السبت 21 أيلول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
أثار الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط هذا الأسبوع مخاوف من احتمال حصول أزمة في إمدادات النفط، ولو أن محللين يستبعدون صدمة نفطيّة جديدة ترغم سائقي السيارات على الوقوف في صفوف انتظار طويلة أمام محطات البنزين.
وسجلت أسعار نفط برنت ارتفاعًا حادًا بلغ 15% في يوم واحد على إثر هجمات في 14 أيلول على منشآت نفطيّة في السعودية، تسببت بخفض الإنتاج النفطيّ السعوديّ إلى النصف.
وعادت الأسعار إلى التراجع بعد ذلك وصولا إلى حوالى 65 دولارًا للبرميل الجمعة. وفي ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي ووفرة النفط المنتج في العالم، يبقى احتمال ارتفاع سعر البرميل إلى مئة دولار مستبعدًا للغاية في الوقت الحاضر.
وحتى لو تحقق هذا السيناريو، يؤكد اختصاصي المواد الأولية لدى مصرف “بي إن بي باريبا” هاري تشيلينغيريان أن “العالم مهيّأ بشكل افضل بكثير مما كان عليه في السبعينات لمواجهة الصدمات النفطية”.
وخلال ذلك العقد سجلت أسعار النفط مرتين ارتفاعا هائلا شكل ضغطا خانقا على الاقتصادات المتطورة، المرة الأولى عام 1973 حين فرضت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حظرا على حلفاء إسرائيل في وسط حرب تشرين الأول، رابع الحروب العربية الإسرائيلية، والمرة الثانية عام 1979 في أعقاب الثورة الإسلامية في إيران.
ويؤكد خبراء الاقتصاد في مصرف كومرتسبنك أن “صدمة نفطية اليوم لن يكون لها المفاعيل المدمرة ذاتها” لأن الدول “اعتادت” مثل هذه الأحداث والمصارف المركزية “لن ترد (…) بدفع معدلات الفائدة إلى الارتفاع لمكافحة التضخم”.
ويشددون بصورة خاصة على أن الاقتصادات “حدّت من اعتمادها على النفط”.
زيادة الاسعار على المستهلكين
وأبرز تطور أن الولايات المتحدة أصبحت بفضل النفط الصخري أول منتج للنفط في العالم وبدأت تصدر نفطها بكثافة.
وهذا ما يمكن أن يعوض بسهولة على المدى القريب والمتوسط عن نقص الإنتاج في حال حصول بلبلة كبرى.
وقال نائب رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي ريتشارد كلاريدا الجمعة إن الولايات المتحدة “أقل تأثرا بكثير بالصدمات النفطية منها قبل بضعة عقود”.
ولفت اختصاصي المنتجات المكررة في مكتب وود ماكينزي للدراسات آلن غيلدر إلى أنه في هذا السياق من المستبعد أن تقرر دولة مثل السعودية تعليق صادراتها عمدا “لأنها قد تفقد مكانتها كمزود موثوق”.
لكن حتى إن كان احتمال حصول صدمة نفطية ضئيلا، أكد خبير السوق النفطية في مكتب “كوموديتي ريسيترش غروب” للاستشارات أندرو ليبوف أنه “لا يمكن القول أبدا أن الخطر معدوم”، ذاكرا “على سبيل المثال في حال نشوب حرب كبرى تقود إلى إغلاق مضيق هرمز” في الخليج الذي يمر عبره ثلث المنتجات النفطية المنقولة بحرًا.
وكالات