حاورته وفاء بيضون
هو لا يطرق القلوب ، ولا العقول ، بل يملك من الجاذبية حدا، لا ينتظر معه إذن الدخول ، إلى ثنايا، وأوصال تلك الأوتار، التي يهتزّ نبض وصالها، تغريدة وطن ، ووطنية .. حركة دائبة دائمة ناقلة متنقلة بين أوجاع المذهبية المتعشّقة ببصماتها الشريرة في أوداج نفوسنا، وعروق قلوبنا .. إبن إبتسامة ، وصانع إبتسامة هادئة ، دافئة ، حاملة أوجاع المواطن على مدى مساحة الوطن .. تواضع وتسامى ، حتى غدى تواضعه ، خمير وجدانه وخبز إنسانيتة ..
هو شرارة تلمع ، على مساحة تنوّع الإبداع ، مع بصمة عبقرية خاصة إستطاع إدراجها بثقة عالية ، في أعماله الفنية المميزة ، والتي أعادت الأضواء والسطوع الى خشبة المسرح اللبناني …
ونحن أمام تنوع عروضه الفنية ، المتنقلة بين وعلى مساحة خشبة المسرح اللبناني ، تستوقفك لحظة تأمل ، وحيرى بحثا عن أوصاف تليق بتلك القامة الفنية العالية المبدعة العاشقة لثقافة الفن وآدابه ، حيث إستطاع نشر البسمة وغرسِها في قلوب رواد المسرح ، والمشاهدين ، ورسمها فرحا على وجوههم .. وهو الذي يخفي خلف تلك الابتسامة ، دمعة ألم ، هو المبدع الخلاق من بلادي هو العلم الذي يرف بيارق فرح ، وسرور تجول ميادين ومسارح الوطن ، النجم العملاق جورج خباز…
إلتقينا خباز خلال عرض مسرحيته الجديدة ” إلا إذا ” التي تعرض على خشبة مسرح ” شاتو تريانو ” الزلقا ( بيروت )، من تأليفه وإنتاجه ، وإخراجه الى جانب مجموعة من الفنانين : ( سينتيا كرم ، لورا خباز ، مي سحاب ، غسان عطية ، جوزيف أصاف ، جوزيف سلامة ، ، وسيم التوم ، عمر ميقاتي ، بطرس فرج ، أسبيد خاتشادوريان ، جوزيف ساسين ، توفيق الحجل ، روجيه بركات ، فادي أبو جودة ) هذا ويستمر عرض المسرحية لغاية الثامن من شهر آيار المقبل
للحديث عن المسرحية وخصوصيتها، وتلك البصمة الإبداعية التي تفّرد بها خباز في كل أعماله ، حيث تطرق في مسرحيته ” الا اذا ” الى نقل الواقع اللبناني كما هو في عمل مسرحي هادف ورسالة عميقة مخاطباً شرائح المجتمع اللبناني بمختلف إنتماءاته الحزبية ، وتركيبته الطائفية المناطقية في كوميديا ساخرة هادفة ، تَطَرُّقا للحديث عن المسرح اللبناني ، المرأة اللبنانية ، وعن عمل يجمعه مع الفنان القدير دريد لحام ، وجديده فيلم بعنوان ” الواوي ” وكل ما هو ذات صلة ……
قائلاً :
بكل صراحة ، للخصوصية المسرحية مسألتين مندمجتين مع بعضهما البعض ، المسألة الأولى او الشق الأول الشخصية ( character ) كاريزما ربانية ، وروح قريبة من الناس
اما الثانية والتي تتعلق بالشق التقني ، او مقاربة المواضيع التي أقدمها بلغة الناس ، هي لغة بسيطة غير مبتذلة بعيدة عن التهريج ، بعيدة عن اللعب على الغرائز الجنسية ، والسياسية ، وفي نفس الوقت أنقل همومهم ، أوجاعهم ، والجدلية القائمة ، تستطعين القول مرآة ناصعة للبيئة التي أعيش فيها والتي هي لبنان
لبنان بتنوعه ، وتناقضاته ، بمشاكله ، بجماله ، بكل شفافية أعكس ما أشعر به كمواطن لبناني مثلي مثل أي مواطن لبناني آخر ، بكافة معتقداته ، المناطقية والحزبية
المواطن اللبناني يعاني الكثير من الآفات الموجودة في مجتمعنا ، سواءً على الصعيد الإجتماعي ، الإقتصادي ، أو الأمني … لذلك أترجم ما أشعر به بكل بساطة وبالكثير من الحب ، الحب للإنسان أولا ثم الوطن
فأنا أتكلم دائما من منطلق إنساني بحت وأعتقد أن هذا هو الرابط الأساس بيني وبين الناس .
ثم أسهب بالحديث عن المسرحية :
كما تشاهدين الديكور في المسرح هو عبارة عن مبنى ( البناية ) وهذا المبنى يمثل الوطن ، وكل شرفة فيه تمثل شريحة من اللبنانيين ( الشيعي ، السني ، الدرزي ، الأرمني ، الأرثوذكسي ، الماروني ، العلماني ) بكل بساطة أظهر من خلاله جمال الطوائف ، وقبح الطائفية
كل طائفة في وطني لديها خصوصيتها وبطولاتها وفضلها على الوطن ، والوطن له الفضل عليها ، لكن للأسف في المقابل لدى كل طائفة بشاعتها الطائفية أيضا ، وهذا ما يسبب لنا اللإنسانية بالتعاطي مع بعضنا البعض وبالتعاطي مع الآخر مما يؤدي الى نشوء حروب ليست فقط على صعيد لبنان بل على صعيد العالم العربي كله
عدم تقبلنا للآخر بشتى أنواعه ليس فقط في الدين ، بل حتى المختلف عنا جسدياً ، او عرقياً وهذا ما حاولت إظهاره في فيلم ” غدي ” حيث قلت اذا كنا لا نستطيع تقبل شخص ( خلقة ربه ) فكيف سنستطيع ان نتقبل شخصا آخر من غير دين ، أو من غير فكر ، أو من غير طائفة ، لذلك نحن لدينا نظرة للآخر منقسمة الى ثلاثة إنواع : إما العدائية ،إما الفوقية ، إما الشفقة ، وكلها تعبّر عن الأسوأ فالأسوأ
لديّ أغنية في مسرحية ” مش مختلفين ” أقول فيها
ما نقيت وين خلقت
ولا نقيت وين علقت
ولا نقيت إسمي شو
ولا طولي أديش هوي
عادي ناصح أو ضعيف
ما نقيت أهلي مين
ولا المذهب ولا الدين
السؤال ما اخترنا نحنا مين طيب ع شو مختلفين
برأي الله واحد ، فلنتوحّد على الإنسانية ، على الحب والمحبة ، فالعدائية والفوقية تؤذينا ، والحب هو المنقذ الوحيد لنا
في الصالة حيث تُعرض مسرحية ” إلا إذا ” تجيدين تنوّع في الجمهور بحيث يكون الحضور من كافة المناطق والمعتقدات ، والطوائف ، والمستويات الفكرية ، والكل يجلس جنباً الى جنب ، خلال المشاهد الاخيرة للمسرحية تتبدل الأدوار من خلال إجراء فحص ( DNA ) لمعرفة أصل كل مواطن ، من خلال هذا المشهد أحببت أن أنقل العصبية الطائفية المغروسة فينا ، حيث تبدلت مواقف كل مواطن مع تبدل طائفته ، وان كان تصفيق الجمهور في بداية المسرحية قد يكون التفاعل طائفي ، ولكن عند تبدل الطوائف يصبح التصفيق دون انتماء لطائفة ما حتى أنننا نكاد لا ندرك أهيَ حركة وعي أم لا
اما اذا استطعت من خلال عملي المسرحي إحداث تأثير ما ، يكفيني بالحد الأدنى كلمة حق ، ووقفة ضمير وانا أعبر عن رأي بأرقى أنواع التعبير وهو المسرح ، المنبر التواصلي ، الإنساني ، الثقافي ، الفكري ، الترفيهي ، إجمالا لكي نُحدث تغييرا ما نحتاج الى الوقت ، فنحن هكذا منذ خمسمائة سنة، ذكرت في المسرحية عن تاريخ لبنان والطائفية المغروسة بداخلنا منذ عقود ، نستطيع إحداث التغيير اذا استطعنا اعادة الجيل الجديد الى الجذور الإنسانية ، و مخاطبته بوعي ، بالطبع دون ان اطرح نفسي مصلحا إجتماعيا ،
فيجب ان تصل الرسالة بسلاسة ، بخفة ، بصدق ، وبعفوية ، هكذا تقترب القلوب التي بمعظمها من الداخل تسكنها الطيبة، ولكن التراكمات أحدثت طبقة غبار حجبت تلك الخصلة والتي قد تُزال من خلال اي طرفة ولو صغيرة
أحد الحضور كتب على صفحته الإلكترونية فوق صورتي جملة أثرت بي( حسين الماروني أفضل ما في بلادي ) ذلك الشخص يدعى نعيم قصير من الجنوب وغيره الكثيرين ممن عبروا على طريقتهم بكلمات جميلة ومؤثرة وظريفة ، بنفس الوقت ( انو اي حسين الماروني ، وجورج الشيعي ، وعمر الدرزي ، ومعروف الكاثوليكي ، انو وين المشكلة ) على ما اعتقد وصلت الرسالة
ايضا أرسل لي صديق اسمه حسن يونس عن مشروع الاستفتاء بخصوص أكثر شخصية محببة ومؤثرة بين الفنانين العرب فكان اسمي بين مئة وأثنتا عشرة من الفنانين العرب بالرغم من انني اعمل في المسرح وليس في التلفزيون ولا في السوشيل ميديا ،
تنوع الجمهور ، والمشاعر الواحدة تسعدني وتثبت لي صحة ما كتبته وجسدته في هذه المسرحية ، و هذا المشهد الرائع الضحكة الواحدة ، الصمت ، الدمعة ، حينها ادرك تماما ان جميع الناس تملك الطيبة الكبيرة والمتشابهة في آن ، نستطيع ان نطلق على هذه المسرحة اسم محكمة ، محكمة لإنسانيتنا ، فلنتفق اذا ولننقذ هذا المبنى المتصدع الآيل للسقوط والذي يجسد الوطن . والذي قد ينهار دون الوصول او الاتفاق على حلول . أضاف :
اما بالنسبة للمرأة اللبنانية فهي المرأة المناضلة ، المثقفة ، المفكرة ، والمتعلمة ، حتى الغير متعلمة من النساء لديها ذكاء فطري ، ففي المسرحية تطرقت لموضوع المرأة وكيف أنها لا زالت تعاني من الذكورية على جميع الأصعدة ، وخاصة على الصعيد السياسي ، هي تمثل نصف المجتمع اذا لماذا لا يكون لها حضورها القوي ، والفعال في المجلس النيابي
مع العلم أن نسبة العلم في لبنان عند النساء هي الأعلى مقارنة مع الرجال ، لذا عليها ان تعي تماما ما تريد وكيف تكون حرة ، وهذا يرتبط بالمصالحة مع الذات ، ومع طبيعتها
لبنان هو الأفضل بين البلدان بمسألة حقوق المرأة ، ومساواتها مع الرجل ، والأهم ان يتساووا ، روحيا ، فكريا وانسانيا ، لديَّ شعور اننا نتجه مع الوقت إلى السكة الصحيحة
ثم تابع خباز :
الظلم يبكيني ، يؤلمني ، فنحن نعيش هواجس إنسانية وإجتماعية ، إقتصادية ، مادية ، وأمنية لا مدى لنهايتها
بطبعي أعيش هموم وأوجاع الناس، واشعر بمعاناتهم هذه الأحاسيس أبثها لأوراقي البيضاء ، وأعكسها وأجسدها بأعمال مسرحية
في هذا العام كان عيد الاستقلال هو الأجمل من بين أعياد الاستقلال التي شاهدتها في حياتي ويعود ذلك لما حصل من وحدة وطنية على امتداد مساحة الوطن بأكمله ، فنحن عانينا ما عانينا من حروب ، لايام الوصايا والاحتلال انا كمواطن لا انتمي لاي حزب ولكن لي رأي السياسي ، أؤمن بالطموح ، بالحق ، واؤمن بأن الزمن هو الكفيل بأن يعطي كل ذي حق حقه ، فالمواطن اللبناني تواق للفرح ، وهو لا يستسلم ، ولديه إرادة قوية لذلك فهو يستحق العيش بسلام
ثم تابع خباز عن المسرح اللبناني
ما بين الأمس واليوم :
للأسف التطور بطيء جدا ، لدينا مسرحيين لكن دون مسرح ، هناك محاولات للعمل المسرحي شئنا ام أبينا هناك أسماء كبيرة ولها باعها في العمل المسرحي ، ومن بينهم العنصر الشبابي الذين يبذلون ما بوسعهم لإعادة إحياء المسرح
ثمة مهمتين يجب إنجازهما الاولى :
إعادة ترميم الجسر بين الجمهور والمسرح
والثانية إعادة وضع المسرح على خريطة المواطن اليومية الثقافية ، او الشهرية وهذه هي المهمة الأصعب
في هذا المجال اعتبر أنني استطعت النجاح من خلال تجربتي الخاصة ، في بناء هذا الجسر بيني وبين الجمهور الذي ينتظر ما أقدمه في كل عام بحيث يحضر وهو على ثقة بما أقدمه على خشبة المسرح ، لا أجامل احد في عملي المسرحي ، كمأ لاحظتِ في مسرحية ” إلا إذا
” تحدثت عن الجميع ، دون التجريح في اي طرف ، فهذه المسرحية تحديداً هي بمثابة توبيخ بمحبة ( انو خلص خلصنا وصلنا على شفير الهاوية ) الكرة الأرضية لم يعد باستطاعتها ان تتحملنا ، بطريقة تعاطينا معها ، ومع الطبيعة الإنسانية بشكل عام
وعن رأيه بالفنانة عايدة صبرا :
عايدة صبرا فنانة حقيقية و موهوبة ، صريحة وملتزمة بفنها ، ملتزمة بقضاياها الإنسانية ، فهي متصالحة مع نفسها ، تعترف بالآخر ، وكونها إمرأة استطاعت ان تهتم وتحافظ على عائلتها الجميلة ، وكذلك هويتها الفنية الخاصة بها ، عايدة صبرا لك انحناءة محبة وإحترام
ثم أضاف :
بالنسبة الى عرض المسرحية خارج الوطن ، يأتينا عروضات كثيرة ، سابقاً كنا نذهب الى استراليا وكندا ، والبلاد العربية لتقديم العروض المسرحية ، لكن حاليا تقريباً منذ حوالي أربعة او خمس سنوات لم نقدم عروض خارجية ، لانه وبصراحة العمل المسرحي فيه جهد وتعب كبير ، فأنا أعمل مدة ستة أشهر بالاضافة الى شهرين تمرينات فهذه ثمانية أشهر من العمل ، والأربعة أشهر المتبقية هي تحضير لعمل جديد ، لذلك ليس لدي الوقت الكافي
الخبر الجميل هو انني قد اقدم مسرحيتي هذه خارج الوطن ، وكذلك في مدينة بعلبك في المهرجانات الدولية ،وقد أحولها ( لمسرحية موسيقية Musicul Direct ) لازلت أمام خيارين ، لكن بالمبدأ متجهين الى هذا الاتجاه وقد نحمّلها اسم ” إلا إذا The Musicul ”
كذلك نحن بصدد التحضير لفيلم سينمائي ، بعنوان ” الواوي ” ان شاء الله سنبدأ التصوير في الصيف القادم
فيلم ” الواوي ” من تأليفي
والإنتاج لمجموعة من الاشخاص
إخراج أمين ذرة مخرج فيلم ” غدي ”
وعن مشاركته بفيلم الانيمايشين ( الفيل الملك )
وتكرار التجربة :
بالنسبة لمشاركتي في فيلم الانيمايشين ( الفيل الملك ) سعيد جدا بهذه التجربة ، فيلم باللغة العربية ، يحاكي الإنسانية والتعايش ، ويعزز القيم ، ضد الظلم ، تجربة رائعة جدا اديت بصوتي دور الفأر فرفور ، مع العلم انه عرض عليي دور رئيسي لكن اعجبني دور الفأر فرفور أكثر ،
تجربة لبنانية جميلة اتمنى لهم الاستمرارية والتوفيق
وقد أكررها ، ولكن حسب الشخصية وطبعا بحسب شروط فنية معينة
وعن فكرة العمل المشترك
مع الفنان القدير دريد لحام
اطلعنا :
كنا قد بدأنا التحضير لعمل مشترك ، قبل الأزمة في سوريا ، لكنه أصيب بوعكة نفسية نتيجة الاحداث التي حصلت ، حتى انه على صعيده الشخصي كان له فيلم واحد اسمه ( سنعود بعد قليل ) وهذا الفيلم يتحدث فيه عن الازمة السورية ، واصبحت اهتماماته أكثر إنسانية
ثمة حب متبادل بيننا، أعتقد أنه تجمعنا الكثير من القصص ، خاصة على الصعيد الإنساني ، والفني
التقينا في فيلم ” سلينا ” وعلى امل ان نجتمع في عمل مشترك قريبا ،
لكنني اقول وبكل صراحة يكفيني فخراً رأيه بي ، فذلك يعادل ما يفوق المئة عمل اسم دريد لحام يعطي شهادة بي فهذه المسألة جدا مهمة لي وتعني لي الكثير
كما كان لنا جولة اسئلة سريعة حول كاريكاتير شخصية ” ام خالد ” الست البيروتية ، ورأيه بموضوع مرافقي الفنانين
وتعامل الفنان مع معجبيه :
حقيقة وبكل صدق لا اشاهد التلفاز لان عملي في المسرح يأخذ كل وقتي ، خلال حديثنا قلت رأيي في المرأة اللبنانية ، فكيف الحالة اذا كانت بيروتية ، الست البيروتية ليست هكذا فليسمحوا لنا ، هذا الكاريكاتير مبالغ فيه مع احترامي الشديد لكل الزملاء العاملين
السيدة البيروتية هي سيدة أنيقة أراها واحدة من أعضاء لجنة مهرجانات بعلبك ،
حتى وإن كان ذلك في إطار الكاريكاتير وإطار الكوميديا هذا لا يعني انها تمثل المرأة البيروتية
قد يحتاج الفنان الى مرافق ولكن عليه ان يحرص بان يكون مظهره لائق ولا يوحي بأنه مرافق للشخصية الفنية ، يتدخل حين الحاجة فقط
شخصيا مرافقي الشخصي هو تلفوني لانني أتعامل بمحبة مع جمهوري فأُبادله بذات الطريقة حين انتهي من تقديم المسرحية اخرج لجمهوري واتصور مع كل من ينتظرني
جمهوري هم ضيوفي لذلك اعتبرهم في منزلي ولا اتذمر منهم مهما كبر العدد
انا من الناس ، أعيش أوجاعهم في داخلي وأترجمها على المسرح
انا ابن الشارع ، كنت اذهب الى الجامعة في الباص ، وأحيانا في السرفيس ( سيارة الاجرة ) كنت اتعلم في النهار واعمل كارسون في الليل حتى استطيع تسديد قسط جامعتي عملت في ورش على الكومبراسير ، أيضا كنت اعمل مصورا للاعراس ، وكنت فخورا في عملي لانني اعتبرت انني أساعد أبي وعائلتي المؤلفة من أربعة اولاد حينها اثنان منهم في الجامعة وأثنان في المدرسة ، كنت أحاول تخفيف العبء عن كاهله بتأمين اقساط جامعتي الخاصة التي كنت ادرس فيها في الكسليك ( روح القدس ) والعمل في المطعم دقيق بحيث يمر عليك السيئ والحسن لذلك كنت اعلم معاناة الناس
كلمة اخيرة :
أتوجه بكلمة من القلب الى القلب تعالوا لكي نعيش بسلام ، وهدوء ، الايمان والدين في القلب ، وليكن تصرفنا مع الآخر برقي وطيبة ومحبة ، فكل الاديان تدعو الى المحبة ، دعونا نتكامل إنسانيا ، وحينما نصل إلى تلك القناعة يعم السلام في داخلنا، وفي أرجاء الوطن ..
محكمة