الرئيسية / سياسة / اللواء عباس ابراهيم : رسالة الى مجتمعنا اللبناني تقضي بضرورة بذل المساعي للمزيد من التكاتف الوطني والابتعاد عن أجواء المذهبية العمياء وأجواء التحريض | وفاء بيضون

اللواء عباس ابراهيم : رسالة الى مجتمعنا اللبناني تقضي بضرورة بذل المساعي للمزيد من التكاتف الوطني والابتعاد عن أجواء المذهبية العمياء وأجواء التحريض | وفاء بيضون

حاورته وفاء بيضون

في الازمات يلوح اسمه من بعيد ,ليكتشف المواطن لاحقا انه رجل الملفات الصعبة والحرجة , اسمه اصبح مرادفا للانجازات الامنية , ومكافحة التشدد والتطرف ..

مديرية الامن العام دخلت معه عصرا من التكنولوجيا يضاهي الدول المتقدمة

هو رجل دولة بحق , يغلب مصلحة الوطن على مصالح طوائفه , يعمل من اجل الوطن , كل الوطن , رافعا شعار ؛ وطننا يستحق العيش بامن وسلام لكل ابنائه

ولانه الاعلم والادرى بخبايا الامور , كان لا بد من هذا اللقاء مع لواء كل الوطن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم , حول ما ينتظر لبنان والمنطقة من تداعيات , وتاثير الحرب في سوريا على لبنان , ووضع المخيمات , ودور جهاز الامن فيها

ووضع المغترب اللبناني وما يتعرض له من مضايقات , تطرقا الى الحديث عن توقيف السيد قاسم تاج الدين , وصولا الى الحديث عن خمسة لبنانيين جنوبيين خطفوا منذ العام 1997

وكان لنا هذا الحوار حول التطورات المحلية والاقليمية في ملف التشدد والتطرف , حيث اكد اللواء ابراهيم ان تراجع الخدمات الانسانية والصحية والاجتماعية , اوقعت بعض شباب المخيمات الفلسطينية في شرك التطرف ومجموعاته , وانه يتم التعاطي مع هذا الموضوع بحكمة وهدوء من اجل تجنيب المخيمات اي صدمات عسكرية .

للوقوف عند كل هذه النقاط ومعرفة اجابة هذه الاسئلة , كان لا بد لنا شرف اللقاء معه في حوار نادر وثمين , وهذا ما اطلعنا عليه ………

1- ماذا ينتظر لبنان والمنطقة من تداعيات؟

   تسارع التطورات مؤخراً على مستوى العالم عموماً ومنطقة الشرق الاوسط خصوصاً، وهي بمعظمها تطورات اتسمت بالسلبية سيكون بالتاكيد لها ارتدادات كبيرة على مستوى العالم والمنطقة خصوصا اذا استمرت على وتيرتها المتسارعة، فتطورات الاوضاع بين الكوريتين وارتفاع مستوى التهديدات من قبل الولايات المتحدة الاميركية لكوريا الشمالية وعودة التباين في المواقف بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى حول عدد من الملفات الخلافية واستمرار التوتر والمواجهات العسكرية الدامية في العراق وسوريا بين القوى الأمنية والعسكرية العراقية والسورية من جهة والتنظيمات المتشددة وعلى رأسها تنظيم داعش من جهة أخرى، ومبادرة الولايات المتحدة مؤخراً الى توجيه ضربات صاروخية لقواعد عسكرية تابعة للنظام مترافقة مع استغلال واضح وصريح من قبل الكيان الاسرائيلي للظروف الصعبة التي تمر فيها سوريا وتوجيهه ضربات صاروخية من وقت لآخر الى قواعد عسكرية، كل ذلك أدى الى ارساء المزيد من أجواء التوتر والقلق في العالم ومنطقة الشرق الأوسط والتي نحن في صلبها وسنكون في المستقبل القريب أمام تداعيات كبيرة جراء ذلك ان لم يتم المسارعة الى اعتماد الحلول السياسية للأزمة السورية وتوفير الدعم الدولي المناسب لمكافحة المنظمات الارهابية التي راحت تنشط في عدد من دول المنطقة.

– الحرب في سوريا واستمرارها على الرغم من مرور عدة أعوام على بدايتها وعدم تمكن أي فريق من تحقيق فوز ساحق وبسط سيطرته ونفوذه، يترك الأمور على مصراعيها أمام المزيد من سفك الدماء والخراب والدمار، ونحن في لبنان بما لنا من خصوصية لجهة اشتراكنا مع سوريا بحدود برية واسعة سنبقى عرضة لأية تطورات دراماتيكية قد تشهدها الساحة السورية مستقبلاً، بحيث أنه كلما تمكن النظام وحلفاؤه من توسيع بقعة حضوره ونفوذه في سوريا على حساب الجماعات التكفيرية، تراجعت لدينا امكانية نجاح هذه الجماعات بالتمدد باتجاه الأراضي اللبنانية وتضاءلت آمالهم في إقامة مشاريع مشبوهة لهم على هذه الأراضي.

2- وما تأثير الحرب في سوريا على لبنان؟

– في ظل الوجود التكفيري المتفشي في الشرق الاوسط ومع تزايد وتيرة التهديدات

  – ما هو دور المجتمع في تفعيل الاجراءات الاحترازية لحماية المناطق؟

  – الا تعتقد أنه قد حان الوقت لتوجيه الارشادات الأمنية الاجتماعية للمواطنين؟

   الوجود التكفيري هو في الأساس ناشئ عن فكر ونهج برز خلال الأعوام القليلة الماضية في عدد من دول المنطقة وقد سبّب هذا الفكر أحد أبرز أجواء التوتر التي عاشته العدد من هذه الدول، وذلك نتيجة لسعي الجماعات التكفيرية لمزيد من الانتشار والحضور في هذه المنطقة، وهذا الأمر انعكس بدوره على حكومات هذه الدول التي جعلت من أبرز أولوياتها مكافحة هذا الفكر بشتى الوسائل الأمنية والاعلامية…، الا أنه من الضروري أن يكون للمجتمع بشكل عام دور رئيسي في هذه المواجهة، وذلك عبر الوقوف الى جانب حكومات وأجهزة هذه الدول لوضع حد للمخاطر المتأتية من هذا الفكر وعدم التفاعل معه إيجاباً والعمل على تحجيمه ومحاصرته في كافة المجالات، وهنا نغتنم الفرصة لتوجيه رسالة الى مجتمعنا اللبناني تقضي بضرورة بذل المساعي للمزيد من التكاتف الوطني والابتعاد عن أجواء المذهبية العمياء وأجواء التحريض وتحمل المسؤولية الكاملة في هذه الظروف الصعبة التي تتطلب من كل فرد داخل هذا المجتمع أن يكون خفيراً في بيته وبلدته ومدينته حتى نتمكن سوياً من المساهمة في درء المخاطر المحدقة بوطننا.

3- وضع المخيمات ووجع الشعب الفلسطيني ومعاناته، خاصة مخيم عين الحلوة، دائما يراد ارسال رسائل عبره للنيل من محور المقاومة وزرع الفتنة، برأيكم سيبقى الوضع على ما هو عليه فترة يشعل فتيل عين الحلوة؟ ولماذا لا يكشف الغطاء السياسي ؟

   المخيمات الفلسطينية في لبنان تعيش أوضاعاً مأساوية ترجع أسبابها الى تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية وعدم بذل الجهود اللازمة لإيجاد الحلول العادلة لهذه القضية وترافق ذلك مع تراجع التمويل اللازم والتقديمات التي كانت تقدمها الدول المانحة والتي كان لها انعكاساً سلبياً على معيشة الأخوة اللاجئين وعلى مستوى الخدمات المختلفة التي كانت تُقدم لها، وهذا الحال جميع المخيمات الفلسطينية في لبنان ومن ضمنها مخيم عين الحلوة. – الأوضاع الصعبة التي يعيشها القسم الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين داخل مخيم عين الحلوة، إضافة الى

الانقسام الفلسطيني الحاصل بين منظمة التحرير الفلسطينية وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى دفعت ببعض هؤلاء الى التقرب من جهات متشددة استغلت ظروفهم وغررت بهم للالتحاق بصفوفها وتنفيذ مشاريعها المشبوهة داخل المخيم وخارجه، وذلك عبر بث سموم الفتنة والفكر التكفيري، وهذا الأمر لطالما سعى وراء تحقيقه العدو الاسرائيلي لاستغلاله لتسعير نيران الفتنة وشحن الأوضاع في المنطقة الجنوبية تحديداً، وذلك للاقتصاص من لبنان عموماً ومنطقة الجنوب خصوصاً سيما وأنها تشكل حاضنة المقاومة التي ألحقت الهزيمة بهذا العدو.

– انطلاقاً من ذلك ندعو كافة الأخوة الفلسطينيين الى مزيد من التلاحم والابتعاد عن الخلافات كونها تساهم في تعكير أجواء المخيم وساكنيه، ونطلب منهم أن يكونوا يداً واحدة في مكافحة الفكر التكفيري الارهابي الذي يشتد ويقوى عضده في حال استمرارهم بخلافاتهم وندعوهم أيضاً بكافة أطيافهم الى محاربة كل جهة وشخص يسعى الى توتير هذه المخيمات والعبث بأمنها، ونحن مستعدون للوقوف الى جانبهم ومؤارزتهم في أية خطوات إيجابية تصب في مجال تعزيز أمن المخيم وقاطنيه.

4- اين دور جهاز الامن في ضبط جميع مداخل مخيم عين الحلوة علما ان الجيش متواجد فعليا فقط عند 3 مداخل ؟

  شهد مخيم عين الحلوة خلال الفترة الماضية أجواءً من التوتر والاشتباكات المسلحة نتجت عن قيام جهات تكفيرية بنشاطات مشبوهة داخل المخيم دفعت بالجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الى تشديد الاجراءات الامنية على مداخل مخيم عين الحلوة، وذلك في مسعى لقطع الطريق على أية جهات وعناصر تحاول التسلل من داخله أو اليه لتنفيذ أعمال مشبوهة، وهذا الأمر تم ويتم بالتنسيق الكامل بين قيادة الجيش والأجهزة الأمنية التي نحن جزء منها، وذلك بهدف توفير الأمن لأبناء المخيم، كما أن هناك تنسيقاً يجري مع بعض الفصائل الفلسطينية والقوى الاسلامية داخل المخيم لأجل هذه الغاية، ونحن كأجهزة عسكرية وأمنية سنستمر بالعمل على ضبط الأوضاع داخل المخيم واتخاذ الاجراءات المناسبة في محيطه لعدم افساح المجال لعودة اجواء التوتر والاقتتال، وهناك اجراءات مشددة يتم تنفيذها من قبل الجيش على كافة المداخل العائدة للمخيم.

5- وضع المغترب اللبناني بشكل عام، وبشكل خاص افريقيا وما يتعرض له من مضايقات خاصة ( انغولا، نيجيريا، كنشاسا ..) وغيرها من الدول الافريقية

مؤخرا ما حصل مع رجل اعمال لبناني ولم نشهد على صعيد الدولة بشكل علني اي تحرك او اعتراض موجه للجهة المسؤولة؟

    الاغتراب يعتبر من أبرز الوسائل التي ساهمت في استقرار الأوضاع الاقتصادية في لبنان وفي تعزيز حضور دور لبنان في المحافل الدولية، وذلك لأن المغترب اللبناني توجه الى العديد من دول العالم ولم يحصر حضوره في بلدان محددة، وقد نجح من خلال ذلك في إنشاء مؤسسات تجارية عالمية ولعب أدواراً كبيرة داخل هذه الدول نافست في عدة محطات واستحقاقات العديد من المغتربين الآخرين عرباً وأجانب، وقد كان للمغترب اللبناني حضوراً مميزاً في العديد من الدول لا سيما الافريقية منها جعلته موضع متابعة ومنافسة من قبل عدة أطراف يأتي في طليعتهم التجار والرأسماليون اليهود الذين يمتازون اليوم أيضاً بحضورهم القوي في هذه الدول، وقد عمد هؤلاء بشتى الوسائل الى الضغط على المغتربين اللبنانيين من كافة الأطياف والمناطق وتحديداً المتحدرون من منطقة جنوب لبنان ونجحوا في بعض استهدافاتهم وفشلوا أحياناً أخرى، مع الاشارة الى أن التضييق على المغتربين اللبنانيين مؤخراً بدأ يجري تحت عناوين مكافحة الارهاب وتبييض الاموال وتجارة المخدرات وغالباً ما تكون الاتهامات الموجهة لبعض اللبنانيين في هذا المجال مفبركة وغير دقيقة، وفي هذا المجال يمكن ايراد حالة السيد قاسم تاج الدين الذي أوقف في المغرب مؤخراً وسلم لاحقاً الى السلطات الأميركية، وقد قمنا ولا زلنا باتصالات مع المعنيين في هذا الملف (داخلياً وخارجياً) من أجل توضيح ملابسات هذه القضية وايصالها الى خواتيمها إيجاباً في أقرب وقت ممكن.

6- ملف لخمس لبنانيين (جنوبيين) في انغولا فقدوا ولم يعرف او يحدد كشف مصيرهم منذ سنة 1997.. هل كان هناك متابعة لكشف مصيرهم ؟

+ عبد الحسين حبيب دخل الله، والدته نجوى، تولد 1974، سجل 83/قانا.

+حيدر كامل دخل الله، والدته وردة، تولد 1965، سجل 20/قانا

+ زهير علي جواد، والدته الهام، تولد 1968، سجل 403/الباشورة

+ نزيه محمد حجازي، والدته منيفة، تولد 1953، سجل 162/ حاريص

+ حسن علي عبد الكريم، والدته وصفية، تولد 1974، سجل 135/كفرا

– المذكورين اعلاه غادروا لبنان في العام 1997 للعمل في كنشاسا لدى شركة رجل الاعمال اللبناني جان الترك التي كان يديرها آنذاك رجل الاعمال خليل ناظم ابراهيم وقد انتقلوا في وقت لاحق من نفس العام الى انغولا لاستلام كمية من الالماس لصالح الشركة المذكورة حيث تم اختطافهم من قبل مافيا دولية واحتجزتهم كرهائن وهم لغاية اليوم مجهولي المصير

– لم تتوافر اية معطيات جديدة عن مصير المذكورين اعلاه لغاية تاريخه مع الاشارة الى انه وردت معلومات في العام 2000 مصدرها جريدة النهار عن مساعي تقوم بها وزارة الخارجية اللبنانية من اجل معرفة مصير عدد من اللبنانيين كانوا قد فقدوا في العام 1997 في مطار انغولا، وهم عبد الحسين حبيب دخل الله، حيدر كامل دخل الله، زهير علي جواد، حسين علي عبد الكريم، نزيه محمد حجازي .

بنت جبيل . اورغ

اللواء عباس ابراهيم والاعلامية وفاء بيضون