الرئيسية / سياسة / مؤسسات دولية تشتري السندات اللبنانية: لا خوف

مؤسسات دولية تشتري السندات اللبنانية: لا خوف

الاثنين 09 أيلول 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

على رغم الكلام عن ان احتياط مصرف لبنان من العملات الصعبة لا يكفي أكثر من سنة لسداد كل المستحقات والديون والفوائد وتمويل عجز الدولة، فان معلومات خاصة بـ”النهار” أفادت أن مؤسسات مالية دولية اشترت سندات لبنانية بقيمة تتجاوز الخمسة مليارات دولار تباعا منذ مدة. وهي تشتري هذه السندات من مصارف لبنانية، تعمد الى بيعها لضمان تغذية احتياطها بالعملات الصعبة، ولابعاد الخطر عنها في ظل شائعات متكررة عن امكان انهيار الليرة في ظل التصنيفات المالية المتكررة سلباً للبنان، رغم عدم أهمية بعضها.

وقد تنبهت لعمليات البيع لجنة الرقابة على المصارف التي تتابع الملف، وافيدت أن مؤسسات دولية توصلت الى ان الخطر على الليرة اللبنانية غير داهم وانه في الامكان الاستفادة من المعدل المرتفع للفوائد في لبنان، فقررت شراء سندات لبنانية قصيرة ومتوسطة الأجل.

وأبلغت المصادر “النهار” أن تلك الشركات الدولية، تراقب بحذر الوضع المالي اللبناني، والاجراءات المالية والاقتصادية، ولا ترى خطراً داهماً في هذا المجال، اذا ما دأبت الحكومة اللبنانية على تنفيذ وعودها الاصلاحية والتزام مواعيدها. وهي ترى ان لبنان بات ملزماً اتخاذ اجراءات قاسية للسنوات المقبلة، قبل ان يستعيد استقراره المالي.

واذا كان ثمة ما يطمئن رغم الشائعات الكثيرة، فان خيط أمل يتسرب من الاجتماع المالي المتوقع اليوم بين رئيس الوزراء سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وليس هدفه دراسة الاجراءات المالية والنقدية ومتابعة تنفيذ الاجراءات الضابطة، وانما دراسة اطلاق اصدار جديد لسندات “الاوروبوند” بقيمة مليارونصف مليار أو ملياري دولار أميركي، اضافة الى التحضير لمشروع موازنة 2020 التقشفية بامتياز. وتقول مصادر مصرفية لـ”النهار” إن مجرد اطلاق اصدار جديد بعد الاخير الذي لم ينجح، معناه ان ظروفاً تبدلت، وان معطيات جديدة توافرت لوزارة المال وللحاكمية فلا تتعرضان لانتكاسة جديدة، ما يؤدي الى نجاح الاصدار وادخال عملات اجنبية الى الخزينة، الامر الذي يعيد الثقة بالاسواق المالية اللبنانية ويخفف الضغط على الليرة.

واذا كان الاسبوع الماضي كان مالياً بامتياز مع الموفد الفرنسي المكلف متابعة مقررات مؤتمر “سيدر” بيار دوكين، فانه اختتم بلقاءات سياسية ومصالحات ومصارحات، شابها التباس حول الغاء رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع زيارته للشوف، في ظل غموض لم يصدر حزب “القوات” بياناً واضحاً لتبديده، فكثرت التأويلات قبل ان يطل جعجع أمس ليعلن ان السبب “غير حرزان” وان الزيارة قائمة في وقت قريب.

والظروف التي أحاطت بالالغاء والصمت الذي ساد أوساط “القوات” حيالها أوحت بان القوى المعارضة لجعجع نجحت في احكام الحصار عليه. فالغاء الزيارة تزامن مع “مصارحة” الاشتراكي – “حزب الله” برعاية الرئيس نبيه بري، وجاءت بعيد نشر صورة النائب تيمور جنبلاط في زيارة الوزير جبران باسيل في منزله باللقلوق. وجاء نشر الصورة عشية الزيارة كأنه استباق لها، وسط شائعات عن تحذيرات أمنية لجعجع بعد اثارة البعض ذكريات حروب الجبل وضحايا الشحار الغربي وغيرها، فيما روج آخرون ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أوكل الى نجله النائب تيمور استقبال جعجع، ما اعتبره الاخير مسايرة للعهد واضعافاً للزيارة.

وشهدت عطلة نهاية الاسبوع “مصالحة” والعودة الى تنظيم الخلاف بين “حزب الله” والحزب التقدمي الاشتراكي، برعاية الرئيس بري الذي عهد اليه في ادارة الاختلاف. وحضر اللقاء الرئيس بري ومعه وزير المال علي حسن خليل والمستشار أحمد بعلبكي، وعن “حزب الله” المعاون السياسي للأمين العام حسين الخليل ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، وعن الحزب الاشتراكي وزير الصناعة وائل أبو فاعور والوزير والنائب السابق غازي العريضي.

من جهة أخرى، لبى النائب تيمور جنبلاط دعوة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الى اللقلوق وغرد لاحقاً: أردنا للتواصل السياسي ان يساهم بإراحة الجو في ظل الظروف الراهنة، وهي فرصة للتفكير بمصير الشباب اللبناني وللتذكير يجب ان يشمل المسار القضائي في قضية البساتين الجميع دون استثناء.

في كل حال، تنشط هذا الاسبوع حركة الاجتماعات السياسية والمالية، فالى الاجتماع المقرر اليوم، يعقد مجلس الوزراء جلستين الاولى للموازنة والثانية لجدول أعمال عادي أبرز بنوده انجاز بعض التعيينات القضائية والادارية التي تم الاتفاق عليها مبدئيا، كما يعقد اجتماع في وزارة الدفاع للبحث في الآليات الواجب اعتمادها من اجل ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية التي يتم من خلالها التهريب. وكان الموضوع شهد أخذاً ورداً بعد كلام الرئيس الحريري الجمعة عن وجود نحو 150 معبراً للتهريب، على عكس ما كان صرح به وزير الدفاع الياس بوصعب حاصراً العدد بعشرة أو ما يزيد قليلاً، ما استدعى رداً من الاخير في تغريدة تضمنت الاتي: “أكبر عملية تضليل للرأي العام ولتغطية عمليات التهريب الكبيرة من المعابر الشرعية نسمع العودة الى نغمة الـ150 معبراً غير شرعي، هذا غير صحيح وغير مسوؤل ولا يساعد الجهد المبذول للحد من التهريب على اختلاف أنواعه عبر كل المعابر ولاسيما الأساسية منها، لكن البعض بيصحا متأخراً ومضلاً”.

على صعيد آخر، يصل الى بيروت، مساعد وزير الخارجية الأميركي المكلف ملف ترسيم الحدود ديفيد شنكر، في زيارة هي الاولى له، ليستكمل مهمة سلفه ديفيد ساترفيلد. وسيشدد على ضرورة تثبيت قواعد القرار 1701 في أرض الجنوب أولا، كشرط أساس لتتمكن الوساطة الاميركية من التقدم. وسيسبقه عشية وصوله الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي سيلقي كلمة سياسية في التاسعة مساء اليوم.

في غضون ذلك، تحدث وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس عن البرنامج النووي الايراني، فاتهم طهران باغتيال رئيس الوزراء السابق الراحل رفيق الحريري. وقال ماتيس في مقابلة مع “سي أن أن”، إنه عدما كان قائداً للقيادة المركزية، أمسك بإيران وهي على بعد 3 كيلومترات من البيت الأبيض، في محاولة فاشلة لاغتيال سفير عربي. وتساءل: “هل يمكن تخيل أن يقوم بلد بأمر كهذا، والآن يكون مسلحاً نووياً، وقوته أكبر؟”.

وأضاف: “هذا البلد استخدم الإرهاب لقتل رئيس وزراء لبنان السابق، واستخدم الإرهاب لإظهار خلاف في البحرين، واستخدم الإرهاب في كل المنطقة، هم الآن في اليمن، وأنا أؤمن بأن الحرب كانت ستنتهي دون الدعم الإيراني”.

المصدر: النهار