مجلة وفاء wafaamagazine
لا توحي اجواء الرئيس المكلف سعد الحريري انه في وارد ان يبادر هو الى الاتصال برئيس الجمهورية ميشال عون، بل هو ينتظر ان يَرده اتصال من القصر الجمهوري، وإن حصل هذا الاتصال وتم اللقاء مع رئيس الجمهورية، فإنّ البحث سيكون حصراً في المسودة التي سبق للرئيس المكلف ان قدّمها الى عون. كما تؤكد اجواء بيت الوسط انّ موضوع اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة ليس مطروحاً لا الآن ولا في أي وقت، كما ليس وارداً لدى الرئيس المكلف القبول بما يعطّل عمل الحكومة قبل أن تبدأ حكمها، وعلى وجه الخصوص منح الثلث المعطّل في الحكومة لرئيس الحكومة وفريقه السياسي.
وفي تعبير واضح عن عمق الخلاف، قال عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار: “الشراكة في تأليف الحكومة، والذي لا يريد البعض فهمها، تعني النقاش في مسودة التشكيلة الوزارية، بما يساعد على تأليف الحكومة، وليس فرض أسماء، وتعطيل إصدار مراسيم التشكيل، كما هو حاصل اليوم في بعبدا. دور رئيس الجمهورية المؤازرة والدعم لأنّ من يتحمّل المسؤولية أمام المجلس النيابي هو رئيس الحكومة”.
وتبعاً لذلك، يؤكد المطلعون على اجواء الطرفين انّ الخلاف بين عون والحريري لا يحتاج الى وسطاء، بل يحتاج بالدرجة الاولى الى ارادة تأليف وهي غير موجودة حتى الآن، ولو أنها أصلاً موجودة، لما تمّ انتظار الوسطاء، ولا كان هناك ما يمنع رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف من أن يبادر أحدهما الى الاتصال بالآخر لاستنئناف المباحثات بينهما حول الحكومة ومقاربة تأليفها بصورة مغايرة عمّا كانت عليه في اللقاءات السابقة بينهما.
ويخلص هؤلاء الى القول انّ اي لقاء بين عون والحريري، وسط هذه الاجواء العميقة بينهما، لن يكون سوى إطار شكلي لن تتأتّى منه أي نتيجة ايجابية. ومن شأن ذلك أن يعيد إطلاق دورة جديدة من الاشتباك السياسي، أي زيادة التوتر. ومن هنا ليس المطلوب فقط إنضاج عقد لقاء بين الرئيسين، بقدر ما انّ المطلوب هو إنضاج استعدادهما الى تنازلات متبادلة تفضي الى نتائج إيجابية تُفرج عن الحكومة. وهذا الانضاج لا تنجح به سوى «قوة قاهرة» أقوى منهما، قادرة على فرضه عليهما، الّا انّ الجهة المالكة لهذه القوة ليست ظاهرة أو متوفرة حتى الآن.
الجمهورية