الرئيسية / كورونا / علاج كورونا : هذه هي وظائف الأدوية الموصوفة

علاج كورونا : هذه هي وظائف الأدوية الموصوفة

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت لارا الهاشم في التيار

يعيش لبنان أسوأ أيامه في ظل الانهيار الاقتصادي الذي ترافق مع الكارثة الصحية الناتجة عن وباء COVID 19. فبعد انتصاره على الجولة الاولى حيث ضُرب به المثل عالمياً، صار لبنان في ال 2021 يحتل المرتبة 42 عالميا من حيث عدد الإصابات والمرتبة 13 في المنطقة الأسيوية. عدد الوفيات بلغ 2404 ونسبة الحالات المشخصة ايجابية وصلت في آخر احصاء الى 22%، ما يعتبر مؤشرا سيئا اذ لا يجب أن يتخطى المعدل ال 5% بحسب منظمة الصحة العالمية.

إذاً لبنان في دائرة الخطر، وما يزيد الأمور صعوبة هو انهيار القطاع الاستشفائي إن لناحية خسائره البشرية والمادية أو لناحية الهجرة في القطاعين الطبي والتمريضي.

لكن كل هذه المؤشرات لا تعني ألا بصيص أمل يلوح في الأفق ولو أن المعركة ضد الفيروس طويلة ومضنية. فالطواقم الطبية راكمت منذ ظهور الوباء خبرةً في التعاطي معه والباحثون من حول العالم يجهدون لايجاد أفضل العلاجات وطرق الوقاية من كوفيد 19 ولتحليل مدى فعالية الأدوية المتاحة للحد من مضاعفات الوباء.

ما بات متعارفا عليه، أن كوفيد 19 ليس مرضاً تنفسياً وحسب بل يمكنه التأثير على أعضاء مختلفة في جسم الانسان، ما يجعل العلاج منه صعباً ومعقّدا. لكن وفي ظل التقدّم المتوقع على صعيد الأبحاث تركّز المقاربات على ثلاثة أصناف من الأدوية: مضادات الفيروسات التي تمنع تكاثر الفيروس، معدّلات المناعة التي تساعد جهاز المناعة على محاربة الفيروس اضافة إلى أدوية أخرى فعّالة بطرق مختلفة.

المدير الطبي في مستشفى الجعيتاوي والاختصاصي في أمراض القلب والشرايين د. ناجي أبي راشد يقول ل tayyar.org أن “الأمل كبير في وجود مضادات للفيروسات قد تثبت فعاليتها ضد كوفيد 19. فبعد ال “Remdesivir” الذي أثبت قدرته على تخفيض وطأة المرض وأيام بقاء المريض في المستشفى ووافقت على استخدامه في العلاج إدارة الغذاء والدواء الأميركية، من المحتمل اكتشاف مضادات أكثر فعالية من بين عشرات الآلاف الموجودة. من بينها مزيج Lopionavir / Ritonavir و Ribavirin وعقار Ivermectin المضاد للطفيليات الذي أظهر نشاطًا مضادًا للفيروسات ول covid_19 في التجارب المخبرية”.

رفع مستوى المناعة للحد من استجابة الجسم للأمراض هو أيضا أساسي في مواجهة كوفيد 19. من بين معدّلات المناعة المستخدمة لمواجهة كوفيد 19: Tocilizumab و Sarlizuma وقد تبيّن أن معدلات المناعة جنّبت الكثير من المرضى دخول المستشفى إضافة إلى صدور توصية باستخدامها للحالات المصابة الموضوعة في العناية المركزة. لكن المشكلة بحسب د. أبي راشد أن مثل هذه العلاجات المرخصة لا تزال نادرة وضخّها في الجسم قد يستغرق وقتا طويلا، ما يجعل الحصول على العلاج صعباً.

من جهة أخرى أثبتت الأدوية المضادة للالتهابات وللحساسية كال Dexamethsdone و ال Hydrocortisone فعاليتها في التخفيض من احتمال الوفاة في علاج كوفيد 19.

هذا ولا يقلل د. ابي راشد من أهمية حقن المصاب ب PLASMA تعود لشخص تعافى من كوفيد 19 شرط أن تكون غنية بالأجسام المضادة، بعد أن أثبتت التجربة قدرتها في هذه الحالة على وقف تطوّر الفيروس. أما ال Azithromycin الذي شاع استخدامه فدوره هو وقف تعزّز الالتهاب.

متابعة تداعيات كوفيد 19 أثبتت حدوث جلطات وعليه يصف الأطباء علاجات إضافية هي شائعة ولكنها أثبتت فعاليتها. من بين هذه العلاجات، ال Aspirin الذي يلعب دورا ثلاثي الأبعاد وهو تثبيت تكاثر الفيروس والعمل كمضاد للتجلط والالتهابات، إضافة إلى مضادات التخثر وبعض الأدوية التي تحتوي على ال Omeprazole المستخدمة لوقف افرازات الاسيد لدى الذين يعانون من أمراض في المعدة.

في الخلاصة أثبتت التجربة أن كوفيد 19 ليس وباء قاتلا بشكل حتمي، لكن ما دونه صعوبات ومخاطر وتداعيات قد ترافق المريض لأشهر ولربما لباقي سنوات حياته. كل شيء وارد ما دام الفيروس وعلاجاته قيد التجارب والاكتشافات، وهذا الأمر بالذات يقسم العالم ما بين مؤيد للقاح ورافض له.

لكن وفي انتظار أن تثبت الاختبارات على اللقاح مدى فعاليته وقدرته على الحد من انتشار الوباء، على اللبنانيين أن يعلموا ألا يجب استخدام أي دواء حتى الشائع إلا بوصفة من الطبيب. فبحسب أبي رشد لكل حالة علاجها والعشوائية في استعمال بعض الأدوية التي يعتبرها المريض مُساعِدة، قد يتسبب بمضاعفات. فال ASPIRIN مثلا، في حال استخدم بإفراط لمنع تخثر الدم ومن دون متابعة طبية، قد يتسبب بنزيف داخلي وبتقرّحات.