مجلة وفاء wafaamagazine
دجاجة حسين الشرتوني أعلنت باكراً إلغاء التفاوض.. فلا فرق بين تراب وتراب.. لا تباعد بين الوهاد والسهول.. الدجاج لا يعترف بالألوان المحدة الفاصلة. هو يختصر الألوان بالأخضر والبني.. لا يعترف بالخطوط التي رسمت بالأزرق لأنه من صفة الماء والسماء. هو يحب الأخضر لون العزة والعطاء.. ويحب البني لون التراب والأوطان.
والدجاج لا يعرف المكر لكنه بسليقته يأباه.. لا يعرف الغدر ومن أجل هذا هو يَشتمه عن بعد، ومع هذا يسمّونه ساذجاً.
والدجاج يستيقظ باكراً كما الفطنة.. كما من حلم يبقى عالقاً في الأهداب.. يسابق الإنسان في تَلمّس الحياة.. فالحياة بالنسبة له وطن يتنشّقه.. سماء يرنو إليها شاكراً كلما التقطَ الحَب، أو عَبّ دمعة ماء.
ولأنّ الدجاج لا يحب السياج ولا يستسيغه، ولأنّ التراب الملتحِم بالتراب أرضه، ولأنّ خلف السياج سارقاً، انتزعت دجاجة حسين الشرتوني الصحو من نوم الإنسان.. خفقت بجناحيها تصفّق طرباً لحريةٍ اجتاحَتها فجأة.. أزالت كل الحواجز والخطوط.. أعلنت أنّ الحق لا يفاوض عليه، أن تتفاوض مع خصم لك هو حرية ومساحة التقاء، أمّا مع عدو يريد إزالتك فهو السذاجة والغباء. فلا تفاوض في عرف الدجاج.. ولا الأطفال.
دجاجة حسين راحت تعدو لا خط أزرق تقف عنده، ولا سياجاً، ولا رصاص مَن سرق بعض الأرض أخافها.. حسين ركض خلفها.. استمرّت تركض راسمة خطاً بيانياً لحسين، لعله عندما يكبر يركض في ذات الإتجاه.
الجمهورية