناتو” أكثر ملاءمة لهذا الهدف”.

الوزيران اللذان رحبا بإعلان بايدن اعتزام الولايات المتحدة العودة إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية، قالا: “ننظر إلى هذا باعتباره نقطة البداية لمساعٍ عابرة للأطلسي هدفها تقوية تعددية الأطراف وتكييفها مع تحديات اليوم والغد. ذلك أن هذه الأخيرة تظل الرد الوحيد الفعال في عالم يسعى فيه عدد متزايد من اللاعبين إلى إضعاف النظام القائم على القواعد. كما أن التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة مهم جدا من أجل توزيع عادل للقاحات والأدوية، وكذلك لإعادة إطلاق الاقتصاد العالمي”.

وبناء عليه، خلص الوزيران إلى ما يلي: “هكذا تستطيع أوروبا والولايات المتحدة أن تظلا ضامنتين للسلام والاستقرار والديمقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان في العالم. بالطبع، ندرك أننا لن نتفق دائما حول كل شيء. وسنحتاج لحل الخلافات حول الرسوم الجمركية والعقوبات والضرائب والدعم الحكومي للشركات، والتي شكّلت عبئا ثقيلا على شراكتنا مع الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. إننا مستعدون للعمل مع الولايات المتحدة حول حلول مشتركة بالنظر إلى طبيعة الرهان وحجمه بالنسبة للجيل المقبل من الأوروبيين والأميركيين على حد سواء. بكل بساطة، الأمر يتعلق بقدرتنا على الحفاظ على نمط حياتنا ومواصلة سعينا الدائم والحثيث وراء الحرية الفردية والتقدم الجماعي. والأكيد أنه لن يكون هناك شريكان طبيعيان أحسن وأقرب لهذا الغرض من أميركا وأوروبا”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشرق الاوسط